اليوم الوطني هو ذكرى نتذكر فيها توحيد هذا الكيان على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وهي بلا شك ذكرى غالية على كل مواطن يعيش على هذه الارض ويعشق هذا الكيان ، وواجب يتحتم علينا بتأصيل معاني الانتماء والحب لهذا الوطن والوفاء للأبطال الذين صنعوا هذا المجد العظيم ، ومن حقنا أن نفخر بما صنعه باني هذا المجد ومؤسس هذا الكيان ، ومن حقنا أن نحتفل ونبتهج بهذه المناسبة الغالية وأن نعبر عن اعتزازنا بالانتماء الى هذه الارض الطيبة التي أكرمنا الله بأن جعلنا من اهلها ، ولكن ليس من حقنا التعدي على حقوق الآخرين والاضرار بهم في أموالهم أو ممتلكاتهم أو أعراضهم ، فما تناقلته بعض وسائل التواصل والرسائل والقنوات الالكترونية عن بعض السلبيات التي حصلت في ذلك اليوم وبعض الممارسات غير المسؤولة مثل قيام الشباب باغلاق الشوارع والتفحيط وإيذاء المارة وتكسير زجاج المحلات التجارية والمعاكسات وغير ذلك من الامور التي لا يمكن ان يقبلها مجتمعنا وديننا ، والتي لا تنم عن أي فكر راق ولا تدل على أي وطنية ولن تفيد اصحابها بأي شئ بل انها تشير الى التخلف والهمجية وتعكر صفو هذه المناسبة ، في الوقت الذي من المفترض ان نحتفل فيه بطريقة راقية تنبع من تربيتنا وأخلاقنا وديننا الحنيف. فالعديد من المجتمعات المتحضرة تحتفل في مناسباتها الوطنية بأساليب تدل على ما يتمتع به شعبها من الرقي والوعي والتحضر ، كقيامهم بتنظيف الشوارع والاحياء أو اصلاح بعض المرافق العامة أو زيارة المرضى في المستشفيات أو غرس الاشجار والزهور في الاماكن العامة أو تقديم أي عمل آخر يفيد به الوطن ويقدم خدمة ولو كانت يسيرة ولكنه يعبّر بها عن حبه وانتمائه واخلاصه للوطن ، وليس بالتخريب والتكسير وإيذاء الآخرين ، ونحن الأولى بهذه الصفات انطلاقاً مما يمليه علينا ديننا وأخلاقنا. فالوطن لايريد منا العبث والتخريب والتفحيط والتكسير والمسيرات الراقصة ، والوطن لايريد التحرش والأغاني واغلاق الطرق وإيذاء الناس ، الوطن يريد رجالاً مخلصين وصادقين يحمونه أمنياً وفكرياً وثقافياً وعلمياً ، رجالاً منتجين صالحين قادرين على تحمل المسؤولية. اننا نتحمل مسؤولية كبرى تحتم علينا أن نربي ابناءنا وان نغرس في أنفسهم المعاني الصحيحة للمواطنة الحقة المبنية على الاخلاق الفاضلة وغرس مفهوم الانتماء والحب الوطني في نفوسهم ، وتنشئتهم على المبادئ والقيم الاسلامية ، فالشباب هم حاضر هذه الأمة ومستقبلها وهم ثروة الوطن وعماده، وعليهم نعول رقيه وتقدمه ، وما يحيط بالشباب من مغريات باتت تتراكم يوماً بعد يوم حتى أصبحت تشكل تحديات كبيرة وخطراً محدقاً إذا ما أخضعت الى الرقابة ، كل هذه التحديات ضاعفت من مسؤولية المجتمع بكل مؤسساته العلمية والفكرية والتربوية والتي يجب ان تتنبه لما يجري وتستوعب خطورته وهي قادرة بإذن الله لأن تتصدى له بالوقاية والعلاج من خلال وضع الاستراتيجيات والخطط والبرامج الناجعة للارتقاء بأبنائنا الشباب ، ونحن على ثقة تامة بأن أبناءنا الذين نشأوا وترعرعوا في أكناف هذا الوطن المعطاء هم على قدر كبير من الوعي والذين سينهضون بإذن الله تعالى بأمتهم ووطنهم ويرتقون به إلى أعلى الدرجات.