سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طارق الحبيب : 300 مريض نفسي يدعون النبوة.. وأزمة مجتمعنا في مثقفيه أعالج آثار الحرب في ليبيا وسوريا.. و"استراتيجياتي" يهملها مسؤولونا ودول الخليج تتلقفها
فتح البروفيسور طارق بن علي الحبيب المشرف العام على مركز مطمئنة الطبي للاستشارات والتدريب في لقاء صريح بأعضاء ملتقى إعلاميي الرياض، النار في كل الاتجاهات، واصفاً المجتمع بأنه يعيش حالة من الشك والنقد التي تفسد الكثير من مناحي حياته وعلاقته بوطنه.وكشف الحبيب بأن مركز مطمئنة، رصد أكثر من 300 حالة ادعاء للنبوة بين المرضى النفسيين الذين راجعوا المركز خلال الفترة الماضية، معتبراً الأعراض النفسية قد تؤدي بالأشخاص إلى بلوغ مستويات من الوهم والشك مما يعزلهم عن المجتمع ويدفعهم لتقمص أدوار غير واقعية.وحول ما أثاره أعضاء الملتقى أثناء زيارتهم لمركز مطمئنة الطبي فيما يخص مستوى الإحباط والأمراض النفسية في المجتمع السعودي، نفى البروفيسور طارق أن يكون المجتمع السعودي الأعلى عربياً من حيث الأمراض النفسية، ووصف المجتمع السعودي بأنه مبهر وينتظره مستقبل مبهر. واعتبر الحبيب أن أزمة المجتمع السعودي تكمن في مثقفيه ومشائخه ومختصيه في عدم قدرتهم على استيعاب هذا المجتمع وتفهمه واحتوائه، خصوصاً أنه مجتمع شاب ومتحمس ومندفع، معترفاً بقدرة المجتمع العالية في النقد بما يصل إلى لغة “الشتم”، وأن علاقات المجتمع وتعاملاته قائمة على الشك، مما يفسد حياته.ورأى الحبيب أن مشكلة المجتمعات الخليجية تحديداً وعلى رأسها السعودي أن البنيان سبق الإنسان، وأن الوضع الصحيح والصحي هو أن يكون العكس، وأن يتم بناء الإنسان قبل البناء المسلح والنهوض بالبنية التحتية، مراهناً على تفوق هذه المجتمعات متى ما تحققت لها هذه المعادلة البسيطة، خصوصاً لما تملكه من ثروات عقلية وطبيعية. وأكد البروفيسور طارق أن “نظرية الشك” تعزل أفراد المجتمع وتجعلهم يتقوقعون، وأن هذا ينحسب على المبتعثين، حيث ينكفئون على مجموعاتهم الصغيرة ولا يستطيعون الاندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها ويطورون تجربتهم الثقافية، وكسب ما هو أبعد من الجوانب العلمية والمعرفية، ولكنهم سيحدثون نقلة كبيرة في الوطن على جميع الأصعدة بعد عودتهم لن نستطيع مجاراتهم إن لم نسير بنفس وتيرتهم في التغيير.واعتبر الإرهاب خللاً فكرياً وليس نفسياً، وأن الخلل النفسي أسهل علاجاً من الخلل الفكري، وأن الإرهابي لديه إصرار وتعمد على القيام بالعمل التخريبي ولديه عدائية مع المجتمع وسياسة البلد الذي يعيش فيه، وهذا النوع من الخلل يحتاج استراتيجيات علاج مختلفة ويتطلب حماية الضحايا مسبقاً وتحصينهم ضد هذا الفكر التدميري. وكشف البروفيسور الحبيب، بأنه وضع استراتيجيات كثيرة في جوانب حيوية تخدم المجتمع وتسهم في تطوير قدراته في إدارة الحياة، وأن هذه الاستراتيجيات شملت كل شي بدءاً من الطفولة إلى الشخصيات القيادة في المجتمع، ولكن هذه الاستراتيجيات ليس دائماً تلاقي الاهتمام والقبول من المؤسسات الحكومية ومسؤوليها.