تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، وبهدف تقنين جمع وصرف زكاة الفطر أطلقت وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة بالجمعيات الخيرية بمنطقة مكةالمكرمة المشروع الوطني لزكاة الفطر”فطرة” وذلك للإفادة من زكاة الفطر بأسلوب تقني يحقق التيسير على المزكي والوصول إلى المستحق، والإسهام في القضاء على الظواهر السلبية التي عادة ما تصاحب الأيام الأخيرة في شهر رمضان والتي يستعد فيها الناس لإخراج زكاة فطرهم.وحول فكرة المشروع أوضح مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة عبد الله آل طاوي أن الرقعة السكانية في منطقة مترامية الأطراف ومتعددة المدن مثل منطقة مكةالمكرمة، تجعل من عملية إخراج زكاة الفطر معضلةً كبرى، وقد رصدت عدد من الجهات الحكومية هذه التجاوزات غير النظامية في بيع زكاة الفطر وتوزيعها، والظواهر السلبية التي تفرزها عشوائية تنفيذ مثل هذه المشاريع، حيث وجه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله بضرورة اعتماد آلية مناسبة تتلاءم مع حجم التحديات الكبيرة في موسم زكاة الفطر، و تمكن الجهات الخيرية من استقبال الزكاة وتوزيعها على مستحقيها بشكل حضاري يحد من العشوائية في البيع والتوزيع، وعليه قضى التوجيه الكريم بتشكيل لجنة برئاسة إمارة منطقة مكةالمكرمة وعضوية وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة وعدد من الجهات الحكومية الإشرافية ذات الاختصاص، وقد أوصت اللجنة بتطوير البرنامج التقني لمشروع زكاة الفطر من قبل الشركة المطورة للمشروع وفق رؤيةٍ واضحة المعالم و آلية موحدة، تشمل كل جمعيات المنطقة تحت شعار واحد ومنظومة عمل موحدة أُطلق عليه اسم(المشروع الوطني لزكاة الفطر “فطرة”)، والذي من خلاله تتم عمليات بيع زكاة الفطر وإخراجها لمستحقيها، في وقتها الشرعي وبأسلوب يتماشى مع رقي الإسلام وسمو شعائره.من جانبه أكد مدير الجمعيات بوزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة بدر بن جابر السحاقي أن تنفيذ هذا المشروع الضخم على مستوى منطقة مكةالمكرمة سيحقق بإذن الله تعالى العديد من الفوائد للجمعيات ومنها التعامل مع جهة مركزية واحدة لجمع وتوزيع زكاة الفطر، وتخفيف الجهود الكبيرة في إعداد الأنظمة والبرامج لتوزيع زكاة الفطر مما يساعد الجمعيات على تقديم الخدمة في وقت أسرع وبجودة عالية ، وضمان ضبط مالي قوي حتى في أوقات الذروة، وكذلك المساهمة المجتمعية في توظيف السعوديين.وفي سياق متصل أكد كامل الساعاتي مدير عام شركة المنطقة التقنية -الجهة المطورة للمشروع- أن هذا المشروع الوطني الرائد يعتبر بحق نقلة نوعية في تطوير العمل في الجمعيات الخيرية، وقدتم تطبيقه وتجربته لعدة سنوات في المستودع الخيري بجدة، والذي يعتبر من أكثر الجمعيات اعتماداً على التقنية في تنفيذ البرامج والمشاريع الخيرية والتطوعية . وأضاف الساعاتي: إن التقنية عالية المستوى والمستخدمة في تنفيذ مشروع “فطرة” تعتمد على شبكة كبيرة من مراكز البيع المرتبطة بنظام مركزي واحد، تم تطويره ليواجه كل الظروف الصعبة المصاحبة للأيام الأخيرة من رمضان، سواء من تعثر لشبكة الإنترنت أو حتى انقطاع لها، الأمر الذي يضمن استمرارية العمل بإذن الله تعالى.هذا وتجدر الإشارة إلى أن مشروع “فطرة” سينطلق خلال هذا العام و في مرحلته الأولى في كلِّ من مكةالمكرمةوجدة والطائف، و بدعم مباشر من إمارة منطقة مكةالمكرمة، والتي لها سبق الريادة في تنفيذ هذا المشروع، على أمل أن يتم تعميمه على عموم مناطق المملكة خلال الأعوام القادمة بإذن الله تعالى. وللتعرف على مزيد من التفاصيل يمكن زيارة موقع المشروع على الانترنت www.fetrah.com.