مرت الأيام قبل صدور قرار التكليف ثقيلة جداً، وبطيئة جداً، حتى انفرجت أسارير الشارع الوحداوي بالارتياح الكبير، حيث استقبل قرار التشريف والتكليف من صاحب القرار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام، بفرح عارم رقصت على أنغامه الجموع الوحداوية المحبة المخلصة لناديها، لأن قرار التكليف جاء ليردم الفجوة الكبيرة التي حدثت خلال الأربعة أعوام السابقة بين النادي ومحبيه الكثيرين من جهة، وبينه وبين أعضاء الشرف الذين همشوا وأهملوا إلا من البعض الذين كانوا يدورون في فلك الرئاسة الوحداوية، وكان هذا الفلك وذلك التوجه لا يخدم نادياً ولا يقدم مصلحة. فجاء القرار بتكليف معالي الدكتور محمد عبده يماني ليكون رئيساً لمجلس أعضاء شرف النادي، وليتكون على أثره مجلس الشرف الذي أقصيت جميع المحاولات لتشكيله على مدار السنوات الماضية. وليثبت لنا أن مكةالمكرمة مليئة برجالها العمالقة، وليس كما كان يشاع في السابق؟!. كما جاء القرار يحمل بين طياته تكليف الأخ الدكتور عبدالله بن صالح أميناً للصندوق، وهو الذي أقصي قبل عامين وحورب، لا يمحوها إلا الاعتذار وطلب التسامح من هذا الرجل الذي أكن له كل حب وتقدير، لأنه رجل مخلص ليس لديه ذرة من كبر أو حب للمناصب. ومن المنتظر أن يُفعل الدكتور عبدالله بن صالح المجلس الشرفي الذي بدأه قبل عامين فهو يملك جميع الخطط والإجراءات الكفيلة بإنجاح أية عملية في هذا الخصوص. كما جاء القرار بتكليف الأخ جمال تونسي رئيساً للنادي، وهو الرجل الذي نكن له أيضاً حباً وتقديراً كبيرين، كنت قد أعلنتهما في مقالات سابقة، وأعلنها دائماً، ولكن المهم من وراء هذا التكليف أن يدير التونسي النادي بحكمة أكبر وبقيادة مختلفة كلياً عما كان في السابق، فالأعضاء الجدد في النادي لن يسمحوا باتخاذ قرارات فردية كما كان في السابق، وذلك تطبيقاً لما جاء في قرار الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام الرئيس العام لرعاية الشباب، لذا، وجب على الأخ جمال تونسي أن يعي ويتنبه لما جاء في قرار التكليف، وأن يتفهم أن الوضع اختلف كلية عما كان خلال السنوات الأربع الماضية. وأن ما تنشره الصحف بأنه اجتمع مع بوكير ليتعاقد معه، لن يجدي نفعاً إذا لم يكن مخولاً له ذلك من مجلس إدارة النادي، فالقرارات يجب أن تكون جماعية في النادي. وأنا على يقين بأن الأخ جمال سيكون أكثر حكمة وأقدر على قيادة النادي من أي وقت مضى، وأنا على يقين بأنه بحبه وعشقه لنادي الوحدة سيبذل جهده لقيادة النادي قيادة واعية، وأن يتعلم من أخطائه السابقة، وأن يُفَعِّل الإيجابيات الماضية. وأن يستفيد من مكتسبات النادي الحالية والماضية، أما الأخ فريد سنان فهو ليس غريباً عن نادي الوحدة، فهو ابن النادي الذي سيحرص كل الحرص لأن يكون عضواً فاعلاً بجانب زملائه أعضاء مجلس الإدارة... أسماء جديدة كما تلوح لنا في الأفق الوحداوي أسماء جديدة تدخل إدارة النادي للمرة الأولى، لكنها ليست غريبة عن الوسط الرياضي وهؤلاء هم الأخ الأستاذ سعد القرشي والدكتور علي بكر والأستاذ عابد قزاز فكلهم لمسنا فيهم ولاءهم المطلق لناديهم وطموحاتهم الجارفة لخدمة النادي