قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة خلال رعايته للقاء التعريفي الذي نظمته الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر مؤخراً بالغرفة التجارية الصناعية بمحافظة جدة: “إن ما دعاني لحضور هذا اليوم المبارك هو ثلاثة أمور يتمثل الأول منها في أني أقدر وأجل هذا المسعى الخير في هذا اليوم وعلى هذه الأرض الطيبة من المسعى لا يختار إلا من وهب نفسه لفعل الخير وخدمة الإنسانية والبشرية في هذه البلاد المعطاة والمسعى يختار من يسعى بعيد عن الأضواء والإعلام وإنما إلى عمل جذاب للمثوبة وشكرا لكم والثاني من أجل هذه الأسرة الكريمة وهي أسرة الأمير عبدالله بن عبدالرحمن (رحمه الله) وأتوجه بالشكر إلى الأمير سعود بن خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن رئيس مجلس إدارة الجمعية وإخوانه وأخواته وأخص بالشكر ذلك الرجل الذي عرفته منذ أن كنت طفلاً حتى اليوم وأحترمه وبعد أن عرفته عن قرب سمو الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن والثالث لأنني أعتز جداً بدعوتكم لهذا اليوم ومشاركتكم في هذا الخصوص ويشرفني أن أكون في خدمة الجمعية وأقولها بكل فخر وأعتز بكم جميعاً في هذا العمل الخير، “وفي ذلك فليتنافس المتنافسون”. وكانت الغرفة التجارية التجارية الصناعية بجدة قد استضافت اللقاء التوعوي التثقيفي السابع للجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر، حيث سبق أن نظمت الجمعية ستة لقاءات في كل من الرياض، والمدينة المنورة، ومنطقة القصيم، والمنطقة الشرقية، وتبوك. ووجه سمو رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر الأمير سعود بن خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن، شكره وتقديره لسمو الأمير خالد الفيصل، على تكرمه برعاية اللقاء، جاء ذلك في كلمة ضافية ألقاها سموه في تلك المناسبة وشرح فيها أبعاد مرض الزهايمر ومخاطره المستقبلية والجهود المبذولة للتصدي له وقاية وعلاجاً ورعاية، حيث قال سموه: “أسمحوا لي بإيضاح بعض الحقائق والأرقام وهي أصدق ما يعكس الواقع، أولاً هناك ما يزيد عن (سبعة وعشرون مليون) مصاب بمرض الزهايمر في العالم حالياً، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى ما يتجاوز (مائة مليون) مصاب خلال (ثلاثون) عاماً من الآن، أي أكثر من أربعة أضعاف الرقم الحالي، ثانياً من المؤسف أنّه لا توجد لدينا بيانات دقيقة توضح حجم المعاناة في المملكة. ولست أبالغ أنّ هناك عشرات الألوف من الذين يعانون من هذا المرض والرقم في ازدياد، وثالثاً يقدر عدد سكان المملكة (بثمانية وعشرين مليون نسمة)، من فئات عمرية مختلفة. حيث يبلغ عدد من هم بين (الثلاثين والستين) سنة (ما يزيد عن خمسة ملايين نسمة)، وما بين (الستين والثمانين) حوالي (المليون نسمة)، وحسب المعايير العالمية فمن بين كل (خمسين) شخص فوق سن (الخامسة والستين سنة). مع الأسف. سوف يصاب واحد منهم بالمرض، إلاّ أنّ المفزع هو أنّ ما بين كل شخصين فوق سن (الثمانين) سنة سيصاب أحدهما بالمرض. وبسبب تطور وتحسن مستوى الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية، فإنّ متوسط الأعمار في ازدياد، ونسبة من يعيشون إلى ما فوق (خمس وستون سنة) وكذلك إلى ما فوق (الثمانين) سنة، تتزايد باستمرار، لذا يتضح وباستنباط بسيط أننا يمكن أن نواجه بوضع مأساوي وذلك بإصابة مئات الآلاف من الرجال والنساء، بهذا المرض خلال فترة زمنية لا