يأتي الحجاج الماليزيون من بلادهم في كل سنة لاداء فريضة الحج وقد سبق توعيتهم وتدريبهم من بلادهم وفي ماليزيا يوجد في مدينة كوالالمبور مؤسسة تعنى بكل من اراد الذهاب لفريضة الحج حيث يذهب اليهم في المكان المسمى (تابون حجي) وفي هذا المكان يسجل الراغب في الحج اسمه وعنوانه ويدفع ما يستطيع من المبالغ المالية ثم يذهب الى منزله وتقوم مؤسسة تابون حجي بتوظيف المبالغ التي دفعها واستثمارها حتى يصل المبلغ الى المستوى الذي يمكنه من اداء فريضة الحج ودفع مصاريف جميع ما يلزم لاداء الفريضة، ثم يبعث لهذا الشخص لاخباره بان موعد حجه سوف يكون في هذا العام مثلا فيحضر الشخص والمجموعة التي معه من رجال ونساء ويصرف لهم ملابس احرام وتبدأ عملية التوعية والتدريب وتكون كالتالي: المحاضرات التوعوية في شؤون الحج ثم يأخذونهم الى مكان التدريب على كيفية التجمع لركوب الطائرة وما هي الاشياء التي يأخذونها معهم ثم التدريب على كيفية الوصول الى الأماكن المقدسة ثم كيفية الطواف ثم كيفية السعي بين الصفا والمروة ثم كيفية الذهاب والعودة من المسجد الحرام ثم كيفية السكن في مكة في العمائر المخصصة لهم بحيث ان كل مجموعة منهم لهم علامة معينة على لبسهم وان عمائرهم تسمى بأسماء معروفة مثل عمارة التفاحة ومرسوم عليها تفاحة وعمارة البرتقالة وعمارة الموزة وعمارة الطماطم وعمارة العنب وهكذا حتى يتعرفوا بسهولة على عمائرهم عند عودتهم من المسجد الحرام ثم يتم تدريبهم على كيفية رمي الجمرات واعطائهم حصوات وكيفية العودة الى أماكن تواجدهم في منى ويتم تدريبهم على كيفية الجلوس في الخيام في عرفات ومنى بواسطة عمل نماذج من الخيام مثل الموجودة في عرفات ومنى وكيف يكون مكان الرجال ومكان النساء ثم تدريبهم ماذا يقولون في حالة ضياعهم في المشاعر وفي مكة وفي المدينة، كما يتم تدريبهم على كيفية قضاء الوقت في مزدلفة وكيفية الانتظام عند ركوب الباصات من مكة الى المشاعر وكيفية الخروج من الخيام في منى لرمي الجمرات في مجموعات محددة وكل مجموعة معها رئيس وعلامات لعدم الضياع، كل هذا التدريب والتوعية يتم في بلادهم بوقت كاف قبل مغادرتهم بلادهم متجهين الى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، ونتيجة لهذا التدريب والتوعية نجد ان الحجاج الماليزيين اكثر الحجاج انتظاما في الاراضي المقدسة واقل الحجاج التائهين عن منازلهم وأكثر الحجاج استمتاعاً بأداء فريضة الحج لمعرفتهم المسبقة بكل خطوات اداء الفريضة آمنين مطمئنين في هذا البلد الأمين، وحتى في طريقة عودتهم الى بلادهم هم مدربون على كل خطوات العمل في العودة سواء من مكة الى المدينةالمنورة او الى ماليزيا هم عارفون بكل خطوات العمل التي يقومون بها بأقل مجهود وبسهولة كبيرة، وان ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين اعزها الله لضيوف الرحمن من خدمات وتسهيلات وسهولة في جميع المرافق المختلفة تجعل من عملية التوعية والتدريب المسبق للحجاج من بلادهم متعة لا تضاهيها متعة في أداء المناسك والشعائر المختلفة، اللهم وفقنا جميعاً لخدمة ضيوفك وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.