قال الحق تبارك وتعالى ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِا لْمِرْصَادِ). يقول القرطبي في تفسيره لقوله تعالى : « ان ربك لبالمرصاد». أَيْ يَرْصُدُ عَمَلَ كُلِّ إِنْسَانٍ حَتَّى يُجَازِيَهُ بِهِ قَالَهُ الْحَسَنُ وَعِكْرِمَةُ. وَقِيلَ : أَيْ عَلَى طَرِيقِ الْعِبَادِ لَا يَفُوتُهُ أَحَدٌ. وَالْمَرْصَدُ وَالْمِرْصَادُ : الطَّرِيقُ. وَقَدْ مَضَى فِي سُورَةِ ( بَرَاءَةَ ) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ. فَرَوَى الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّ عَلَى جَهَنَّمَ سَبْعَ قَنَاطِرَ ، يُسْأَلُ الْإِنْسَانُ عِنْدَ أَوَّلِ قَنْطَرَةٍ عَنِ الْإِيمَانِ ، فَإِنْ جَاءَ بِهِ تَامًّا جَازَ إِلَى الْقَنْطَرَةِ الثَّانِيَةِ ، ثُمَّ يُسْأَلُ عَنِ الصَّلَاةِ ، فَإِنْ جَاءَ بِهَا جَازَ إِلَى الثَّالِثَةِ ، ثُمَّ يُسْأَلُ عَنِ الزَّكَاةِ ، فَإِنْ جَاءَ بِهَا جَازَ إِلَى الرَّابِعَةِ. ثُمَّ يُسْأَلُ عَنْ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَإِنْ جَاءَ بِهِ جَازَ إِلَى الْخَامِسَةِ. ثُمَّ يُسْأَلُ عَنِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ، فَإِنْ جَاءَ بِهِمَا جَازَ إِلَى السَّادِسَةِ. ثُمَّ يُسْأَلُ عَنْ صِلَةِ الرَّحِمِ ، فَإِنْ جَاءَ بِهَا جَازَ إِلَى السَّابِعَةِ. ثُمَّ يُسْأَلُ عَنِ الْمَظَالِمِ ، وَيُنَادِي مُنَادٍ : أَلَا مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلِمَةٌ فَلْيَأْتِ فَيُقْتَصُّ لِلنَّاسِ مِنْهُ ، يُقْتَصُّ لَهُ مِنَ النَّاسِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ - : إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ : لَبِالْمِرْصَادِ يَعْنِي جَهَنَّمَ عَلَيْهَا ثَلَاثُ قَنَاطِرَ : قَنْطَرَةٌ فِيهَا الرَّحِمُ ، وَقَنْطَرَةٌ فِيهَا الْأَمَانَةُ ، وَقَنْطَرَةٌ فِيهَا الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. وعن ابي سعيد الخدري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “ من رأى منكم منكرا فليغيره بيده. فإن لم يستطع فبلسانه. ومن لم يستطع فبقلبه. وذلك أضعف الإيمان “. وروى البخاري ومسلم من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور بها كما يدور الحمار برحاه فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: أي فلان ما شأنك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه". وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله عز وجل أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم » رواه الترمذي وحسنه. ومعنى أوشك أسرع. ترى كم منا أدرك معاني الايات وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وعمل بها خاصة في رمضان ؟ يقول الشاعر : لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً فالظلم مرتعه يفضي إلى الندمِ تنام عينك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنمِ وقال شوقي : دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثواني فأرفع لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثاني