صدر للاستاذ محمد بن عبدالله الوعيل رئيس تحرير صحيفة «اليوم» كتاب «انه الوطن يا سيدي» اكد في افتتاحيته ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود قائد يحلم فتتحول أحلامه الى عمل يفجر الخير في كل ارض يطؤها بقدميه، ويفكر فتصبح افكاره ابنية وصروحاً ومشروعات ومصانع ومزارع ومنتجات ومدارس ومعاهد وجامعات، ومراكز بحثية ومنارات حضارية وفرصاً وظيفية تفتح أبواب الرزق والخير أمام المزيد من ابناء الوطن الذين يتطلعون في كل يوم إلى دخول سوق العمل. ويضيف الوعيل بقوله: انها المشاعر التي ملأتني بينما كنت أتأهب للدخول في حضرة المليك المفدى في الجبيل ولأحظى بشرف السلام على القائد الرمز ومصافحته والوقوف امامه لدقائق غالية وثمينة مستمعاً الى حكمته ولأنهل من معين رؤيته الثاقبة، انه شعور بالفخر وشعور بالاعتزاز بالمواطنة التي جعلها عبدالله بن عبدالعزيز بطاقة انتساب الي الوطن الذي انجب قائداً على موعد مع التاريخ ليسجل فخراً ومجداً واعتزازاً لوطنه في لحظة استثنائية من «كتاب» التاريخ، وهو شعور بشرف بالانتماء الى الوطن الذي انجب قائداً بحجم عبدالله بن عبدالعزيز، قيمة وقامة، انه احساس الانتماء الى الوطن وطن يشعر قائده بانه «مواطن» يتولى مسؤولية مواطنيه، رعاية وحنواً ومودة وحباً ورحمة. وهو احساس بالفخر بأنك ابن البلد الذي قدم للتاريخ العربي والإسلامي في لحظة «استثنائية» قائداً يشعر بفخر «المواطنة» ويعتز بأنها «الجامع» الحقيقي بينه وبين ابناء شعبه، وان «المسؤولية» عن الشعب امانة، وان «الحكم» ليس إلا وسيلة لإدارة هذه المسؤولية وتوزيع مهامها وواجباتها. إنه الاحساس الذي لابد ان يملأ المرء ويسكنه ولابد ان يشعر به اي مواطن سعودي يتشرف بمصافحة القائد الرمز الذي جعل الحاكم «خادماً» وجعل شرف الحكم في هذه الخدمة «خدمة الشعب». وأن تكون في حضرة هذا القائد الكبير فإن أقوى ما تشعر به ويمتلك عليك كيانك هو انك «تنتمي» الى الوطن الذي جاء هذا القائد من جموع ابنائه وانه «مواطن» مثلك يتشرف بأنه يعمل في خدمة المواطنين ويشعر بأنه لا شرف لأي حاكم إلا في أن يكون «خادما» لجميع المواطنين بلا استثناء او تفرقة أو تميز صغاراً وكباراً، فقراء واغنياء، بدواً وحضراً، رجالاً ونساءً، شباباً وفتيات، شيوخاً وأطفالاً، في كل قرية ومدينة ومحافظة وفي كل منطقة، بل وفوق اي «شبر» من ارض الوطن، مواطنين كراماً في وطن كريم.. ولهذا يعمل عبدالله بن عبدالعزيز عندما تكون في حضرة القائد الرمز عبدالله بن عبدالعزيز فهيبة الحكم ومهابة الحاكم، خاصة امام قائد بشخصيته «الكاريزمية» وملامحها الانسانية الجاذبة هي أول ما تشعر به بينما تمد يديك لتصافح يداً يسعى قادة العالم وزعماؤه الى مصافحتها. لكن القائد الفذ، المتواضع الذي تربى على مائدة القرآن الكريم وهضم ما اخذه من المائدة القرآنية وتمثل منها أخلاق النبي الكريم الذي اراد ان يزيل الرهبة من قلب احد المسلمين فقال له : أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد في مكة، القائد البسيط الذي يشكل التواضع اهم مفاتيح شخصيته الجاذبة والآسرة يدرك ماذا يعتمل في قلب مواطنه وزائره فيسعى أول ما يسعى الى أن يبدد الحواجز ويزيل ما قد يكون متوهماً من الأسوار فتجد نفسك في حضرة المواطن السعودي بابتسامته الصادقة وكلماته التلقائية وبساطته العفوية فتشعر كأنك أمام صديق بل وقريب من أقربائك وكأنه أحد أفراد اسرتك وعائلتك وعشيرتك المقربين. هذا هو عبدالله بن عبدالعزيز.. القريب من الله. والقريب من الناس. الذي