أكد الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز على أهمية التأريخ للحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في المملكة العربية السعودية كونه مكمل للمشهد التاريخي السياسي، ويعكس الاستقرار السياسي والرفاه الاجتماعي ويؤرخ للحياة العامة، جاء ذلك في افتتاح معاليه لورشة العمل عن ( توثيق الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في المملكة العربية السعودية) التي عقدتها الدارة في مقرها مؤخراً بمشاركة مجموعة من المختصين من ذوي العلاقة بفكرة المشروع ولهم تجارب في إنجاز أجزاء منه ، وقال السماري أثناء إدارته للنقاش في الورشة: “إن الدارة تتطلع للتصدي لهذا المشروع الضخم والشاق من خلال تعاون الجميع وبالاستعانة بتجربتها السابقة في مشروع توثيق المصادر التاريخية “ . وكان عدد من المختصين والمختصات في التاريخ الاجتماعي والأنثروبولوجيا والفن التشكيلي والأزياء قد شاركوا في الورشة للوصول إلى تمهيد واضح لانطلاق المشروع من خلال بناء قاعدة عمل لعناصره، ووضع تصور دقيق لكيفية تطبيقه الميداني والمكتبي، واتفق المشاركون في الورشة على ضرورة إنشاء هيئة للمشروع تشرف على تنفيذه من مرحلة وضع الخطة وحتى تطبيقها على أرض الواقع ، وتكوين فرق بحثية منفذة، وأهمية حصر التجارب السابقة بلغات مختلفة والإفادة من أسلوبها ونتائجها، ومحاولة كشف العقبات التي واجهتها، وأكد المشاركون على أهمية الالتزام بالفترة الزمنية لكل عصر تاريخي وعدم الخلط بينها كاستخدام أدوات عصر معين لعصر آخر حتى يتجنب المشروع مشكلة الخلط التاريخي، كما نبّه الاجتماع إلى وجود دوائر متداخلة بين الاجتماع والاقتصاد والثقافة، وأيضاً دوائر متشابكة في النسق الواحد ، داعين الجميع للتعاضد لتنفيذ هذا المشروع الوطني المهم والمكمل للتاريخ السياسي منذ نشأة الدولة السعودية، كما توقع عدد من المشاركين أن يكون للمشروع نتاجات علمية توثيقية لجوانب مختلفة . وكان مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز قد أقر هذا المشروع مؤخراً الذي يعد امتداداً لنشاطات سابقة للدارة في توثيق هذا الجانب من التاريخ السعودي منها سلسلة من الإصدارات الموسوعية والكتب والندوات واللقاءات العلمية. وأكد الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز في نهاية الورشة للمشاركين على ضرورة تنظيم ورش عمل تالية ومكملة لاستقصاء جميع الآراء ةالأفكار والتوجهات ، وفتح باب الإسهام العلمي للمختصين والمهتمين لخدمة التاريخ حتى يتسنى قراءة الصورة كاملة ، مؤكداً على ضرورة إيجاد منح دراسية لرسائل الماجستير والدكتوراه في موضوع المشروع تصب في قناة أعماله ومخرجاته.