سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأحداث في بؤرة الخطر . . فأين مكمن الخلل ؟ ! بين الأسرة والمجتمع . . والجهات المختصة
د. الخروبي : لابد من وقفة لتقيم مايقدم للأحداث من توعية ومتابعة
الحازمي : الأسرة مسؤولة في المقام الأول عن التنشئة وزرع القيم والوازع الديني
لاشك في أن أحداث اليوم هم اشبال الغد ورجال المستقبل.. هم عدة المجتمع وعتاده هم بناة الوطن وحماته الذين يعتمد عليهم لينهض وتستمر مسيرة تنميته ورخائه وبنائه وتقدمه.. وبدونهم لايقوم له قائمة.. وتأسياً على ذلك فإن مسؤولية اعدادهم ورعايتهم والاهتمام بكل ما يخصهم شأن عظيم وعلى درجة كبيرة من الأهمية ومن الواجب احاطتهم بسياج من القيم والأخلاق والفضائل وغرس الانتماء وحب الوطن في نفوسهم والنأي بهم عن كل ما يجعلهم يحيدون عن جادة الصواب.. ولكن أين مكمن الخلل إذا ما تنكب هؤلاء الطريق وخرجوا عن الجادة بارتكاب الجرائم والحماقات وتنوعت مشاكلهم ومن يتحمل المسؤولية الأسرة أم المجتمع أم الجهات المختصة. (الندوة) حملت هذا الملف الشائك وقامت بطرحه على عدد من المثقفين والعلماء والأمنيين بغية الوصول إلى سبيل الخلاص من أدران مسيرة الحدث والوصول بهم إلى بر الأمان. التوعية والمتابعة حيث تحدث في البداية الدكتور أحمد الخروبي مدير مستشفى الملك فيصل والذي قال قبل أن نبدأ الحديث حول الأحداث يتوجب علينا أن نقف عند ما تم تقديمه لهم وهل كان سعينا كافياً في توعيتهم وماذا كان مستوى متابعتهم وأضاف الخروبي قائلاً: إن ابناءنا تنقصهم التوعية وهم في حاجة ماسة إليها من خلال البرامج وهذا لن ينجح ما لم تتضافر الجهود من الجهات المعنية وأولياء الأمور وقال الخروبي لقد وصل حال الأبناء إلا من رحم الله إلى حد استخدام الأسلحة في مشاجراتهم وهذا يؤكد أنه لو كانت هناك توعية لما بلغ ابناؤنا هذا الحد من الطيش بأنواعه، وطالب الخروبي بضرورة توحد الجهات المعنية والمختصة بكافة نشاطاتها للخروج بحلول شافية وعاجلة لبتر هذا الداء ولضمان سلامة الأبناء وبتر الشوائب التي برزت على السطح والتي ينبذها المجتمع جملة وتفصيلاً. دور الأسرة و المؤسسات التعليمية ويضيف منصور محمد الحازمي مدير مكافحة التسول بأنه لابد من تضافر الجهود بين الجميع وخاصة مضاعفة ارتباط الدور التعليمية مع الأسرة التي يتوجب عليها رعاية ابنائها وتنشئتهم التنشئة الإسلامية السمحاء وزرع القيم والوازع الديني في نفوسهم وأشار الحازمي إلى أهمية قيام ذوي الاختصاص بايجاد منافذ للأبناء تسهم في قتل الفراغ لديهم وتتيح لهم فرص الاكتساب المعرفي والمهني بحيث يتم تخصيص مهن في أوقات الإجازات تتيح لمن يرغب من الأحداث الالتحاق بها حتى يجد من خلالها ذاته وتكون له دافعاً قوياً في الإحساس بالمسؤولية وتنمي مهاراته الجسدية والعقلية وأشار الحازمي إلى أن في هذا الخير الكثير متى ما قامت الجهات ذات العلاقة وبدعم من رجال الأعمال وعمل الدراسات المقننة لذلك وإشراك الخبراء وذوي الاختصاص فإنه وبإذن الله سيرتقي هذا المشروع بفلذات الأكباد إلى الأفضل ودعا الحزامي بأن أولياء الأمور هم بمثابة البنية التحتية وما الأبناء إلا طبقات فمتى ما كان الأساس هزيلاً لا غرابة أن بدأت الطبقات الأخرى في الاهتزاز ومن ثم التشويه بما يقودها للهاوية. وقفة جادة ويضيف مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكةالمكرمة الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي قائلاً بأن ما يقع من بعض الأحداث من سوء سلوك ربما قد يصل إلى حد الجريمة والاعتداء على ذويهم وما إلى ذلك إنما هو أمر مؤلم يستوجب معه وقفة جادة تجاه أولياء الأمور الذين يتحملون المسؤولية الكبرى عن ذلك وقال الشيخ الغامدي إننا إذا ما نظرنا بدقة للأحداث الذين ظهرت عليهم السلوكيات السيئة وتعمقنا في أسرارها لثبت لنا باليقين بأن هذا الحدث ما هو إلا مرآة لأسرته التي تجاهلت مسؤولياتها تجاهه وجعلته في متناول الشارع ليستقي منه ما أوصله إلى ما وصل إليه وبين الغامدي بأن من الأسباب كذلك هي خشونة الآباء وعنفهم تجاه ابنائهم مما يكسبهم ميولاً عدائية تجاه الغير ونبه الغامدي أولياء الأمور إلى ضرورة مراعاة من ائتمنهم عليهم الله والقيام بالرعاية الحسنة لأبنائهم وتهذيبهم ومتابعتهم وتجنيبهم رفقة الصحبة السيئة وحثهم على السلوكيات التي يدعو إليها ديننا الحنيف وقال الغامدي لابد