أوضح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة أن عدد المتبقين في المستشفيات من المصابين بحادث انفجار شاحنة الغاز الذي وقع الخميس الماضي بحى النهضة شرق مدينة الرياض بلغ (54) حالة ، منهم (20) سعودياً ، و(34) من المقيمين ، أما عدد الوفيات بلغ 22 شخصاً منهم (8) سعوديين و(8) مقيمين ، و(6) أشخاص لم تعرف هوياتهم حتى الآن . جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده سموه أمس بقصر الحكم في مدينة الرياض ، وقال سموه في البيان الذي تلاه في مستهل المؤتمر « إنه في تمام الساعة السابعه وإحدى وثلاثين دقيقة في الخميس الماضي ورد بلاغ لغرفة عمليات الدفاع المدني بمنطقة الرياض عن وجود تصاعد ألسنة لهب وأدخنة بكثافة عالية بحي النهضة شرق الرياض - تحت الجسر الواقع على تقاطع شارع الشيخ جابر مع طريق خريص، وعلى الفور تم تحريك الفرق اللازمة بالإضافة للخدمات المساندة وعند الوصول للموقع تبين أن الحادث عبارة عن (انقلاب صهريج ناقلة غاز طبيعي) مما أدى إلى تسرب الغاز ونشوب حريق نتج عنه خسائر في الأرواح والممتلكات، مشيراً سموه أن عدد الوفيات بلغ (22) شخصاً، وعدد الإصابات (133) مصابًا ، وقد تم نقل المصابين للمستشفيات الحكومية والخاصة». وأضاف سموه «أحمد الله على قضائه وقدره , ولقد ساءنا ما حصل وكدر نفوسنا , ولكن هذا أمر الله لا راد له , ورفع سموه أحر التعازي وصادق المواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله - وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية ولذوي المتوفين , سائلاً الله تعالى للمتوفين الرحمة والمغفرة وللمصابين بالشفاء العاجل». وعبر سمو الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، وسمو ولي العهد – حفظهما الله – وسمو أمير منطقة الرياض ، وسمو وزير الداخلية على توجيهاتهم السديدة ودعمهم غير المحدود ومتابعتهم منذ بداية الحدث ، كما قدم جزيل الشكر والتقدير لمن باشر الحدث منذ الوهلة الأولى ، وقام بما يجب عليه من رجال الدفاع المدني ، وشرطة المنطقة ومنسوبيها ، والحرس الوطني ، والشؤون الصحية والهلال الأحمر ، وجميع المستشفيات الحكومية والخاصة ، وأمانة المنطقة ، والشركة الموحدة للكهرباء على ما قاموا به جميعاً من جهود نبيلة ومميزة . وأفاد سموه أن عدد حالات الخروج من المستشفيات ولله الحمد بلغ (79) حالة ، منهم (35) سعودياً ، و(44) من الوافدين . وأكد سموه أن البحث انتهى أمس في أنقاض مبنى شركة الزاهد المجاورة للحادث الذي تعرض للانهيار الكامل ، وقال سموه « وجهت بتشكيل لجنة فورية من الجهات ذات العلاقة والمكونة من الإمارة ، والشرطة ، والدفاع المدني ، والمباحث العامة ، والشؤون الصحية ، وإدارة النقل ، وشركة الغاز والتصنيع الأهلية للتحقيق في ملابسات الحادث ، كما شكلت لجنة أخرى من الإمارة والدفاع المدني لحصر الأضرار الناجمة عنه ، ورفع النتائج عاجلاً . وأضاف سمو أمير منطقة الرياض بالنيابة «أنه أثناء وقوفه على الموقع لاحظ أن عمل جميع الجهات كان يسير بطريقة منظمة وجيدة ، وقد بذلوا جهوداً طيبة يشكرون عليها» ، مشيراً سموه إلى أنه اطلع على جميع الأضرار التي لحقت بالجسر وبعض المباني المجاورة وبعض السيارات ، إلى جانب زيارته للمستشفيات للاطمئنان على المصابين المنومين . بعد ذلك أجاب سمو أمير منطقة الرياض بالنيابة عن أسئلة