وتقديم كل ما في جعبتهم من أجل جماهير الوحدة الوفية ولمكةالمكرمة، وسترينا الأيام أعمال هؤلاء الشباب الذين سيكون لتواجدهم داخل مجلس الإدارة أثر كبير، بإذن الله. حيث سيعول النادي على الأخ سعد القرشي أن يعمل على تفعيل إدارة الاستثمار في النادي، وأعتقد بأن رئيس النادي سيساعده في ذلك حيث يحتفظ الرئيس ببعض الخطط والمشاريع الجاهزة للتنفيذ. أما الأخوان الحبيبان بكر جفري وفيصل أسرة، فهما شخصيتان نعتز بهما، فهما على خلق كبير وأدب جم، كما أنهما قدما للنادي وسيقدمان بكل تأكيد أعمالاً في مجال تخصصاتهما، مما سيكون له مردود كبير على مسيرة الندي، وذلك لأنهما قضيا ردحاً كبيراً من الزمن داخل أروقة النادي يعملان بصمت وبجد وتفان. فارس الكرة الجديد ومحور ارتكازها وأخيرا فإن محور الارتكاز في الإدارة الحالية هو الأخ الفاضل عبدالمعطي كعكي، فهو من تتطلع إليه الجماهير الوحداوية ليكون الربان الجديد القديم لكرة القدم وهو الذي سيقودها في المرحلة القادمة، وهذا شرط من شروطه لدخول مجلس الإدارة مع الأخ جمال تونسي، على أن يعمل نائباً له وأن يشرف على كرة القدم بجميع مراحلها، وكما علمنا من مصادرنا الموثقة بأن التونسي وافق على ذلك الشرط، عندها قبل الكعكي منصب نائب الرئيس. ونحن نعرف بأن الناس والمؤمنين والصادقين عند شروطهم. وإنني لعلى يقين بأن الأخ عبدالمعطي كعكي سيبذل كل جهده ليقود الكرة الوحداوية لبطولات قادمة وسيضعها في المسار الصحيح الذي بدأه قبل أعوام هو والأخ حاتم عبدالسلام، ثم سلموا الراية للأخ جمال تونسي الذي بذل هو أيضاً جهوداً كبيرة ورائعة في إيصال الفريق إلى المركز الثالث قبل عامين، لولا بعض الأخطاء التي ارتكبت وأدت إلى تدهور الفريق للمركز السادس في العام الذي تلاه. ولقد اجتهد التونسي وبذل ولا يلام المرء بعد اجتهاده. فأرجو أن يلقى الكعكي الدعم الكامل من رئيس النادي جمال تونسي ومن مجلس الإدارة، وخاصة الدعم المعنوي الهام في المرحلة القادمة. أهمية المرحلة القادمة إن المرحلة القادمة وخاصة الثلاثة أشهر الأولى من عمر التكليف ستكون هامة جداً، كما ستكون محكاً حقيقاً لمجلس إدارة النادي المكلف، فيجب على المجلس أن يعير انتباهه لجميع المعايير والسبل الكفيلة بإنجاح مسيرة النادي، وأن يعمل المجلس كتلة واحدة، وألا ينقسم على نفسه من أجل التكالب على منصب ما أو عمل ما، فعلى الجميع نكران الذات والتركيز على ما يهم النادي بالدرجة الأولى وخاصة الفريق الأول لكرة القدم، فالمرحلة القادمة مهمة، يجب أن تتميز بالهدوء والعقلانية. كما لا يجب التفريط في اللاعبين، وأن يحتوى النادي جميع اللاعبين، وأن يبدأ وبسرعة الأخ عبدالمعطي كعكي بتكوين الأجهزة الفنية والإدارية لفرق كرة القدم وكذلك الأجهزة المساعدة لها، ومن حسن حظ الإدارة الحالية أن هناك دراسة أعدت وقدمت على طبق من ذهب وبالمجان لإدارة النادي، ألا وهي إستراتيجية (وحدة المجد) التي أعدها الأخ الدكتور إبراهيم شقدار والأخ الزميل الدكتور عبدالكريم كابلي، وهذه الدراسة ستخدم أي إدارة كانت، إذا ما آمنت وأيقنت هذه الإدارة بجدواها، واحتضنتها ونفذتها على أرض الواقع. حكماء الوحدة