حذر الدكتور خالد بن محمد إدريس استشاري طب وجراحة القدم والكاحل مرضى السكري من حجاج بيت الله الحرام الذين بدأوا بالتوافد على مكةالمكرمة من تعريض أقدامهم للجروح والخدوش خلال أداء المناسك، وشدد على ضرورة مراجعة أقرب مركز طبي وعدم محاولة تطبيب أنفسهم، ناصحاً بعدم إستخدام الماء الحار والكمادات الساخنة والمشي خلال المناسك حفاة (بدون أحذية).وقال إدريس الحاصل على البورد الأمريكي في تقرحات القدم السكرية: ان العناية بالقدمين من المتطلبات الصحية الضرورية لأي فرد يؤدي فريضة الحج وبالذات لمن لديه داء السكري فتصبح العناية بالقدمين أكثر ضرورة وذلك لأن قدمي الحاج أكثر عرضة للكدمات والجروح والحروق، حيث أن جرح قدمي مريض السكري, وبالذات الشخص غير المنتظم للعلاج, يكون عرضة للتعفن والإنتان بسبب نقص الدورة الدموية، كما يسبب مرض السكري لبعض المرضى تلف بأعصاب القدمين مما يؤدي إلى ضعف في الإحساس مع تنميل وخدر.وأضاف: عند إصابة القدمين بأي جرح فإن الألم يكون خفيفاً أو معدوماً مما يجعل الوضع خطيراً جداً، وفي حالة تلوث الجرح تصبح المشكلة أسوأ من الإصابة الأولية وذلك دون أن يشعر المريض بأي شيء فيلتهب الجرح ويتعفن ويصل إلى مرحلة تستدعي المكوث في المستشفى مدة طويلة أو قد تصل إلى بتر الجزء أو الطرف المصاب لا سمح الله.وأعطى د. خالد إدريس تفسيراً أكثر وضوحاً للعوامل المؤدية إلى الإصابات والتقرحات أثناء الحج.. فقال: المشي حافي القدمين والدوس على أي جسم حاد مثل الزجاج والمسامير، أو حروق القدمين من شدة حرارة الأرض هي أحد الأسباب المؤدية للإصابة، إضافة إلى إرتداء حذاء غير مناسب يجرح أو يخدش الجلد، وإصابات وكدمات القدمين أثناء المشي وبالذات عند رمي الجمرات والنفرة، والجلد الجاف أو الناشف الذي يؤدي إلى شقوق وتصدعات بالجلد وبالذات منطقة الكعبين، مشيراً إلى أن تلف وإعتلال الأعصاب الطرفية وقصور الدورة الدموية وإنسداد الشرايين وخمول خلايا المناعة وخلايا بناء الأنسجة وراء مضاعفات المرض في قدمي مريض السكري.وحول كيفية اهتمام مريض السكر بقدمه خلال الحج.. يقول إدريس: أهمها التحكم الدقيق في معدل السكر بالدم الذي يعد المفتاح الرئيسي لتفادي جميع مضاعفات مرض السكر ومنها ما تصيب القدمين، وفحص القدم يومياً مع كل وضوء والذهاب إلى العيادات الميدانية فورا عند الشعور بألم لمدة طويلة في أي جزء من القدم أو ظهور علامات إحمرار وتورم أو أجراح مهما كانت صغيرة.وأضاف: يمكن استخدام المرآة لفحص قاع القدم أو الطلب من أحد الأهل أو الرفاق تفقد القدمين، وغسيل القدم يومياً بالماء الدافئ والصابون، مع تجفيف القدم جيداً وبرقة خصوصاً ما بين الأصابع بفوطة ناعمة بالذات بعد الوضوء، والمحافظة على جلد القدم ناعماً وذلك بإضافة كريم أو سائل ترطيب وخاصة عند كعب القدم، إضافة إلى أهمية ارتداء الجوارب المناسبة والمريحة القطنية للسيدات ومراعة أحكام الإحرام للرجال.وشدد إدريس على ضرورة ارتداء حذاء يحمي القدمين بشرط أن يكون مفتوحاً إما من الأمام عند الأصابع أو من الخلف عند الكعب وذلك من شروط الإحرام، والنظر في داخل الحذاء كل يوم والتأكد من عدم وجود تمزق أو خشونة أو أجسام غريبة به، مشيراً إلى إنه عند التحلل من الإحرام وفي حالة الرغبة في قص الأظافر ينبغي أن يتم ذلك بعناية وعلى شكل مستقيم دون الإفراط في التقصير وعدم قص الأركان حيث من الممكن استخدام مبرد لتسوية الأظافر، مع المحافظة على الأقدام سليمة وحمايتها من البرودة الشديدة أو الحرارة الشديدة. وعن أبرز الأمور التي يجب الابتعاد عنها لوقاية قدمي الحاج.. يقول الدكتور خالد إدريس: يجب تجنب محاولة إزالة الجلد السميك الناشف يدويا أو باستعمال أدوات حادة لتنظيف القدمين، وتجنب استخدام الماء الحار أو الكمادات الساخنة أو نقع القدمين بالماء بتاتا، وكذلك تجنب المشي حافياً بدون حذاء حيث أن ذلك يمثل أكبر خطر على القدمين، وفي حالة أي خدش أو جرح تجنب إستخدام الخلطات شعبية أو المواد الكيميائية أو الأشرطه اللاصقه على الجلد والتوجه فورا لأقرب مركز طبي أو العيادات الميدانية، كما ينبغي تجنب الكي أو الحجامة في القدمين لمرضى السكري فقد تسبب تقرحات خطيرة وبالذات لمن لديهم قصور بالدورة الدموية.ورداً على سؤال عما يجب أن يفعله الحاج في حال حدوث جرح أو حرق في قدمه.. يقول: عليه التوجه فوراً لأقرب مركز طبي وعدم محاولة تطبيب نفسك، أما في حالة الجروح أو الخدوش السطحيه يتم غسل المنطقه جيداً بماء نقي وصابون ثم تجفيفها جيداً كما يمكن إستخدام المعقمات الطبية إذا كان الجرح ملوث، ودهن المنطقة بمرهم مضاد حيوي وتغطيتها بالشاش ومنع الماء كلياً وعدم استخدام أو وضع شريط لاصق على الجلد، مع ملاحظة الغيار يومياً بدهان المضاد الحيوي والغطاء أو الالتزام بالتعليمات الطبية، ومراجعة الطبيب حسب التعليمات أو معاودة الزيارة فوراً في حال أصبح الجرح عميقاً أو كبير الحجم، وإذا لم يتحسن الجرح أو يشفى خلال 3 أيام، وإن ظهر إحمرار حول الجرح أو أصبح ساخناً أو تقيح أو به رائحة كريهة، وتقبل الله من الجميع صالح الأعمال.