عاشت العائلات لحظات جميلة أمام شاشة الهولوجرام الإلكترونية أحدث تقنيات العرض المرئي في العالم، التي أدخلتها أمانة منطقة الرياض لأول مرة ضمن فعاليات مهرجان “ربيع الرياض” لهذا العام، لإضفاء البهجة على الزائرين، في خطوة وصفت بأنها الأولى على مستوى مهرجانات المملكة، حيث تعمل هذه التقنية على إعادة تكوين صورة الأجسام بأبعادها الثلاثة باستخدام أشعة الليزر، لتظهر الأشخاص الذين يبعدون عدّة أميال وكأنهم واقعاً مجسداً أمام المشاهد. وتم استخدام هذه التقنية لأول مرة في المملكة، أثناء الزيارة التفقدية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله) لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ عام 2008م، حيث شاهد (أيده الله) الحوار الذي تم بين أحد موظفي المدينة وأحد الأطفال، عن طريق تقنية شاشة الهولوجرام ثلاثية الأبعاد، مستعينة بشبكة الألياف البصرية، بالرغم أن بينهما مسافة كبيرة في المكان. وجعلت هذه اللفتة الجميلة من أمانة الرياض، مقاعد المسرح المعدّ لمشاهدة عروض الهولوجرام البالغ عددها 400 مقعد تقتض بمرتاديها من النساء والأطفال، والأباء والشباب “كل على حدة”، إضافة إلى أعداد أخرى وقفت بجوار المسرح شاخصة أبصارها جميعاً في العروض الترفيهية والتثقيفية التي تقدمها الشاشة مصحوبة بمؤثرات صوتية متنوعة تمزج الخيال بالواقع، وفق منظومة حاسوبيّة عُدّت بأنها الأولى من نوعها في المنطقة العربية التي تسمح بعمل العروض المرئية برؤية ثلاثية الأبعاد دون الحاجة لشاشة تلفزيونية أو نظارة ثلاثية الأبعاد. وقال مدير مهرجان ربيع الرياض المهندس إبراهيم الهويمل، إن الأمانة وفرت هذه التقنية خلال هذا المهرجان إنطلاقاً من حرصها الدائم في كل عام على إستحداث كل جديد في مثل هذه المهرجانات الوطنية، وذلك لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الحضور العائلي سواء من المواطنين أو المقيمين أثناء الاجازات الرسميّة ، للاستمتاع جميعاً بالنشاطات التي يزخر بها مهرجان ربيع الرياض، وسط أجواء عائلية جميلة تحفها المحبة والسعادة. وأشار في حديثه لوكالة الأنباء السعودية إلى أنه بإمكان هذه التقنية الألمانية، عرض أكثر من أربعة أفلام ممنتجه في وقت واحد، إضافة إلى القيام بالتصوير المباشر من مقرّ العرض، كما تتميز بأنها تُمكن المشاهد من رؤية الفيلم دون أن يرى شاشه الهولوجرام التي تعرضه على مساحة تقدّر ب 8 أمتار في العرض وثلاثة أمتار في الطول، في حين وصف هذه التقنية بالأفضل عالمياً على مستوى شاشات العرض المرئية الموجودة حالياً، كون صورتها تحاكي الواقع وأقرب ما تكون إليه من أي شاشاة عرض أخرى، ويمكن استخدامها في الجامعات والمراكز البحثية كبديل للدوائر التلفزيونية المغلقة، علاوة على عروض المهرجانات, وصناعة الأفلام والبرامج التلفزيونيه. وأكد المهندس الهويمل أن كل فرد من أفراد الأسرة وجد في مهرجان ربيع الرياض مايلبي رغبته، فمن برامج ترفيهية، وتثقيفية، إلى برامج توعوية، وتعليمية، ناهيك عن مناظر المسطحات الخضراء، وأحواض الورود الحولية والعطرية، والعروض المسرحية المختلفة، ومحلات بيع الزهور، وركن الترفيه. ولم تكن شاشة الهولوجرام، الوحيدة في مكان مسرح مهرجان ربيع الرياض، بل صاحبها في ذلك عروض حية لمجسمات كارتنوية عشقها الاطفال كثيراً في شاشة التلفاز، إلى جانب عروض مرئية عبر “شاشة نقطية” مماثلة تختلف في أسلوب عرضها عن التقنية الهولوجرامية، إذ تقل عنها في مساحة شاشة العرض، وتتميز بأنها تظهر الألوان المختلفة للصورة بدرجة عالية من الوضوح، دون أن تتأثر بالعوامل الخارجية كدرجة الحرارة، أو الغبار، أو الأمطار. الجدير ذكره، أن تاريخ تقنية العرض الهولوجرامي تعود إلى عام 1947م، عندما تم التوصل للتصوير المجسم من قبل العالم دينيس جابور، حيث حاول تحسين قوة التكبير في الميكروسكوب الإلكتروني، إلا أن موارد الضوء في ذلك الوقت أخرت ظهور التصوير المجسم إلى وقت بروز الليزر عام 1960م، بينما نجح العالمين جيوريس اوبتنيكس، وايميت ليث، من جامعة ميتشجان الأمريكية عام 1963م في عرض صور مجسمة بوضوح وعمق واقعي، لتتوالى السنين بعدها فيتمكن العالم لويد كروز، عام 1972م من صناعة أول هولوجرام يجمع بين الصور المجسمة ثلاثية الأبعاد والسينماجرافي ذات البعدين. وتعتمد هذه التقنية في عملها على المعرف الرقمي للحاسوب، المعروف بإسم (بروتوكول الإنترنت IP ) حيث يُسهم في نقل المحادثة التلفزيونية بين الطرفين، كما يستلزم عملها وجود شبكات ذكية وعالية السرعة، وتملك السعة الكافية لنقل مثل البيانات وترميزها بطرق معقدة لضمان جودة الصورة اثناء النقل المرئي، وقد استخدمتها مؤخراً إحدى القنوات الإخبارية الأمريكية في نشراتها الإخبارية، حيث يحاور المذيع أحد الضيوف وهو في ولاية أخرى، بينما يظهر الضيف أمام المشاهدين بكامل جسمه ويتحدث مع المذيع وكأنه أمامه.