قررت حكومة السودان تجميد كافة أوجه الحوار والتفاوض مع دولة جنوب السودان, وأعلنت تعليق زيارة الرئيس عمر البشير لجوبا عاصمة الجنوب المقررة في 30 مارس الجاري “إلى حين انجلاء الموقف العسكري عقب هجوم شنته قوات الجبهة الثورية المتمردة في جنوب كردفان -بدعم من جيش الجنوب- على منطقة هجليج النفطية”. ورهنت الخرطوم العودة لطاولة التفاوض باتخاذ جوبا مواقف وترتيبات واضحة لتأمين حدود البلدين وتصفية فرقتي الجيش الشعبي التاسعة والعاشرة العاملة بالشمال والكف عن إيواء التمرد، معتبرة أن الجيش الشعبي والجبهة الثورية وجهان لعملة واحدة. وقال الحاج آدم يوسف -نائب رئيس الجمهورية، في حوار نقله التلفزيون السوداني- “لن نتحدث عن تفاوض أو مرحلة جديدة وقواتنا المسلحة في الميدان وإن أي هجوم على القوات المسلحة ينسف أي حديث عن التفاوض”. واستبعد آدم وقوف حركة العدل والمساواة خلف الهجوم، نافيا أي وجود عسكري للحركة بإقليم كردفان. واتهم الجيش الشعبي المنتمي لدولة الجنوب بمباشرة الهجوم على هجليج بإيعاز من جوبا “المدفوعة من قبل دوائر غربية معادية على رأسها إسرائيل لإسقاط نظام الخرطوم وتعزيز ادعاءاتها بأيلولة المنطقة للجنوب بجانب العمل على حرمان الخرطوم من موردها الإستراتيجي -النفط- أسوة بما يحدث لها”. وكشف آدم عن مخطط سابق قادته جوبا إبان المفاوضات الأخيرة لتمكين الجبهة الثورية المتمردة من السيطرة على مناطق بالشمال. وكان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية الصوارمي خالد سعد أعلن عن وقوع اشتباكات محدودة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان على الحدود بين الدولتين بولاية جنوب كردفان صباح أمس الاول. وقال في بيان صحفي إن “مجموعة من متمردي خليل إبراهيم استغلت هذا الاشتباك وتسللت إلى منطقة هجليج حيث استهدفت موقعاً للقوات المسلحة خارج حقل البترول وتصدت لهم القوات المسلحة التي ما زالت تتعامل مع بقايا فلولهم”.