يدرك أن الناس سواسية كأسنان المشط خلقهم الله من نفس واحدة وميزهم بأعمالهم وادوارهم ومسؤولياتهم ولم يميزهم بلون أو عرق أو قبيلة أو جنس. انه الصدق والحب الصافي الخالص لكافة المواطنين. وانه التواد والرحمة والعطف يشمل بها ابناء وطنه فلا تشعر وانت في حضرته الا معتزاً بأنك ابن هذا الوطن الذي يعتز مليكه بأنه ابنه ايضاً، الوطن جمعك بالقائد الذي لا يتميز على مواطنيه بل يتحمل راضياً وقانعاً واميناً وصادقاً مسؤوليته عنهم ويؤدي امانتها حق الاداء سهراً على مصالحهم ورعاية لآمالهم وصوناً لحقوقهم. عبدالله بن عبدالعزيز .. قائد يحلم فتتحول أحلامه الى عمل يفجر الخير في كل ارض يطؤها بقدميه.. ويفكر فتصبح افكاره ابنية وصروحاً ومشروعات، مصانع ومزارع ومنتجات، مدارس ومعاهد وجامعات، مراكز بحثية ومنارات حضارية وفرصاً وظيفية تفتح ابواب الرزق والخير امام المزيد من ابناء الوطن الذين يتطلعون في كل يوم الى دخول سوق العمل. من اجل هذا يعمل القائد الرمز ومن اجل هذا يفكر ويسهر ويعيش ايامه بعينين مفتوحتين دائماً على مصالح الوطن ومصالح المواطنين. انها أيام عبدالله بن عبدالعزيز وزمنه وجيله وعمله وامله وغده المشرق، الآتي ببشائر الخيرات والخير هدفه وغايته حيثما ذهب واينما حل. هذا قدر القائد «التاريخي» والقائد الاستثنائي : ترجم احلام الامة الى افعال لخير الامة. القائد التاريخي والاستثنائي هو الذي يصنع التاريخ ويحرك عجلته يعمل على تغيير مساره واتجاهه يحاول ان يغير حركة الساعة دافعاً اياها الى الامام دائماً يدرك روح التاريخ ويلمس نبضه ويثق في انحيازه للانسان. القائد التاريخي الاستثنائي هو القائد الذي تختاره الاقدار وتستدعيه اللحظة التاريخية وتطلبه وتلح عليه الظروف والاحداث بكل ما تطرحه على «الامة» من مواقف خصوصاً في لحظات التراجع بكل ما تنطوي عليه من سلبيات أو ايجابيات وفي مفترق الطرق والمنعطفات بكل ما تحمله من بدائل واختيارات وتحديات.. هكذا تعلمنا تجارب التاريخ العربي والاسلامي. والقائد التاريخي والاستثنائي يمثل مجموعة من القيم والمعاني التي تحتاج اليها اللحظة التاريخية والاستثنائية بما يستحضره من لحظات مضيئة في تاريخ الأمة وما يعنيه من استدعاء لصور ابطالها التاريخيين العظماء وما يمثله (بشخصيته) من حضور لقادتها الاستثنائيين الذين قادوها في ايامها الصعبة عند مفترق الطرق ومنعطفاتها التاريخية وعندما يكون التحدي تحدياً لهوية وتحدياً لوجود. هنا يكون لقاء الظروف الموضوعية بالظروف الشخصية والذاتية. وهنا تظهر شخصية القائد التاريخي والاستثنائي لكي يبدد حيرة الامة ويوحدها ويجمع كلمتها ويشير بأصابع يده الى الطريق. وان تكون في حضرة عبدالله بن عبدالعزيز فان هذا يعني انك في قلب لحظة تاريخيّة ،وفي معاينة فريدة من حياة القائد الرمز معايشاً لصفحة من صفحات تاريخ الوطن واقفاً عن قرب متأملاً و « شاهداً» على « حبة عرقٍ» في جبين القائد وهو يُدشِّن مشروعات بمليارات الريالات من أجل مستقبل أبناء وطنه. وأن تكون في حضرة عبدالله بن عبدالعزيز فإنك تعاين لحظة تنبِض بالحيوية والحركة والحياة في يوم من أيام الوطن الذي يرى في قائده أملاً لعبور « تاريخي » إلى المستقبل والانتقال من عصر إلى عصر ومن حالة إلى حالة ومن نقطة في التاريخ إلى نقطة مغايرة وجديدة. إنه أمل الوطن في العبور من جملة في كتاب التاريخ إلى جملة أُخرى ،ومن معنى إلى معنى بل ومن كلمة إلى كلمة مختلفة جديدة ومؤثرة. في الجبيل وفي حضرة القائد الرمز وفي جولته لافتتاح وتدشين مشروعات