من خلال استقراء مفردات التاريخ الاسلامي نجد ان شهر رمضان المبارك عندما يحل على المسلمين يحقق لهم معطيات جديدة تشكل حوافز الخير والسعادة لجميع المسلمين حيث يتم الانتصار على النفس لمحاربة عوامل الانحراف عن جادة الصواب والاتجاه الى ما يرضي الله والتمسك بقيم الدين الحنيف والتقرب الى الله والاقلاع عن المعاصي وهذا في حد ذاته انتصار كبير كما جسد شهر الصوم المبارك انتصارات عظيمة على مستوى الامة الاسلامية التي تواجه الأعداء المتربصين بها ولدينا الشواهد الكثيرة ومن ذلك اول نصر اسلامي في معركة بدر الكبرى التي قادها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ضد عتاة قريش الذين حاولوا اطفاء شعلة الاسلام المضيئة ولكن الله نصر جيش الاسلام وبالتالي ارتفعت العزيمة الاسلامية وتمكن المسلمون من انزال الهزيمة المدوية ضد اعداء الاسلام وحققت معركة بدر الكبرى في شهر رمضان دروساً انسانية ومبادىء لرسم حقوق الاسرى وطرق التعامل معهم وهذا ما حصل عندما وقع اسرى الكفار في قبضة المسلمين وتم التعامل معهم من منطق اسلامي انساني لا عنف أو قسوة سبق هذا المسلك اعلان حق الاسير الأممي الآن . كذلك ان شهر رمضان عبر القرون كان مصدر خير للمسلمين في النصر على الاعداء في معارك عدة شكلت مضامين مفصلية مثل الانتصار على الصليبيين في معارك وعلى التتار واخيراً الانتصار الكبير على الصهاينة من قبل الجيش المصري الذي حطم الاسطورة خط بارليف الحصين في السادس من رمضان عام 1973م وحددت هذه المعركة قيمة الحافز الديني الذي يكسبه الجندي المسلم من خلال هذا الشهر المبارك وهذا يعطي مؤشراً يؤكد قوة الانسان المسلم عندما يترسخ في ذهنه قيم وقوة دينه الاسلامي العظيم ويتغلب على مصادر الشر ويهدم حصون الشيطان ويعطي حياته القوة الايمانية باعتبار المؤمن القوي خيراً من المؤمن الضعيف ولذلك نجد حياة المسلم في رمضان تسير وفق معيار الجماعية نحو صنع امجاد فردية على مستوى الافراد وامجاد جماعية يشارك فيها الكل وفيها النفع العام كما يلاحظ في هذا الشهر المبارك التعاضد والتراحم والمحبة والعطف وهذه العوامل تشكل مبادىء التعاون والاتفاق على ما ينفع الجماعة الاسلامية ولذلك صنعت امجاد اسلامية في شهر رمضان بحكم الاتفاق وعدم الاختلاف بين التجمع الاسلامي وهذه مناسبة تستدعي قادة عالمنا الاسلامي التفكير في مخرج يقود المسلمين على مستوى الدول الى الخروج من المشاكل التي تواجه المسلمين ومنها الحروب والفقر والبطالة والاتفاق على استراتيجية مدروسة مفيدة تستفيد من وحدة المسلمين في شهر الصوم الذي يوحد ولا يفرق والله الموفق.