من أكثر الأمراض الاجتماعية ضررا، تلك التي تخلّ بمنظومة القيم الإنسانية.. ومن ضمن هذه الأمور : آفة الكلام بالباطل و تناقل الكلام والتحدث عن الغير بدون أي ضوابط و التي تعتبر آفة عظيمة من آفات اللسان و من أخطرها و قد تورد صاحبها المهالك إن لم يتق الله ربه فيما يقول، وإذا لم يُراعِ حرمة الناس وخصوصياتهم. لقد خلقنا الله تعالى – نحن البشر – على الفطرة السليمة ولم يخلقنا سبحانه مفلسين ، ونعرف أن الإنسان محاسب بكل ما يتفوه به لقول الله سبحانه و تعالى : ( وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) وقول نبينا صلى الله عليه وسلم (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ) ، وقوله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته) . و قوله : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) و حذر صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالاً يرفعه الله بها درجات , وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوى بها في نار جهنم) كما يذكرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بقوله (لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه). ولله در الشافعي حين قال رحمه الله: احفظ لسانك أيها الإنسان لا يلدغنك إنه ثعبان كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الشجعان وأختم بقول المأمون عندما أوصى بنيه قائلا : ( اكتب أحسن ما تسمع ، و احفظ أحسن ما تكتب ، وحدث بأحسن ما تحفظ) . [email protected]