حاملة المزيد من الخير والرزق الى ابناء الوطن واجياله القادمة تشعر بانك في قلب اللحظة التاريخية حيث يصنع القائد مستقبلاً جديداً لوطنه وامته. مستقبل يرسخ ببناء المصانع الجديدة وانتاج المنتجات الوطنية لسياسة الاعتماد على الذات ويؤسس لادارة جديدة لا تكون ردة فعل بل تبدأ بالفعل وبالفعل تبادر. مستقبل يصنعه ابناء الوطن المنتجون العارفون في حر الصيف والعارفون في برد الشتاء سهارى امام المكائن والآلات، وفي المزارع، والمدارس، والجامعات، والمتاجر بل وفي كل مسجد وجامع، يذكرون الله «ويسبحونه» وفي كل موقع من مواقع الانتاج، يرسخون «العمل عبادة». انه وطن عبدالله بن عبدالعزيز. وطن صار في المشهد الدولي اوضح فعلاً وأبرز تأثيراً، وأقوى حضوراً. ومن قبل ومن بعد اكثر خطوة بالاعجاب والتقدير والاحترام. ولابد وانت في حضرة عبدالله بن عبدالعزيز أن تحظى بشرف لقائه ومصافحته ان تشعر بقيمة «المواطنة» التي جعلت اسمك وجنسيتك ودينك محل تقدير وموضع احترام. المواطنة هوية. وان تشعر بأن «المواطنة» تساوي بينك وبين جميع شركاء الوطن وانك لا تتميز على احد ولا احد يتميز عليك وانك تتشرف بأن تكون «خادما» في موقعك أو منصبك او مركزك وان هذا الموقع او المنصب او المركز «وسيلة» لخدمة الوطن و«أداة» لخدمة المواطنين في منطقتك وفي مدينتك أو محافظتك بل وفي الحي الذي تقيم فيه وفي شارعك. هذه هي «المواطنة» التي تشعر بها وأنت في حضرة عبدالله بن عبدالعزيز الذي اراد ويريد للجميع ان يكونوا «سواسية» هكذا ينظر اليها شركاء في وطن واحد حيث دائرة الانتماء اوسع وكذلك دائرة الولاء للوطن. ومع عبدالله بن عبدالعزيز نهجر دوائر الانتماء الضيقة ودوائر الولاء المنغلقة تلك التي تجعل الوطن أوطاناً وتحصر المواطن في جزيرة انتمائه المنعزلة وسط بقية جزر، هذا هو انتماء القبيلة والعشيرة والبطن والأفخاذ والولاء للحي بل وللخيمة في جاهلية (لا كعباً بلغت ولا كلاباً) وجاهلية (إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتاً) حيث انتماء المفاخرة بالأضيق على حساب الاوسع والاعتزاز بالجزء خصماً من الكل والتباهي بالمحدود على حساب الأرحب في عصر يسعى الى توسيع الولاءات وترسيخ الانتماءات الاكبر حيث نجد (25) دولة في أوروبا تسعى الى الاندماج في ولاء واحد وشخصية واحدة «أوروبية». ومع عبدالله بن عبدالعزيز نعيش العصر وندرك فكره ومساره اذ يريدها «مواطنة» نقيضاً للعصبية والتعصب ونقيضاً للتفرقة والتمييز و«شراكة» للأسرة الواحدة حيث لا فضل لمنطقة على أخرى ولا توجد مناطق من الدرجة الأولى وأخرى من الدرجة الثانية في بلادنا حيث قال في أكثر من مناسبة وتكلم موضحاً المعايير و«الموازين القسط» مؤكداً ارساء معيار العدل في معاملة الدولة لجميع المواطنين وجميع المناطق على أرض الوطن ومن شمال المملكة الى جنوبها ومن اقصى شرقها الى أقصى غربها الكل سواء. نعم الكل سواء.. في وطن عبدالله بن عبدالعزيز. الكل سواسية والكل سواء.. دعوة للشر، جميع البشر في الداخل والخارج «الكل سواء» تتحول من رسالة في برنامج العمل الوطني وبرامج الاصلاح والتنمية في «الداخل» وتتجاوز بمعانيها السمحة حدود الوطن الى الآفاق في «الخارج» حيث تخطت حدود المملكة لتصل الى مختلف خطوط الطول والعرض بامتداد كرتنا الكونية. و«الكل سواء» مزاوجة بين «الداخل» و«الخارج» واتساق و«مصداقية» تبتعد بالفعل «السياسي» عن الشعارات وتضعه في قلب المصالح والحاجات. الانسانية واحدة والانسان هو الانسان في كل زمان ومكان هكذا يحول الشعار الى «فعل» يخاطب «الانسانية» في عالمنا المعاصر فتكون الدعوة الى حوار الأديان والحضارات وراية التعايش والتعاون لخير الانسانية والبشر في مكان على سطح الارض وتحت راية القوائم المشتركة التي توحد بين الاديان حيث ما يجمعها هو الاكثر والاقوى والغالب. هكذا يتحول الشعار الى «فعل» يرى في الحضارة الانسانية كلا واحداً ونسيجاً متماسكاً والثقافات قد تختلف والافكار قد تتباين لكن «التنوع» هو الذي يصنع «وحدة» الحضارة الانسانية ويغذيها ويقويها و«يضيف» اليها لخدمة البشرية والانسانية جمعاء. الوحدة من خلال التنوع.. جوهر وركيزة الدعوة الى حوار الاديان. ومن الجذور والمنابع نفسها ومن الرؤية السليمة التي ترى في الفقر حاضنة للتطرف والعنف والارهاب تنبثق دعوة القائد الرمز الى مبادرة «الطاقة من اجل الفقراء» ومبادرة السلام العربية قبلها بسنوات في دعوة الى نبذ الحرب والدمار وتأسيس مشروع جديد لبناء مستقبل واحدة من أهم مناطق العالم يقوم على السلام العادل والشامل واخلاء المنطقة «بل والعالم» من خطر الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل. دعوة الى الانسان في كل مكان تنطلق من مهد الرسالة الخالدة وارض الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم الذي اشرق بنور دعوته فجر الانسانية وطلع صبح الهداية ناشراً اضواءه على البشرية في كل مكان. يتحدث القائد الرمز عن «الكلمة» بتقدير كبيروادراك لتأثير الكلمة الصادقة الهادفة الى البناء والتطوير بل و«التغيير» ويدرك قوة الكلمة وقدرتها على ان تكون «فعلاً» يبني ويضيف الى العمران البشري. ومن هذه النظرة تحدث عن تقديره للصحفيين والاعلاميين وكل من يشارك في بناء وطنه بالكلمة والنقد المخلص الهادف والبناء. وتحدث القائد الرمز عن المستقبل الاكثر اشراقاً للمواطن البسيط الذي يعتبره «شغله الشاغل» وهمه الاول في المملكة، وتحدث عن حرصه على مصالح هؤلاء البسطاء وحلمه ان يحول حياتهم الى مزيد من السعادة وان يؤمن مستقبل ابنائهم ليس بمقعد في كل مدرسة او جامعة بل ايضاً بوظيفة وبيت واسرة سعيدة تضيف الى بناء الوطن. وتحدث عن المشروعات العملاقة التي يطلقها في كل مدينة ومحافظة ومنطقة لكي تؤمن مستقبل الاجيال القادمة وتوفر لها سبل الحياة الكريمة وتجلب لابناء الوطن المزيد من الخير والرخاء والرفاهية ليس في حاضرهم فحسب بل في غدهم والغد الذي يشرق بنوره على ابنائهم. عبدالله بن عبدالعزيز القائد الذي يسهر الليل ويعمل بالنهار من أجل وطن أكثر قوة استغناء بالله عمن سواه ثم استغناء بسواعد ابنائه عن الآخرين واذا مد الوطن يديه فانه يمدهما بالعطاء وليس للاستعطاء.. وطن شامخ وناهض بعقيدته وبالعلم. وبالارادة يؤثر في عالمه ومحيطه الدولي.. ينتقل من مقاعد المتفرجين ومن دائرة الانتظار الى ساحة الفاعلين والمشاركين في القرار.. ومن دائرة التأثير الى دائرة الفعل والتأثير. عبدالله بن عبدالعزيز.. امة في قائد وشعب في زعيم.. حلم المصلحة بين العرب..احد احلام القائد الرمز عبدالله بن عبدالعزيز ان يتحول الخصام الى صلح والقطيعة الى وصل والتشرذم الى اجتماع والفرقة الى وحدة والشجار الى حوار. من فلسطين الى العراق الى لبنان والصومال والسودان.. اللحظة التاريخية تهدد اوطاناً عربية بالتفتت واوطاناً بالانقسام وبالحرب الاهلية وتنذر وطناً او غير وطن بالضياع والاختفاء من الخريطة. انها قضية وجود وحياة .. والملف الأكبر الذي يشغل القائد الرمز. وفقك الله ايها القائد العظيم .. وأعانك.. ورعاك وعزز خطاك كي تلم شمل الأمة من جديد.