وأشار إلى أنه صمم برامج تدريبية أخرى للوظائف العليا في الدولة، وأنخرط فيه أعضاء من هيئة التحقيق والادعاء العام، وأيضاً كتاب العدل في وزارة العدل، كما سيتم تدريب قضاة على هذا البرنامج الحيوي، والموجه للموظفين الذين لديهم تعاملات يوميه مع الجمهور ويتولون ملفات وقضايا حساسة في المجتمع، موضحاً أن بعض دول الخليج استفادت من هذه البرامج وأنها تلاقي اهتماماً منقطع النظير. وأضاف الحبيب أنه قدم برنامجاً نفسياً للرئاسة العامة لرعاية الشباب، على شكل دورات تدريبية للاعبين منذ مدة ولا زال ينتظر الرد، فيما كشف أن هناك نجما دوليا يتلقى دورات تدريبية لدى مركز مطمئة الطبي في كيفية “إدارة الغضب”، وأن نتائج الدورة انعكست إيجابيا بشكل كبير على عطائه داخل الملعب وخارجه. وأشاد البروفيسور طارق الحبيب بالتعامل الاحترافي من قبل القطاع الخاص بخلاف القطاع الحكومي الذي تكبله البيروقراطية فتكون عجلة الدوران لديه أبطأ بكثير من المركز الخاص الذي يتميز بسرعة دوران العجلة.وعندما تسأل أحد أعضاء الملتقى عن مشاكل العنف في المجتمع خصوصاً ضد الأطفال، أوضح أنه يطالب برخصة للأبوة والأمومة، وأنه من الضروري مثل ما يكون هناك فحص للزواج يكون هناك فحص للأبوة والأمومة، مشدداً على عقد دورات وتأهيل خاصة لهذا الدور المهم والحيوي الذي يترتب على أجيال ناجحة وصحية فكرياً لأنه إذا أحسن التربية حسنت الثمرة من هؤلاء الأبناء، وأنه يتوجب على الزوج والزوجة الحصول على رخصة “الأبوة” حتى نضمن جيلاً ناجحاً خالياً من المشكلات والاضطرابات النفسية.وحول حضور الدكتور الحبيب عالمياً وانتشار استراتيجياته، كشف أنه يجري التواصل من وزارة الصحة في الحكومة الليبية إلى وضع إستراتيجية كاملة للصحة النفسية في البلاد، وآليات سريعة لمعالجة أثر الحرب وما تركته من آثار نفسية كبيرة في مختلف شرائح المجتمع، إضافه إلى عدة برامج إذاعية تبث عبر عدد من الإذاعات الليبية. كما أوضح أنه الآن يقوم بمعالجة أثار الحرب على الشعب السوري من خلال تأهيل متطوعين يتوجهون إلى مخيمات اللاجئين في الأردن وتركيا، وأن هذا العلاج مجاني وتبرع من مركز مطمئنة الطبي.وبين الحبيب أن مركز مطمئنة الطبي، يقدم العلاج المجاني إلى منسوبي الجمعيات الخيرية، وأن المركز لديه آلية متبعة في ذلك بالتنسيق مع هذه الجمعيات على مستوى المملكة، لافتاً إلى استعداد المركز مد يد العون لكل محتاج حتى خارج المملكة لكن وفق آليات محددة مع الجهات الرسمية والمعنية بذلك.وختم اللقاء، بعقد اتفاق تعاون بين مركز مطمئنة الطبي وملتقى إعلامييّ الرياض، يقدم من خلالها المركز دورات موجهة للإعلاميين من أبرزها برنامج إدارة الضغوط الحياتية وخصوصاً العملية التي يمكن يواجهها الإعلاميون في حياتهم الإعلامية السريعة، والتي تبدأ بدورة “فهم الشخصيات في بيئة الإعلام” ل 200 صحافي وصحفية خلال الشهر المقبل. من جهته، ثمن مؤسس ملتقى إعلاميي الرياض الزميل سعود الغربي الذي أدار النقاش، مبادرة مركز مطمئنة الطبي على تقديمه دورة مجانية ل 200 صحافي وصحافية، قائلا “إن هذا اللقاء يأتي ضمن أهداف الملتقى الأساسية، وأن الملتقى معني بخدمة المجتمع ومد جسوره مع المسؤولين والعلماء والمفكرون وأصحاب الفكر والإعلاميين، ونثمن بوافر الشكر والتقدير لمركز مطمئنة الطبي والبرفيسور طارق الحبيب هذا البرنامج في إدارة الضغوط الحياتية وخصوصاً العملية التي يمكن ان يواجهها الإعلاميون في حياتهم الإعلامية السريعة.وأبان “المبادرة تأكيد كبير على توافق العمل الاجتماعي بين ملتقى إعلاميي الرياض ومركز مطمئة الطبي للاستشارات والتدريب، وتأكيد فعلي على نهجنا في الملتقى بالبحث عن ما يعزز من حضور الإعلامي السعودي ويطور قدراته لتأديه عمله بكل أقتدرا وتميز، واليوم نوجه الدعوة لجميع إخواننا الإعلاميين من الجنسين لمشاركتنا هذه الدورة التي نعدها باكورة عمل اجتماعي مثمر بين الملتقى والمركز، وتليها دورات عدة تصب في صالح تطور الإعلامي السعودي دون تكبيده أي مبالغ مالية”.