من تكاتف جهود القطاعات الاجتماعية والأمنية والتربوية وحتى التوعوية والدينية والخروج ببرامج ذات وسائل مختلفة ومكتملة الشكل والمضمون لتصل إلى أولياء الأمور ولتزيد من معلوماتهم وكيفية محافظتهم على ما استرعاهم الله عليه تجاه أنفسهم ثم ابنائهم مؤكداً الشيخ أحمد بأن الهيئة نفذت العديد من الحلقات التوعوية والبرامج المختلفة ولاقت النجاح الهائل إلا أنه أشار إلى ان العمل متواصل ويحتاج لمزيد من الجهد خاصة ما طرأ على السطح عبر ابناؤنا وبناتنا من سلوكيات مخالفة لعاداتنا والتي جاءت في ظل انشغال الأسر وتقاعسها في الوقت الذي تتسابق فيه الفضائيات لبث سمومها وأفكارها الهدامة من أجل هدم هذا المجتمع من خلال ابنائه وبناته. الفضائيات الهدامة وهذا ما أكده الراقي الشرعي الشيخ حسن بن عبدالله الشنبري الذي أشار في حديثه ل(الندوة) إلى أن الفضائيات الهدامة قد استحوذت على عقول الأبناء واخرجتهم من الحياء كما جردتهم من عادات الأجداد والآباء وحمل الشنبري أولياء الأمور كامل المسؤولية مطالباً بضرورة لوم أولياء الأمور عبر لجنة مختصة في حال القبض على حدث في مخالفة أو الخروج عن المألوف كما أشار الشنبري إلى اهمية انعقاد دورات توعوية ومشبعة بالبرامج الهادفة والمتنوعة تختص بأولياء الأمور من آباء وأمهات تقوم بها الهيئة ومجالس الأحياء والدور التعليمية والشؤون الإسلامية والشؤون الاجتماعية بإشراف مباشر من الجهات الأمنية ذات العلاقة المباشرة وأضاف الشيخ حسن بأن الوضع الحالي للأحداث قد استفحل وأصبح من الضروري التدخل الصارم من المفكرين والعلماء ورجال الدين والأمن حتى يتم تقويم ما يمكن تقويمه. غياب الدور الأسري وتشير مديرة العلاقات بإدارة تعليم البنات عائشة محمد بأن المشاهد الفضائية الهابطة شجعت على ذلك واستطاعت تفريخ أبناء وبنات أكثر عدائية ووحشية في الوقت الذي غاب فيه الدور الأسري فالآباء والأمهات اشغلتهم الأمور الدنيوية عن الأمانة الربانية وشددت على أهمية إيجاد الوسائل الناجحة لبرامج مدروسة لأولياء الأمور والتي تتناسب معهم في كافة طبقاتهم وشرائحهم المتعددة. ويضيف الأستاذ محمد عمر فلاتة انه بات من السهل ان يجد ضعاف النفوس طريقاً لهم إلى احداث السن خاصة وأن هؤلاء الأحداث حتى في الرابعة من عمره يتواجد بالشوارع دون رقيب أو حسيب بل إن أغلبهم تجدهم ليلاً ونهاراً في مهب الرياح بالشوارع والحواري والأزقة وهذا جعلهم في مواجهة مباشرة أمام أخلاقيات الشارع غير المحببة وقد جذبهم إليها رفقاء السوء وحتى إن الحدث بات يعي ويميز أموراً قد لايعيها والديه. وأشار الفلاته إلى أن حالات الاختطاف للأحداث والاغتصاب وما إلى ذلك ما كانت لتقع لو أن الأسر وعيت دورها وأجادته والزمت نفسها بما أمرها ه ربها تجاه ابنائها. المضايقات أخرجتنا من أحيائنا أما الأستاذ يوسف عبدالله الشيخي فقد أكد بأنه انتقل من الحي الذي كان قد أمضى به قرابة التسعة أعوام بسبب المضايقات التي ظهرت من أحداث الحي التي بلغت حد قيامهم بسرقة أحذية أهالي الحي أثناء تواجدهم بالمسجد للصلاة وأضاف الشيخي قائلاً لم يقف الأمر عند هذا الحد بل تجدهم في أوقات متأخرة من الليل في الشارع وقد ازعجوا بصرخاتهم أهل الحي واقلقوا مضاجعهم والبعض منهم وجدوا من بعض البيض النيء والطماطم ملهاة لهم وهم يقذفون بها المارة وتساءل الشيخي عما يحدث وتعجب كثيراً لحال الأسر وكيف هان عليهم ترك فلذات أكبادها بعيداً عنهم تتقاذفهم الشوارع تارة وتارة تطاردهم الذئاب البشرية وضعاف النفوس وأشار الشيخي إلا أهمية البرامج التوعوية والهادفة التي تستطيع ان تحيي في الأسر ما اماتته فيهم زينة الحياة وترفها وكمالياتها فأنستهم أبسط واجباتهم تجاه ابنائهم. هذا ويؤكد الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن بن عبدالعزيز الميمان بأن الشرطة لن تتقاعس عن أداء مهماتها في الحفاظ على الأمن والحيلولة دون وقوع الجريمة بالحفاظ على الأمن الوقائي إلا أنه وبالتالي وكما هو معروف أن المواطن هو رجل الأمن الأول وعليه دور ومسؤولية كبيرة في هذا الجانب ومتابعة ابنائه والحرص على أن يحظوا بالتربية الإسلامية، وقال الميمان إن الشرطة لاتتوانى أيضاً عن تقديم ما قد يعود بالنفع والفائدة على هذا الوطن وابنائه ولها أكثر من تواجد في عدة محافل توعوية مختلفة وقد أثمرت عن بالغ الرضى وحسن القبول في نفوس الكثير من مواطنين ومقيمين.