تتجاوز ثلاثين عاماً. إنّ التأثير العاطفي والعبء المالي وغيره على أُسر بأكملها، خلاف الأعباء المختلفة على المؤسسات الصحية والاجتماعية الأخرى، سيكون فاجعاً أن لم يكن هناك تحضير واستعداد لهذا الوضع، وعليه فأنّ إنشاء هذه الجمعية هو مجهود استباقي ضروري لمواجهة هذا المرض والتعريف به خلال الفترة القادمة، والأمل بالله كبير أن يتم التوصل من خلال الأنشطة المقترحة إلى علاج ناجع بجهود العلماء والباحثين في كل مكان. وأشار سموه إلى أنّ مؤسسات العمل الخيري التي تعمل في مجال مرض الزهايمر قليلة مقارنة بدول العالم الأخرى، منوهاً إلى أنّه ليس من أسباب تجعل بلادنا متأخرة في هذا المجال، حيث قال: “من الحقائق المؤسفة كذلك أنّه في مجمل العالم العربي لا توجد سوى جمعية واحدة محدودة القدرة في لبنان، وكذلك جمعية وحيدة في بلادنا، وهي على الرغم من محدودية نشاطها وإمكاناتها، تعنى بشتى شؤون المصابين بهذا المرض وهي” جمعية أصدقاء مرضى الزهايمر” في مكةالمكرمة. لذا لا يجوز أن تتخلف المملكة العربية السعودية عن أمر كهذا، فهي بلد الخير، والمسؤولية أخلاقية قبل أن تكون مالية”. وثمن سموه الدور الفاعل الذي لعبته الجمعية خلال فترة عمرها القصير وما حققته من إنجازات في هذا الصدد، وفي هذا الإطار قال سموه: “لقد سعينا في هذا الجمعية الفتية إلى الاستفادة من التجارب والخبرات المتراكمة لمن سبقونا في هذا المجال، ومنحنا الأولوية للمحور التثقيفي والتوعوي في إستراتيجية الجمعية، وقد نجحنا بفضل من الله ثم بمساندة الخيرين من أمثالكم في إحداث نقلة ملموسة في التعاطي مع هذا المرض الظاهرة، بدءاً من تنظيم المؤتمر الدولي الأول لمرض الزهايمر، والذي استقطب صفوة من الخبراء العالميين في مجال الرعاية والعلاج والتأهيل التقوا مع الخبرات الوطنية لبناء جسور من التعاون، وللتعرف على أحدث المستجدات في مواجهة المرض، ومروراً بتنظيم عدد من اللقاءات التعريفية التوعوية وورش العمل بهدف الوصول إلى كافة القطاعات المعنية، وحشد المساندة المجتمعية لرسالة الجمعية، ووصولاً إلى إبرام عدد من اتفاقيات الشراكة والتعاون مع قطاعات صحية واجتماعية وإعلامية وبحثية وعلمية، الأمر الذي أسهم في ترسيخ قاعدة وطنية للتصدي للزهايمر كقضية أكثر من مرض”. وأضاف: “أثق أنكم تتفقون معي في أننا نعيش في المملكة العربية السعودية بيئة مواتية لكل عمل خيري مخلص يتبنى نهجاً علمياً مؤسسياً، ورؤية ورسالة واضحتين، ولذا فقد كان من الطبيعي أن تجد هذه الجمعية كل ذلك الدعم من قطاعات عديدة، خاصة وهي تتصدى لقضية محورية باتت تمثل هاجساً لكثير من المجتمعات، إلى جانب أنّ الله قيض لهذه الجمعية الفتية من يؤمنون بأهدافها ويساندون توجهاتها، ويتفاعلون مع برامجها، الأمر الذي كان وراء سعينا لتأمين استمرارية خدمات وبرامج الجمعية الخيرية دون الاعتماد على التبرعات كمصدر رئيسي للإيرادات، وذلك من خلال تبني إقامة مشروع وقف خيري باسم وقف الوالدين تحت إشراف لجنة شرعية تضم نخبة من متخصصين في العلوم الشرعية والقانونية، لتضمن تطبيق أحكام الوقف وتوجيه ريعه للبرامج المستحقة، وسنعمل بمشيئة الله لانجاز هذا المشروع في أقرب وقت ممكن بمساندة أخل الخير لتكون إيراداته مصدر دخل ثابت ودائم للجمعية”. وأختتم سموه كلمته قائلاً: “يشرفني في هذه المناسبة الطيبة وبالإنابة عن مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر أن أرفع أسمى آيات الشكر