أرجو من جميع حكماء وعقلاء الوحدة أن ينبذوا خلافاتهم وأن يلتفوا حول الإدارة الحالية، وللوحدة من أبنائها الكثيرون ممن تعول عليهم الجماهير الوحداوية في أن يكونوا داعمين بالرأي والكلمة والعمل والجهد والمال، فأرجو أن يلتف الجميع حول النادي، كانوا ممن يحبون السيد جمال تونسي أو ممن يحبون الكعكي، أو من المحايدين، فما نريده هو أن يحول الجميع حبهم للتونسي وللكعكي لنادي الوحدة، وأن يكون الكيان هو الهدف وهو المحبوب الأول الذي يجب أن نسير تحت رايته. وإنني أناشد من هذا المنبر الأخ غزالي يماني والإخوان عابد شيخ وفؤاد محمد حسين ولطفي لبان وكريم المسفر وعاطي الموركي والدكتور الكسناوي والدكتور عبدالحكيم موسى والدكتور المنشي والدكتور عبداللطيف بخاري والأستاذ عبدالوهاب صبان والشيخ أجواد الفاسي والأستاذ دخيل عواد والأخ فارس القرشي والأستاذ زياد فارسي والأستاذ إبراهيم عساس والأستاذ منصور أبو منصور وجميع محبي هذا الكيان ممن لم تحضرني أسماؤهم، وأعضاء وحدة المجد أناشدهم بأن يكونوا يداً واحدة وقلباً واحداً وأخوة متحابين من أجل مكةالمكرمة، ومن أجل نادي الوحدة. وعلى الجميع أن ينسوا انتماءاتهم للأسماء والشخصيات الوحداوية وتحويل الانتماء من الأشخاص للكيان. وأنا على يقين بأن الكثيرين يسيرون في نفس هذا النهج وأن هذا هو مبدأهم وهذا هو انتماؤهم. مجلس قدامى اللاعبين قرأت في الصحف أن الأستاذ عبدالمعطي كعكي لديه النية في إنشاء مجلس قدامى اللاعبين، وهو حلم قديم كان يراودني، وإنني أشد على يد الكعكي هذا التوجه، لأن لاعبي النادي القدامى هم المؤسسين الحقيقيين للنادي، فبدون جهودهم التي بذلوها تضحية وعرقاً وتعباً ولعباً في ميادين الكرة، لما كان لهذا النادي أي كيان أو أي تاريخ، فهذه خطوة يشكر عليها الكعكي، المهم من هذا المجلس هو أن يتواجد اللاعبون في النادي مرة أو مرتين في الشهر يتجاذبون أطراف الحديث يتذكرون أمجادهم في ماضيهم العريق، يقدمون المشورة لمجلس الإدارة دون التدخل في شؤونه، يشجعون صغار اللاعبين. توكل إليهم حل بعض مشاكل اللاعبين، يؤخذ رأيهم في بعض الأمور. لكن الهدف من هذا المجلس هو أن يلتقي اللاعبون بعضهم البعض. ولا يقتصر هذا المجلس على لاعبي كرة القدم بل جميع اللاعبين في جميع المجالات. وهناك مقترحات أخرى، سأقدمها لمجلس الإدارة لدراستها ولتنفيذها إذا استحسنها. وأخيرا ...... الوقت ينسحب من تحت بساط إدارة النادي، ويجري بسرعة، لأنه حتى كتابة هذا المقال لم يُعقد الاجتماع الأول لمجلس إدارة النادي، وكان يجب أن تقوم الإدارة المكلفة بعقد اللقاء الأول لها في نفس يوم التكليف، ولكن لظروف تواجد الأخ جمال تونسي خارج المملكة من أجل العلاج تأجل الاجتماع الأول أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الأخ جمال وأن يعيده بكامل صحته ونشاطه، ليقود كوكبة الفرسان الإدارية الجديدة فالنادي مقبل على دوري سيبدأ بعد شهرين ونصف تقريباً، فيجب أن يعد الفريق إعداداً جيداً، وقبل ذلك أن تتكون الأجهزة الفنية والإدارية كما أسلفت. وفق الله مجلس إدارة النادي لما يحبه ويرضاه، والله من وراء القصد ويا أمان الخائفين....