التهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة والتي ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من صبح اليوم الخميس تعتبر إنجازاً كبيراً بين طرفين متباعدين كل البعد وكانا حتى وقت قريب يرفضان أي خطوة للتفاهم.. وأهمية هذا الاتفاق هي في أنه يشكل مخرجاً لحوالي المليون ونصف المليون فلسطيني عانوا صنوفاً من ألوان العذاب الذي تنوع من حصار إلى تجويع إلى قصف بكافة أنواع الأسلحة الإسرائيلية كان ضحاياه أولئك الأبرياء من النساء والأطفال الذين تساقطوا في مشاهد مروعة أثارت الضمير العالمي الإنساني، أمام تلك المخاطر الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة يمكن وصف اتفاق التهدئة بأنه نافذة أمل جديدة يمكن أن تعيد الحياة الطبيعية إلى هذا القطاع المحروم. والمهم بعد هذا الاتفاق التاريخي الالتزام التام ببنوده فعلى الفلسطينيين إقناع كافة الفصائل وحتى تلك التي لم توقع باحترام الاتفاق وعدم انتهاكه حتى لاتعطى تلك الفصائل ذريعة لإسرائيل بانتهاكه وهي التي تتربص فعلاً لانتهاكه بأي ذريعة كانت لأن من طبع إسرائيل الغدر بالعهود والمواثيق، وعلى كل فإن ترحيب المسؤولين الكبار في إسرائيل بهذه الهدنة يشكل بادرة طيبة وإن كان الاتفاق نفسه تعيبه أشياء كثيرة إلا أنه يمكن أن يشكل بداية لانفراج أكبر يمكن من رفع الحصار الاقتصادي عن الشعب الفلسطيني في غزة بصورة كاملة ونأمل أن تستكمل الخطوات لفتح معبر رفح الذي أجّل إلى الأسبوع القادم حتى يكون أهالي قطاع غزة قد خرجوا من قمقم العزلة المقيت. وهذا الاتفاق بين حماس وإسرائيل نأمل أن يكون دافعاً كذلك إلى الوفاق والاتفاق بين الفلسطينيين أنفسهم.. فما هو ذلك المانع الذي يحول دون الوحدة الفلسطينية طالما أن الحوار والاتفاق يمكن أن يتم بين أشد الخصوم عداوة؟. وإذا كان الاتفاق بين حماس وإسرائيل قد تم برعاية مصرية فيمكن لرعاية عربية تشارك فيها المملكة ومصر أن تنقذ الوضع الفلسطيني المنقسم باتفاق جديد يضمن وحدة الشعب الفلسطيني ويمكن الفلسطينيين من تجاوز التحديات الراهنة الماثلة أمامهم.