قال لي أحد الحجاج الاندونيسيين اتصلت برقم اعطاني إياه أحد العاملين بمكتب حجاج مؤسسة جنوب شرق آسيا في مسألة تخص زوجتي قبل الطلوع إلى المشاعر المقدسة وأنا في مكةالمكرمة ، فردت علي احدى الاخوات بلغة الملايو واهتمت بأمري جداً وتابعت مسألتي حتى النهاية. قلت له هذا برنامج التواصل الالكتروني مع ضيوف بيت الله الحرام الذي نفذته المؤسسة للتعرف على متطلبات وحاجات ورغبات ضيوف بيت الله الحرام والاجابة على تساؤلاتهم وتوجيههم وايضاً يشمل رسائل الSMS لضيوف بيت الله الحرام قبل عبارات الترحيب ، عبارات التوعية خلال اقامة الحجاج في مكة والمشاعر المقدسة ، وقد اعجبت أكثر عندما عرفت ان هذا العمل كان من القسم النسائي بالمؤسسة الذي يتكون من مطوفات يحملن أعلى الدرجات العلمية ويفهمن لغة الحجاج أمثال المطوفة الدكتورة وفاء مندر ، والمطوفة الأستاذة امنة زواوي ، والمطوفة الاستاذة شادية جنبي والاستاذة امال مندورة ، واسماء عديدة لا يحضرني ذكرها الآن. وكنت أود أن برنامج التواصل الالكتروني يشمل على الاهتمام بالحالة الصحية لمرضى الحجاج في مكاتب الخدمة وعرض جدول التفويج لرمي الجمرات عن طريق الرسائل التوعوية ، وربط التواصل الالكتروني مع قسم التائهين والكشافة في المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة ، وتعريف العاملين في مجموعات الخدمة الميدانية بآلية إدارة الحشود البشرية في المسارات المخصصة للحجاج والرابطة بين المخيمات والمحطات ، لتعم الفائدة أكثر وتصبح أكثر شمولية ونفعاً. ونظراً لأن مجلس الإدارة الحالي لمؤسسة جنوب شرق آسيا يحوي مجموعة من الشباب النشيط والمؤهل علمياً أود أن أطرح عليهم بعض الأفكار لتنفيذها بعد دراستها ، ومن هذه الأفكار اقامة لقاءات دورية في هذه الفترة بينهم وبين المساهمين وأبنائهم خاصة وان من بينهم من يحمل مؤهلات عالية في أغلب التخصصات المختلفة حول تطوير الخدمات المختلفة المقدمة لضيوف بيت الله الحرام وتحقيق ما يمكن تحقيقه ، لأن في الوقت متسع قبل موسم الحج القادم ، وايضاً قياس درجة جودة العمل خلال موسم الحج السابق ، ودراسة المواقف الطارئة والمفاجئة التي حصلت في الموسم السابق ووضع الحلول المناسبة لها ، كذلك دراسة تنوع متطلبات الحجاج في موسم الحج السابق من خلال اختلاف مستوياتهم ، لان الزمن يتطور وتستجد معه متطلبات جديدة كذلك عمل لقاء مع العاملين في مكاتب الخدمة الميدانية والأعضاء لمن حصل على تقدير ممتاز وجيد جداً في الموسم السابق ومعرفة الأمور التي أدت لحصولهم على هذه الدرجة ومن ثم ادخالها في البرامج القادمة وتطويرها ، كذلك عمل لقاءات مع مكاتب الخدمة الميدانية والأعضاء الحاصلين على تقدير مقبول وضعيف ، ومعرفة الأمور التي أدت لحصولهم على هذا التقرير ومن ثم معرفتها ودراستها وتجنبها في موسم الحج القادم بإذن الله ، كما لا يفوتني تذكير مجلس الإدارة بعمل دورات تدريبية وورش عمل لتدريب العاملين من المؤسسة مع الجهات المشغلة لقطارات المشاعر المقدسة والتي تقف شاهداً على اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين أعزها الله لضيوف بيت الله الحرام. كذلك مشروع بناء منشآت الجمرات يحتاج لوحده لدورات تدريبية للعاملين في مجال خدمة الحجاج كي يمكن الاستفادة الكاملة من امكاناته فهو مشروع عملاق لا يمكن أن تتركة يعمل بنفسه بدون معرفة فوائده الهائلة جداً ، لأن له مداخل عديدة ومخارج عديدة ، وادوار عديدة ، وأنظمة تبريد وأنظمة تشغيل في حالة الطوارئ المفاجئة .. الخ. كذلك على مكاتب الخدمة الميدانية التي حصدت شهادة (الايزو) لابد من عدم الاكتفاء بتعليق الشهادة في برواز ذهبي فخم في مكان بارز ولكن المطلوب هو تفعيل هذا العمل على أرض الواقع ويترجم بأعمال يشعر بها ضيوف بيت الله الحرام أولاً وأخيراً ثم يتم دراستها سوياً في الاجتماعات العامة مع المساهمين وأبنائهم. كذلك لابد من الاهتمام الزائد باعطاء ضيوف بيت الله الحرام فكرة عن الأمن الشامل الذي تعيشه بلادنا وذلك بعقد دورات للعاملين في الحج والملتصقين بالحجاج حتى يعرفوا وينقلوا ذلك لضيوف بيت الله الحرام بما تميزت به بلادنا من الاستقرار والأمن والأمان بفضل من الله عز وجل ثم القيادة الحكيمة في هذا البلد الكريم. ونذكر الجميع بقول سيد الخلق أجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة). وأيضاً قال سيد الأولين والآخرين رسول الله صلى الله عليه وسلم (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله) (رواه الترمذي) ، اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يديم علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان والاستقرار انه سميع مجيب الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.