والامتنان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، ولصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، نائب وزير الداخلية الرئيس الفخري للجمعية. كما يسعدني ويشرفني يا صاحب السمو أن أعرب لسموكم الكريم عن خالص الامتنان والعرفان لتفضلكم برعاية هذا اللقاء ولما أوليتمونا من دعم ومساندة”. وقد كان للغرفة التجارية الصناعية كلمة في تلك المناسبة ألقاها نيابة عن رئيس الغرفة احمد الحمدان رئيس مجلس مركز المسؤولية الاجتماعية بالغرفة، رحب فيها بسمو راعي الحفل والحضور مؤكداً أنّ غرفة جدة لها إسهاماتها في مشاركة ودعم الأعمال الخيرية في المملكة، حيث قال: “يسعدنا أن نفتح باب غرفة جدة على مصراعية لاحتضان فعاليات هذا اللقاء الخير من لقاءات الأنشطة والعاليات الاجتماعية التي تحرص الغرفة على إقامتها والخاص بتعريف نهج وأهداف الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر والذي يعقد برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل.. رجل المجتمع وصانع الأعمال التطوعية والخيرية”. وأضاف رئيس مجلس مركز المسؤولية الاجتماعية بالغرفة: “إن هذه الجمعية التي تضاف إلى منظومة الجمعيات الخيرية والاجتماعية في بلدنا ستحقق ان شاء الله بفضل تضافر الجهود وترسيخ الخطى زرع الأمل وإزالة الأوهام في أن مريض الزهايمر لا يحظى باهتمام داخل المجتمعات.. فالمملكة سباقة إلى رعاية كل إنسان يعيش على أرضها.. فنرى الخدمات العلاجية والتأهيلية تسير وفق توجيهات راعي نهضتنا خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله إلى منصات التقدم والتطور”. كما شملت فعاليات اللقاء الذي رعاه وحضره أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل محاضرة علمية بعنوان “ماذا نعرف عن مرض الزهايمر؟” ألقاها كلاً من الدكتور طريف يوسف الأعمى - استشاري أمراض الشيخوخة والذاكرة، والأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز، والدكتور محمد عبدالرحمن باشيخ، استشاري أمراض الشيخوخة والذاكرة بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز. وفي إطار برنامج الشراكة الإستراتيجية الذي تبنته الجمعية بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشرائح المستهدفة والمحتاجة لمساندتها في عدد من مناطق المملكة. تم توقيع اتفاقية تعاون بين الجمعية وجمعية ماجد بن عبدالعزيز للتنمية والخدمات الاجتماعية، وقد وقع عن جمعية ماجد رئيس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، وعن الجمعية وقع سمو الأمير سعود بن خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن رئيس مجلس إدارة الجمعية، وتضمنت الاتفاقية عدداً من البنود في مجال التوعية والتثقيف والتدريب في مجال الزهايمر. وعلى هامش اللقاء كرمت الجمعية كلاً من جريدة عكاظ بوصفها الراعي الإعلامي لمناسبات الجمعية في المنطقة الغربية، كما تم تكريم الغرفة التجارية الصناعية بجدة لاستضافتها اللقاء السابع للجمعية، وقد سلم سمو راعي الحفل وثائق التكريم للمكرمين. كما تشرفت الجمعية بقبول صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لعضويتها الشرفية، وهي عضوية اعتادت الجمعية أن تمنحها للفاعلين في خدمة العمل الخيري في هذا الوطن العزيز، حيث قام سمو رئيس مجلس إدارة الجمعية بتسليم عضوية الجمعية الشرفية لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل اعترافاً من الجمعية بفضله وخيره وعطائه خدمة للعمل الخيري.