سلب ونهب ،غرق وتدمير، دماء تسيل مُعطِّرة الأرجاء شاهدةً على تاريخٍ دموي مرعب. مياه قانية اللون تجري تلاحق الزمن، تخطف أنفاس الوطن ومسكها يشهد على أرواح باتت من سكانها كأشباح هاجسية أبت الرحيل؛ اختطفتها فجأة أيدٍ خفيّة، إلى هناك، بعيييداً عن عالمنا. أما تلك البقعة، فهي معلقة بمصير مجهول لا يعلمه بشر، إلا أننا بتنا نرى أنهاراً قانية تسيل هنا وهناك، نهر دم أبيض يفوح مسكا وطهارة، ونهر يشتد سواده حنقاً على أفئدة ماتت ضمائرها وغدت أجسادها بلا أرواح. كيف لتلك الضمائر أن تنام هانئة البال مرتاحة الضمير وقد عثت في الأرض فسادا؟ وقد هتكت جميع الحرمات بدم بارد لا إحساس فيه ولا ذرة رحمة. سوريا وبورما..وأجزاء متناثرة في عالمنا، تئن دما ينزف من جبين أمتنا.. دم يصرخ أن أغيثونا..أن انصرونا..أن قفوا معنا.. فنحن اخوانكم.. بنو جلدتكم..بنو أمتكم..ولكن.. لا حراك..الكل في سبات. تلك هي سلسلة أحداث طوّقت جِيد أيامنا الحاضرة لينثر أريجها الدموي هتافات نصر ومطالب حق ومسيرات غضب ،ودموع ثكلى وأيتام أبت إلا الصمود والمقاومة، والعالم يترقب بصمت وتوجس. مالكم نائمون..وفي غفلة ساهون..أم أنكم متغافلون متهربون من الحقيقة المرة. حقيقة مايحاك من خطط ضد أمة بأكلمها وليس شعب منفرد؟..أفيقوا من غفلتكم فالأعداء يتربصون. أرجوكم..كفى صمتا وخورا.