فضيلة نزيل المدينةالمنورة الشيخ أحمد عبدالجواد راعي الدعاء المستجاب - رحمه الله - كان إذا جاء مكة ينزل بمكتبة الاوقاف يقضي سحابة نهاره بين الكتب وبعد صلاة العشاء يرتفقه مدير المكتبة الشيخ عبدالمالك الطرابلسي رحمهما الله يتذاكران شيئاً من القرآن العظيم والاحاديث الشريفة - وهكذا كانا يقضين أوقاتهما المباركة في الطواف بالكعبة المعظمة .. في مثل هذا الشهر ربيع الأول ولد الحبيب سيد الأولين والآخرين المبعوث رحمة للعاملين ، وأول ما نزل عليه (اقرأ) بغار حراء حيث كان يتعبد الله وتأتيه زوجته المباركة السيدة خديجة بنت خويلد بالطعام والشراب تطمئنُّ عليه وتعود إلى الشعب ، انه مشوار كبير ولكنه الايمان ، إن مولده صلوات ربي وسلامه عليه أحدث انقلاباَ عظيماً في تاريخ البشرية ، بلَّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة ، وبعد رحلته إلى الطائف وما حصل عليه من سفهاء العبيد والصبية ورجوعه إلى مكةالمكرمة ، أتاه ملك الجبال يسأله ان كان يرغب في تضييق الجبال عليهم - فكاد ردَّه (لا: لعل الله يخرج من أصلابهم من يذكر الله) فاكرمه مولاه بتلك الرحلة الأرضية السماوية (الاسراء والمعراج) والآيات الكريمات بسورة النجم تنطق بما حصل له من الكرامات وفرض الصلوات خمسٌ في العدد خمسون في الأجر .. ولما ضاق به الأمر من ايذاء المشركين الذين قرروا قتله - قاتلهم الله ووقفوا على باب داره بسلاحهم - ونام ابن العم سيدنا علي بن أبي طالب على فراشه وبذلك هو أول فدائي في الإسلام ، وسلّط الله عليهم النوم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وحث التراب على رؤوسهم - وسار إلى دار سيدنا أبي بكر الصديق ليعلمه بان الله أذن له بالهجرة إلى المدينة - فقال أبو بكر - الرفقة يارسول الله فسارا ?إلى غار ثور واختبآ فيه - ووصل المشركون إلى الغار - وقال بعضهم ان أثر الاقدام انقطع فإما ان ربه رفعه إليه أو إن الأرض ابتلعته - وقال بعضهم (قد يكون دخل بهذا الغار - فيرد بعضهم على بعض - هذا غار قديم والعنكبوت والحمام مخيم عليه من قديم) ورجعوا خائبين خاسرين - وقصة غار حراء وغار ثور معلومة ، وكذلك قصة أم معبد والشاة التعبانة واستئذان الرسول في حلبها ومسَّ الضرع فدَّر الحليب وشربوا وشربت وملأ بالحليب قِدرها وبالمدينة وقفت الناقة حيث أمرها الله ونزلوا .. وأول ما بدأ به بناء المسجد وتسقيفه بالجريد والمعجزات التي حصلت أكثر من أن تحصر ، وقوبل من أهل المدينة خير استقبال (إنه يوم يتيه على الزمان ... صباحه ومساؤه بمحمد وضاء) - وأنشد بنات بني النجار تلك الابيات الخالدة : (طلع البدر علينا .. من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا .. ما دعا لله داع أيها المبعوث فينا .. جئت بالأمر المطاع جئت شرفت المدينة .. مرحبا يا خير داع) وهكذا كان.