الزواج سنة خلقها الله تعالى بين خلقه ولكن هذه السنة لها اصول وأهداف ومبادىء ولكن إيقاع الحياة السريع وتطورها، قرع أبواب الزواج السريع والمؤلم ، وفقد أساليب معروفة وواضحة والتي كانت عبر الأقارب أو تعارف الأسر فيما بينها كالجيران أو عن طريق الزمالة والصداقة في المدارس والجامعات ومناطق العمل في بعض الدول .الى جانب الخاطبة باماكن اخرى أو الزواج المبني على معرفة مسبقة بين الطرفين، هذا ماكان سابقا متداول ومعتمد، ولكن وفي الآونة الأخيرة ظهرت طرق ووسائل أخرى عصرية الطابع والصبغة، أبرزها إعلانات الزواج التي تملأ وسائل الاعلام وتلك التي اكتسحت الإنترنت بعد ظهورها كوسيلة للاتصال والتواصل، حتى باتت هذه الطريقة أكثر رواجا وانتشارا، منها الفيس بوك وتويتر وبعض المنتديات التي تفاجىء روادها باعلانات عن الز واج بانواعه المختلفة والمناسبة للمحتاجين من فئة الانترنت وأيضا لا ننسى كاميرا الإنترنت هذه الآلة المولودة من الثورة التكنولوجية وعصر العولمة، والتي يمكن اعتبارها بمثابة بديلة عن الخطابة، هل هي الوسيلة الأفضل للشباب الباحثين عن الزواج، بعد أن أعياهم البحث؟ أم عن طريق التعارف وتكوين العلاقات التي تندرج تحت مسمى (علاقة بريئة) قصدها الخير في الأخير من خلال بعض المواقع الحديثة التاريخ والجديدة على مجتمعنا.كما أن عالم الاتصال عبر الإنترنت عالم مذهل فمجرد فكرة التقاء واحد بمن أحب عبر مسافات بعيدة تصيبه صدمة لا لشيء، فقط لأنه اتصل بلا حواجز بل من منزله مباشرة دون رتوش فهو ليس مضطرا للتصنع في الكلام أو المشي أو التصرف يتحدث مع من يريد بعفوية وبساطة، وإذا أعجبه حديثه استمر بالكلام معه وإذا لم يرق له بحث عن غيرها، فالمسألة تحتوي على متعة كوني أصبحت صاحب القرار، في حين الاتصال المباشر سواء عن طريق الخاطبة أو الأهل أو الأصدقاء يكون القرار عادة صعباً وخاصة للبنت فإذا أعجبته يطلب يد ها وإذا لم تعجبه يمتعض ويبحث عن غيرها كما ان هناك شباباً متلونين وهناك من يتحدث عن نجاح بعض الزيجات ويصفها بأنها سعيدة بتوافق التفكير والثقافة ولا يهم الشكل وبعض التنازلات ولكن هناك من ترفض مثل هذا النوع من التعارف، لأن الكثير من الشباب يملكون القدرة على التلون والتنكر والتمثيل بصورة ملائكة وتفكير شيطاني خبيث ويخدعون الفتيات ولا تستطيع الفتاة اكتشافهم حتى لو التقت بهم مباشرة ووجها لوجه فكيف عبر جهاز الكمبيوتر. وهناك من مع الرأي السابق بل يستنكر اعتبار الإنترنت وسيلة للتعارف، وبرأيه أن الكمبيوتر صنع لخدمة العلم والثقافة وليس للزواج وقال: علينا ألا ننسى الخصوصية التي تتمتع بها بلادنا وللأسف بعض الشباب يستخدمونه دون أي رادع أو مسؤولية بهدف الوصول إلى غرض معين. وهناك حرية الرأي بمن يقوم بالدراسة خارج بلده او من يعمل بالخارج يروا أن موضوع الزواج عبر الانترنت هناك شيء طبيعي، بل بالعكس هناك تنافس شديد فيما بين المواقع المتخصصة في مجال التوفيق بين رأسين. ويضيفوا بان ما الذي يمنع من أن نستفيد من هذه الوسيلة طالما تقدم لنا أسباب التعارف وتبادل المعلومات عن الطرف الآخر، الكل يفتح بساطه بلا خوف أو تردد ولكل واحد منهما حرية الرأي، يقبل، يرفض، أليس أفضل من دور الخاطبة فيشعر الاثنان أنهما سلعة تباع وتشترى. ولكن هناك من يرفض أن يكون الإنترنت وسيلة للزواج لكنه يؤيده كوسيلة للتعارف وتبادل الأفكار والنصائح ويقول لا بأس بالصداقة والتعارف عن طريق شاشة الكمبيوتر أو الإنترنت بالجوال؛ لكن لا يمكن اتخاذها وسيلة للزواج وتكوين أسرة وفق حياتنا الاجتماعية الشرقية كما ان الإنترنت يفتقد إلى الحس الإنساني وحميمية الحوار المباشر، فلا أرى فتاة أحلامي من لحم ودم ولا أرى سوى وجهها وأسمع صوتها وقد تخدع هذه الوسيلة الكثيرين. وهناك من يتفق مع الرأي السابق وير ى بأن جهاز الإنترنت خادع، وقد يخدع الشباب، خاصة أن التعامل معه حديث، إضافة إلى مسألة الصدق في التبادل الودي بين الطرفين، وماذا لو كانا لا يحملان النية السليمة، ولكن في المقابل ليست كل المواقع كاذبة ومخادعة، ولكن على حد علمنا ليس هناك رقيب أو حسيب على هذه المواقع. واخيرا لا يتفق عليه الا من يعيشون خارج بلادهم .