لم يخرج الصومال بعد من دائرة خطر المجاعة رغم التحسن النسبي في تقهقر الجفاف وتباشير موسم زراعي أفضل ، لكن تبقى احتمالات العودة إلى المربع الأول قائمة في أي لحظة ..القلق الأممي بشأن المجاعة إنذار مبكر لأصحاب الضمائر الحية للمسارعة بتقديم يد المساعدة والعون والاغاثة لهذا الشعب المنكوب الذي ابتلي (بالجماعات المتطرفة) امراء الحرب المعارضة للنظام ، والقراصنة وأعمال السطو المسلح والخطف. هناك أكثر من 230 الف طفل في الصومال يعانون من نقص حاد في التغذية ، وثمة من يموت نحو 5 أطفال في اليوم بسبب سوء التغذية ونقص العلاج ، فجوة الأزمة الغذائية كبيرة في هذا البلد الذي أودى القتال والمجاعة والمرض بحياة زهاء مليون شخص منذ انهيار الحكومة عام 1991م. المعارك الطاحنة بين الحكومة والجماعات المسلحة يدفع ثمنها الضحايا من المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يدور من صراع وتطاحن على كرسي السلطة، آلاف النازحين الذين شُردوا من قراهم ومزارعهم رغماً عنهم ، يعيشون أوضاعاً مأساوية للغاية في معسكرات اللاجئين ، ومراكز الايواء. منع الجماعات المسلحة التي تسيطر على بعض أجزاء من الصومال ، من إغاثة المشردين وتقديم الغوث الانساني لهم بحجة أن هذه المنظمات العالمية (تنصِّر) الناس مقابل منح الغذاء والدواء، وأنها تتجسس على البلد وتجمع معلومات سرية واستخباراتية لصالح القوى الغربية، حجة خائبة لا تنهض على ساقين، إن مثل هذا الحصار على المحاصرين أصلاً في سجن كبير، جريمة ضد الانسانية للتسبب في الموت بالقطارة، فلا هؤلاء أمنوا لقمة العيش للمشردين ، ولا تركوا المنظمات الاغاثية لإطعام الأطفال والمهجرين! هذا المنطق الأعوج تتذرع به بكل أسف عدد كبير من حكومات القرن الأفريقي التي تضربها المجاعات وتتغشاها ويلات الجفاف ..بئس هذا السلوك المشين الذي يمارس النفاق السياسي والدجل (اللاأخلاقي) والوصولية الانتهازية خوفاً على (الكرسي) ولو على حساب أرواح الأطفال الجوعى.