الحياة متعاقبة ومستمرة ومترابطة وبنو البشر القدماء من الأجيال التى رحلت وغادرت هذه الدنيا الزائلة والفانية وتوارت وصارت رميماً كان جل امرها اذا ما فنيت بأجسادها وباتت مستترة في العالم الآخر الباقي والدائم الثرمدي والابدي ان تذكر وتظل اسماؤها تتكرر ولا تنقطع ويكون لها الوريث من الأبناء والأحفاد والذرية من نسلها يخلفونهم على الأرض يعمرونها يتزوجون ويتوالدون ويعبدون خالقهم ورازقهم ومولاهم الذى بيديه سبحانه وتعالى علا شأنه أراد وأمر وقرر فخضع الكون وما عليه له أقوام سبقت ولحقتها أمم متوالية من أجل ان يتناسل ويتكاثر بنو آدم عليه السلام , تبني وتشيد وتنتج وتستعمر الارض , فالعصور والسنين تقضي تاركة رسالتها لخلفائها البشر يؤدونها ويحققونها ويحافظون عليها بالتزاوج والتراحم والمصاهرة. انها شريعة رب الكون لعباده , الجدود تزوجوا الجدات وانجبوا الاباء والامهات الذين كان لهم الفضل بارادة الله العظيم لنولد ونخلق ونواصل لتكملة الرسالة الانسانية النبيلة والسامية , تأهلنا وكان لنا صبيان وصبايا , ذكوراً واناثاً افرحونا وازدانت بهم حياتنا وملأوها علينا سعادة وابتهاجاً , ملكوا قلوبنا ان تبسموا ابتسمنا معهم وإن ابتعدوا عن أعيننا بكت وفاض دمعها حزنا وألما لفراقهم , نشتاق اليهم فى كل لحظة نريدهم قربنا تحضنهم اضلعنا وتحنو وتلف اذرعتنا حولهم فهم ثروتنا ورؤوس أموالنا الموهبة والمعطاة لنا من الله الجواد الكريم. اذا سعدوا كانت سعادتنا ، ونخاف ونرجف اضطرابا وقلقاً ونتحير لو تعرضوا لسوء او كدر لا قدر الله انهم فى شراييننا نبضها ولمشاعرنا احساسها ومشاعرها , نعمل وندخر لأجلهم وتتحقق أحلامنا وآمالنا يوم يغدون يتهيأون للعرس فلا تسعنا الدنيا بكل ما فيها من سرور فنحتفل بهم كما فرح اباؤنا بنا كم هى غاية ومنى ( ابنى عريس ) الاهل والدار يستعدون لهذه المناسبة المتمناة والمنتظرة. اعداد وتجهيز لعقد القران ( الاملاك ) ومايتطلبه المهر وحجز قاعة المناسبات وخطوة البداية بتزيين منزل الاسرة بعقود الانارة والأثاث الجديد والأنيق والديكورات الملائمة التى تليق بالمدعوين, ويراعى اختيار موعد الاملاك وتحديده وأهمية حضور المنشد ( الجسيس ) وفرقته الشعبية متوشحين بذيهم التقليدى والتراثى ليشدوا بعذب القصيد والمديح والترحيب بالعروسين وعوائلهم والمعازيم الكرام، انها عادات وتقاليد بطعم ذي حلاوة لا توصف لكثرة شجونها ونشوتها, ومن ثم تأثيث منزل الزوجية الذهبى بناء على ذوق ورغبة العروسين, يليه حفل الزفاف, ما أروعه وأجمله الوالدان الحنونان رغبتهما وفكرهما بذل الغالي والنفيس وتسخير الثروة المدخرة للعريس يتم صرفها لخاطره وفداء لمسرته انه المدلل والحبيب والمعرس نجم العرس وقمر العائلة المطل والمنير للياليها ومحييها بالسهر والاهازيج والغناء والرقص على دق الطبل والمزمار ولحظات الوناسة التى تبقى ومحال نسيانها.