تذكرت عندما كنا في جامعة الرياض زملاء متحابين في كلية العلوم بالملز وكنا مجموعة نسكن سويا بجانب الكلية في كل غرفة اثنان وكان مدير الجامعة الدكتور عبدالعزيز الخويطر وعميد كلية العلوم الدكتور محمد عبده يماني رحمه الله والدكتور عبدالعزيز خوجة كان معيداً ويدرسنا العملي في المعمل وكنا مجموعة من الزملاء اذكر الدكتور محمد أحمد آشي والدكتور سمير غنيم والدكتور عبدالفتاح ناظر رحمه الله والدكتور عبدالكريم كابلي والسفير حسن ناظر والاستاذ محمود اشي والدكتور يوسف مغربي والدكتور فاروق عبدالستار والاستاذ عادل حكيم والكابتن عدنان سمباوه والاستاذ كمال قطان والأستاذ فاروق خوجة والدكتور عبدالعزيز رادين والاستاذ عبدالقدوس والأستاذ مامون زواوي والعميد علي دخان وكانت يومها المكافأة ثلاثمائة ريال نسكن ونتغدى ونغسل ونتنقل وكنا نوفر منها ثلاثين أو عشرين ريالاً وكان الشيخ صالح كامل يطبع لنا المذكرات في أول الأمر على حسابه ثم عبدالرزاق جندي رحمه الله مرت بذاكرتي هذه الأمور وتذكرت تلك الأيام الجميلة في جامعة الرياض وكيف كنا ننظر بعين الاحترام للدكتور محمد عبده يماني بحكم انه كان يحمل درجة الدكتوراه والدكتور عبدالعزيز خوجة المعيد الخلوق الذي كان يتقبل جميل الاسئلة بابتسامته المعروفة وكلامه الطيب وكنا ندخل على الدكتور محمد عبده يماني في مكتبه المفتوح دائماً في الكلية ونسأله ونطلبه ونحن بلباس المعمل وفي أحد الأيام فوجئنا بوجود لمبة حمراء على باب غرفة مكتب العميد ولم نكن نعرف ونحن طلاب ماذا تعني هذه اللمبة الحمراء المضاءة والباب مقفول فسألنا المعيد الخلوق الدكتور عبدالعزيز خوجة ماذا تعني هذه اللمبة قال: يعني أن الدكتور محمد عبده يماني لديه اجتماع مع هيئة التدريس وعندما تطفأ هذه اللمبة يعني انتهى الاجتماع ويفتح الباب لنا نحن الطلاب للسؤال والاستفسار ولم تكن هناك فوارق علمية لان الدكتور محمد عبده يماني كان يتحدث معنا وكأننا أبناؤه ، والدكتور عبدالعزيز خوجة ينهج نفس المنهج حتى انهم كانوا يرافقوننا في خرجات الجوالة في الجامعة ويجلسون معنا ويتناولون الساندوتشات والألعاب المختلفة في خرجات الجامعة إلى الخرج والدرعية وطريق الحجاز والدوادمي ، والمناطق القريبة من مدينة الرياض ، وحديث الذكريات محبب إلى النفس فالإنسان بطبيعته يحن إلى الذكريات وخاصة ذكريات الطفولة والبيت وذكريات الزمالة والصداقة في المدرسة والجامعة والعمل ، وكما قال الشاعر أحمد رامي: ذكريات عبرت أفق خيالي بارقا يلمع في جنح الليالي نبهت قلبي من غفوته وجلت لي ستر ايامي الخوالي ذكريات داعبت فكري وظني لست أدري أيها أقرب مني كيف أنسى ذكرياتي وهي في قلبي حنين كيف انسى ذكرياتي وهي في سمعي رنين اسأل الله رب العزة والجلال أن يديم علينا نعمة الصحة والعفو والعافية واسأله تعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار انه سميع مجيب الدعاء وصلى الله على سيد الخلق أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.