الطوافة مهنة من اقدم المهن وفن خاص في التعامل مع ضيوف بيت الله الحرام ، وكثير من الناس يظنون ان عمل المطوف يقتصر فقط على أعمال قليلة لغرض جني أرباح في وقت معين ، والحقيقة ان عمل المطوف عمل مرهق جداً ومرتبط بزمان ومكان معين يقصد به خدمة ضيوف بيت الله الحرام بطريقة معينة ثم الحصول في النهاية على ربح بسيط يستغرب أن يكون مقابل ذلك الجهد الوفير ، ومن أهم أعمال ومميزات عمل المطوف اذكر منها: المطوف هو سعودي اباً عن جد وأحد أبناء مكةالمكرمة مارس المهنة من سنوات عديدة ويعرف دقائقها ويعرف ما هو مطلوب منه تجاه الحاج أو الجهات الحكومية المختلفة ، وهو يعمل وفق تعليمات ومظلة وزارة الحج في المملكة العربية السعودية ، والمطوف متعود على العمل في أجواء مكةالمكرمة الحارة ويعرف طرق وشعاب مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ، وهو يسكن في مكةالمكرمة قريباً من ضيوف بيت الله الحرام ويفهم لغة الحاج ويعرف مناسك الحج ويعرف كيف يقوم بعملية التوعية ويعرف كيف يقوم بعملية الارشاد والتوجيه ، والمطوف يعرف ماذا يحتاج الحاج من الجنسية التي يخدمها ويعرف نوع طعامه وشرابه ويعرف كيف يخدم الحاج المريض ويعرف كيفية سرعة اسعاف الحاج ويعرف كيف يتصرف في حالة وفاة أحد الحجاج وكيفية ومكان دفنه واخراج الأوراق المطلوبة لهذه الحالة ، والمطوف يعرف كيف يحافظ على ممتلكات الحجاج والمحافظة عليها وعنده القدرة على العمل في أي وقت خلال النهار وعنده القدرة على السهر طوال الليل لاستقبال الحجاج واسكانهم وتغذيتهم وتطويفهم ، ويتميز المطوف بانه إنسان صبور يتحمل المشاق له القدرة على امتصاص غضب الحاج عندما يكون مرهقاً أو مريضاً أو عنده مشكلة وذلك بخبرته الطويلة في هذا المجال من العمل ، كما أن المطوف يعرف متى يتحرك في أوقات الذروة في المشاعر المقدسة ويعرف جيداً ان مهنته ليس الحصول على المال فقط ويعرف جيداً ان مهنته شرف له وشرف لبلاده كما انه يعرف ما هو مطلوب منه من الجهات الأمنية وكيف يتعامل معها وكيف يتصرف في حالة الطوارئ والحوادث وكيف يتعامل مع الدفاع المدني في كل الاوقات ، وهذا المطوف عندما يتفانى في خدمة ضيوف بيت الله الحرام يعرف انه مسخر من رب العزة والجلال لخدمة ضيوفه ، وكم عرفت من المطوفين توقفوا عن العمل بسبب المرض أو الدراسة أو السفر وعندما يأتي موسم الحج يسوقه الحنين وتدمع عيناه ولا يستطيع الانتظار فتجده يترك كل شيء ويشمر عن ساعديه ويتجه إلى مكةالمكرمة لخدمة ضيوف بيت الله الحرام للحصول على الشرف العظيم في المكان والزمان ويشعر بسعادة غامرة نتيجة مشاركته في هذا العمل الجليل ، وفي هذا الزمن نتيجة ما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين من تسهيلات مختلفة في مجال المواصلات والطرق والصحة والكهرباء والمياه المبردة والأمن والأمان والاستقرار وما شيدته من الجسور والانفاق المختلفة وتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي والخيام المجهزة في منى وجسر الجمرات العملاق جميع هذه الأمور جعلت من المشاركة في أعمال الحج متعة كبيرة يقابلها أجر عظيم من رب العزة والجلال . اللهم وفقنا جميعاً وسهل أمرنا لخدمة الدين وضيوف بيت الله الحرام والمليك والوطن انك سميع مجيب الدعاء ، وصلى الله على سيد الخلق أجمعين وامام المتقين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه اجمعين.