كثير من الزملاء القدامى أوالمعارف القدامى أصبح بفضل الله سبحانه وتعالى لديه مركز اجتماعي أو منصب كبير أو جاه دنيوي ، يعرفك وتعرفه جيداً وعندما تقبل عليه هاشاً باشاً بحكم الصلة القديمة يقابلك بفتور وبرود وكأنه لايعرفك أو بالعبارات المستخدمة حديثاً (يجمدك) وهذه لعمري من الصفات غير المحمودة في المجتمع الاسلامي ، ومن هؤلاء القوم من يعتقد عندما تقبل عليه انك سوف تطلبه في حاجة أو مساعدة دنيوية أو يشفع لك عند فلان أو علان فيتصرف بهذه الطريقة غير المحمودة ، هذا الانسان عندما تزول الوظيفة أو المركز الاجتماعي نتيجة التقاعد أو المرض أو أمر اخر لا يجد من يسأل عنه ويبقى وحيداً نتيجة لهذا التصرف غير المحمود والأمثلة كثيرة في هذه الدنيا . قال تعالى في محكم كتابه العزيز (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) القيامة: 23. وقال تعالى (ووجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة) عبس :39. وقال تعالى (وليعفوا وليصفحوا الا تحبون أن يغفر الله لكم) النور: 22. وقال سيد الخلق أجمعين ( تحرم النار على كل قريب هين لين سهل). وقال سيد الأولين والاخرين : (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا). وعن عائشة رضي الله عنها: ( ان رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط اليه فلما انطلق الرجل قالت له عائشة يارسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة متى عهدتني فحاشا ، ان شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره. وعن انس رضي الله عنه ان رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وهو يخطب بالمدينة فقال قحط المطر فاستق ربك فنظر إلى السماء وما نرى من سحاب فاستسقى فنشأ السحاب بعضه إلى بعض ثم مطروا حتى سالت متاعب المدينة فمازالت إلى الجمعة المقبلة ما تقلع ثم قام ذلك الرجل أو غيره والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال غرقنا فادع ربك يحبسها عنا فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا مرتين أو ثلاث فجعل السحاب يتصدع عن المدينة يمينا وشمالاً لا يمطر ما حوالينا ولا يمطر منها شيء يريهم الله كرامة نبيهم صلى الله عليه وسلم وأجابه دعاءه. وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه - لا مال لمن لا رفق له. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه - الرفق عين والاناء سعادة - فتان في امر تلاق نجاحا. وقال المثل الصيني - ان قوة شجرة الخيزران تكمن في مرونتها. وقال المثل العامي - لاقيني ولا تغديني ، فياسادة يا كرام كلمة طيبة تملأ نفس أخيك سروراً وتقابله بوجه طلق وابتسامة طيبة وتذكرهم بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( لاتحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق). وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.