توافد آلاف المسلمين صباح أمس الأربعاء إلى سربرينتشا في شرق البوسنة، حيث سيعاد دفن رفات 520 جثة تم التعرف عليها مؤخرا، من بين ضحايا أسوأ المجازر التي ارتكبتها قوات صرب البوسنة قبل 17 عاما بحق ثمانية آلاف مسلم تقريبا. وقالت سفديا هليلوفيتش التي قصدت نصب بوتوكاري التذكاري قرب سربرينيتسا لحضور مراسم إعادة تشييع رفات والدها ضمن التشييع الجماعي لاحقا أمس، (إنه ألم لا نهاية له، وفي 11 يوليو من كل عام يصبح هذا الألم غير محتمل). وأضافت هليلوفيتش (50 عاما) (لقد نبشت رفات والدي من مقبرتين جماعيتين، وإخوتي قتلوا أيضا في المجزرة، لكن لم نعثر على رفاتهم بعد). وقدم أمس الأول الثلاثاء قرابة سبعة آلاف شخص إلى بوتوكاري بعدما اجتازوا سيرا في الاتجاه المعاكس الطريق التي سلكها مسلمو سربرينتشا عبر الغابات فرارا من المجزرة. وكل عام يتم في بوتوكاري إعادة دفن رفات ضحايا بعد نبشها من مقابر جماعية، في الذكرى السنوية للمجزرة. وحتى أمس تم دفن 5137 ضحية في مقبرة النصب. ويتوقع المنظمون أن يشارك قرابة 30 ألف شخص في مراسم التكريم هذا العام. ويُعتبر هذا الاحتفال هو الأول في البوسنة الذي يتزامن مع محاكمة القائدين العسكري والسياسي السابقين للقوات الصربية راتكو ملاديتش ورادوفان كاراديتش أمام محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة حول مسؤوليتهم عن الجرائم بعد سنوات من الفرار.