“يا فلان...عسى ما انسرق جوالك ؟!” هل تصدقون أن هذه العبارة قالتها زوجة لزوجها رداً على رسالة حب أرسلها هذا الزوج لها... وسأقول لكم القصة :- هذا الزوج... أخذ دورة في إحدى المهارات من مدرب مهارات... يعرف جيدا - كما ادعي أنني اعرف أنا أيضاً - ما يدور في مجتمعنا السعودي وبالذات الأسرة السعودية وعلى وجه الخصوص... بين الأزواج “ الزوج والزوجة “. عندما انتهى ذلك المدرب من إعطاء تلك الدورة القصيرة طلب من كل واحد من المتدربين لديه أن يرسل رسالة حب إلى زوجته من جهاز جواله... وجعل ذلك شرطا لاستلام شهادات هذه الدورة...ونظرا للعادات التي لم ينزل الله بها من سلطان في بعض شرائح مجتمعنا السعودي رفض البعض ارسال مثل هذه الرسالة... وتردد البعض والقليل جدا بعث على الفور برسالة حب إلى زوجته وأم عياله... أو زوجته التي لم يرزقه الله منها عيالا إما لأنهما تزوجا قريبا او لان الله لم يقدر لهما الإنجاب بعد. وقال ذلك المدرب لاولئك المتدربين. فضلا أريد أن اعرف ما هو رد فعل زوجة كل واحد منكم بعد إرسال الرسالة إليها... فجاءت الردود على ثلاثة أشكال :- - رد البعض منهن برد مماثل أو أكثر عذوبة من رسالة زوجها التي أرسلت إليها... وهي الزوجة التي تعودت من زوجها مثل هذه الرسائل العاطفية الجميلة. - رد البعض منهن برد مجاملة لا طعم له ولا رائحة... وهي الزوجة التي في النادر ما يسمعها الزوج كلمة طيبة او رسالة جميلة بمعنى حسب المزاح وعند الحاجة فقط. - رد البعض منهن بكلمات تدل على الاستغراب... وهي الزوجة التي لا يعطيها الزوج أي نوع من أنواع مشاعر الحب والود... بل في الغالب يحصل منه العكس تماماً... فلكل فعل رد فعل. لكن الملفت في النوع الثالث... رد عجيب غريب جدا...هو رد إحدى الزوجات...وهي تلك الزوجة التي لم ترد على الرسالة برسالة مماثلة... بل لم ترد من أصله...أي لم تعط تلك الرسالة “ رسالة الحب “ التي وصلت من جوال زوجها أي اهتمام. وعلم ذلك المدرب أن هناك شيئاً ما في عدم الرد... من تلك الزوجة على زوجها. فقال المدرب لذلك المتدرب...لم ترد زوجتك؟ قال نعم، قال إذاً اتصل عليها وبالفعل اتصل عليها... فإذا بها ترد... وكان ردها قبل السلام والكلام وقد سمعت صوت زوجها وتأكدت منه... قالت له بصوت كله دهشة واستغراب...يا فلان عسى ما انسرق جوالك ؟! أتدرون لماذا قالت تلك الزوجة لزوجها هذه العبارة ولماذا كانت دهشتها ولماذا لم ترد على الرسالة التي أرسلت إليها من جوال زوجها برسالة أخرى من جوالها؟...لأنها لم تسمع أبداً ولم تتعود من ذلك الزوج سماع كلمة حب او عبارة حنان منه لها وجهاً لوجه... ناهيك أن يرسل لها رسالة حب عبر جواله... فكان ذلك الرد وذلك الاستغراب شيئاً طبيعياً منها بل حتى أنها اعتقدت أن جوال زوجها سرق منه ووقع في يد شخص آخر وهو يعاكسها الآن... فلم ترد على تلك الرسالة ولم تعرها أي اهتمام...وعندما اتصل الزوج سألته “ يا فلان عسى ما انسرق جوالك “. أيها الأزواج أيها الزوجات...ربما مرت عليكم قصص مثل هذه القصة وربما اكبر وأكثر مما قلته لكم آنفا...لكن المهم هل استوعبنا ذلك أو هل نستوعب ذلك؟ اخيراً...نصيحتي لي ولكم... فضلا دعونا نحب بعضنا بعضاً وسوف نسعد وسيدوم بيننا الود وسوف تسعد أسرنا وتتماسك وتقوى وتستصح بإذن الله... والله المستعان.