كثير من الناس هداهم الله تعالى لا يبالون بالوقت سواء وقتهم أو وقت غيرهم ، ولأن الوقت هو العمر فكيف يذهب هذا الوقت سدى ، فمن الناس من لا يبالي بالمواعيد يقول لك سوف أحضر إن شاء الله الساعة العاشرة ويأتي الساعة الحادية عشرة ، ويقول لك معلش والآخر يقول لك احضر غداً وتأتي في الموعد ولا تجده ، والآخر يقول لك سوف أسدد الدين الذي عليّ في هذا الاسبوع ، وتمر الشهور وهو لم يفعل ، والآخر يقول لك سوف اعطيك الايجار في هذا الأسبوع وتنتظر ولا يبالى وتمر الأيام ، والآخر يقود سيارته ويلف على هذا ويسقط على هذا ولا يبالى بالآخرين والآخر ينظر إلى عائلتك وأنت واقف في اشارة المرور وتكون معهم وينظر بعين قوية ولا يبالى بمشاعرك ولا يقول لنفسه هذا حرام وعيب هذا الشيء، والآخر تكون ماسك دورك في البنك أو غيره ويأتي أمام الشباك ويرغب في قضاء حاجته ولا يهتم بالآخرين ، والآخر يوقف سيارته في أي مكان وفي أي وضع ويربك السير ولا يبالى بالآخرين ، والآخر تكون تتكلم مع البائع ينط أمامك ويقطع عليك الكلام كي يشتري أو يسأل هو الأول ، والآخر يرفع النور العالي (الزينون) في وجهك ولا يهمه عساك تصدم في غيرك ، والآخر يقف على خط المشاة في الاشارة ولا يهمه اذا كنت من المشاة ، والآخر يأتي ويرفع صوت مسجل السيارة ويفتح القزاز ويقترب منك كي تشاركه في الهزهزة والموسيقى ، وتدخل الصيدلية لتشتري دواء وتعود تجده وقف خلفك بالعرض وقفل سيارته حتى ينتهي سعادته من أعماله ، ويأتي إليك ويقول لك ببرود معلش وقد ارتفع عندك السكر والضغط ، والآخر يصف سيارته بجانب سيارة صديقه ويتكلمان وإذا فتحت فمك تسمع ما لا يرضيك. قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز (ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) النحل 61. وقال سيد الخلق أجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم (انصر اخاك ظالما أو مظلوماً) فقال رجل يارسول الله انصره اذا كان مظلوما افرأيت اذا كان ظالما كيف انصره؟ قال صلى الله عليه وسلم تحجزه (أو تمنعه) من الظلم فان ذلك نصره. وقال الخليفة علي بن ابي طالب رضي الله عنه: الدهر يومان فيوم لك ويوم عليك فاذا كان لك فلا تبطر ، واذا كان عليك فاصبر. وقيل: الوقت المفقود لا يعود ولا يشترى بالنقود. وقال حكيم: من لا يحترم موعده لا يحترم نفسه. وقال الشاعر: الوقت انفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع وقال المتنبي: مما يديم سرور ما سررت به ولا يرد عليك الفائت الحزن فياسادة ياكرام دعونا نعلم أبناءنا قيمة الوقت لان الوقت هو العمر ولا نضيعه في أمور تجلب لنا الآثام ونذكرهم بقول الحق سبحانه وتعال دائماً (ولكل أمة اجل فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) وصلى الله على سيد الخلق أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.