الصحفيين ، مؤكداً أن جثث الضحايا سيتم دفنها بعد الانتهاء من التحقيقات , مفيداً أن الأضرار الناجمة عن الحادث لم يتم حصرها حتى الآن وشكلت فيها لجنة ، منوهاً سموه بأن هناك دراسة لإنشاء خط أنابيب غاز داخل مدينة الرياض. وفي سؤال عن إعادة بناء الجسر كونه حيوياً ويؤثر على حركة النقل ، أفاد مدير عام الطرق والنقل بالرياض المهندس عبدالعزيز بن محمد العبدالجبار أن هناك ثلاث مراحل اعتمدت لإعادة بنائه أولها إغلاق حركة المرور وتحديد مسار مؤقت وتم الانتهاء منها ، وتقييم الجسر الذي اتضح ضرورة إزالته ، ثم يتم حالياً تصميم الجسر وعرضه للمناقصة. وحول تعرّض المحلات للسرقة من ضعاف النفوس ، قال مدير شرطة الرياض سعود بن عبدالعزيز الهلال: «لم نتلقَّ أي بلاغات بفقدان أغراض بالموقع ، لكن هناك بعضاً من ضعفاء النفوس وهم قلة ضبطوا بالجرم المشهود وجارٍ التحقيق معهم ، وسيتم في المستقبل معالجة هذه الأمور بحزم» ، مؤكداً أن الأشخاص المتواجدين بالقرب من الموقع أعاقوا حركة السير بالطريق ، لافتاً النظر إلى الصورة المشرقة للشباب السعودي في تسابقهم للتبرع بدمائهم للمصابين في المستشفيات. وعن ما أسفر به التحقيق المبدئي مع سائق الشاحنة ، أوضح مدير الشرطة أن السائق كان مسرعاً وفقد السيطرة بسبب خلل في الفرامل وحاول الالتفاف بالشاحنة وانقلبت به. وأفاد اللواء الهلال أنه لم يصدر أي بيان من وزارة الداخلية حول الأشخاص الذين قبض عليهم في موقع الحدث وأي بيانات صدرت ماهي إلى اجتهادات غير رسمية. وحول اتخاذ اجراءات لتلافي هذه الحوادث مستقبلاً ، أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة أنه تم اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب مثل هذه الحوادث وتوجيه الجهات المختصة بذلك. وفيما يتعلق باستثناء دخول شاحنات الغاز للرياض ، أجاب سموه أن الضرورة تحتم دخول هذه الشاحنات لإمداد البيوت بالغاز. وعن إزالة مخلفات الحادث ودور أمانة منطقة الرياض ، قال معالي أمين منطقة الرياض المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل : (شكلت فرق من أمانة منطقة الرياض بالتنسيق مع الدفاع المدني للعمل حسب مايرى الدفاع المدني لأنه هو الذي يحدد المخلفات المطلوب إزالتها والتي لاتؤثر على سير التحقيقات ، مبينًا أن هناك أماكن تم إخلائها). أما عن تسلل بعض قائدي الشاحنات إلى الأحياء وقت الذروة ، أجاب مدير مرور الرياض العميد عبدالعزيز أبوحيمد أن تسلل قائدي الشاحنات يكون تحاشياً لنقاط الفرز المتواجدة بالطرق الرئيسية ويتم مخالفتها حسب النظام. وأوضح مدير عام شركة الغاز والتصنيع الأهلية المهندس محمد الشبنان أن الشركة لم تصدر بياناً حول حادث الشاحنة إلا مع بداية تداول سوق الأسهم أمس لأنها مدرجة في هيئة سوق المال” ، وإصدار البيان خلال يومي الخميس والجمعة سيؤثر على السوق , مؤكداً أن الشركة تعمل على إيصال آلاف الصهاريج للسكان ولا يمكن أن نتوقف ، ولو أوقفناها يوماً واحداً لانقطع الغاز عن مدينة الرياض . حضر المؤتمر معالي وكيل إمارة منطقة الرياض الدكتور ناصر بن عبدالعزيز الداود ووكيل الإمارة للشؤون الأمنية عبدالله القرني ووكيل الإمارة للشؤون التنموية سليمان القناص ومدير الدفاع المدني بمنطقة الرياض اللواء عابد الصخيري ومدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض عدنان العبدالكريم.