بكل الوضوح والصدق جاء رد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على فخامة الرئيس الروسي الذي ابدى وجهة نظر الحكومة الروسية تجاه ما يجرى في سوريا. فكان رد المليك المفدى مجسداً للموقف المبدئي الذي عبرت عنه أكثر من مرة تجاه الاحداث في سوريا حيث قال خادم الحرمين الشريفين في عبارات غاية في الوضوح ولا تحتمل اي تأويل خلاف ما تحمله من معنى (المملكة العربية السعودية لا يمكن اطلاقاً ان تتخلى عن موقفها الديني والأخلاقي تجاه الأحداث الجارية في سوريا) هذا هو الموقف الذي كان المليك المفدى أول من نبه الى خطورته في رسالته الواضحة التي ابلغها من قبل للقيادة السورية ان تتوخى الحكمة وضبط النفس في التعامل مع شعبها.. وان تتجاوب مع ما يطالب به من اصلاحات ومطالب.. وتواصلت المملكة من خلال النصائح التي لم تتوقف ولكن القيادة السورية تعاملت بأذن صماء مع كل تلك النداءات حتى تطورت الأمور الى ما نشاهده من عمليات قتل يومياً تتجاوز الاحتمال ومن الصعب السكوت عليها ولذلك اضطرت الدول العربية ان تطرق باب مجلس الأمن ليقوم بدوره ولكن بكل أسف كانت روسيا هي من أحبطت ذلك التحرك.. ولذلك جاء عتاب خادم الحرمين الشريفين أيضاً واضحاً في قوله «كان من الاولى من الاصدقاء الروس ان يقوموا بتنسيق روسي عربي قبل استعمال روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن». كان ذلك وقت التنسيق اما الآن كما اكد على ذلك المليك المفدى «فإن أي حوار حول ما يجرى لا يجدي».