فقد الوطن ثلاث شمعات احترقن ليضئن الطريق للاخريات من بنات الوطن. نحن نعلم ان لا راد لقضاء الله وقدره جل وعلا، ولكن مسبب الأسباب سبحانه وتعالى اراد ولا راد لمشيئته ان يكون حادث الحريق المفجع في مدرسة (براعم الوطن الأهلية) بجدة نقطة تحول نحو الاهتمام والحرص على تنفيذ التعليمات المنظمة لوسائل السلامة في مدارسنا للبنين والبنات في بلادنا الغالية التي يحرص ولاة الأمر فيها على رفاهية المواطن السعودي وامنه وامانه باذلين الغالي والنفيس في سبيل ابناء وبنات الوطن ليس في مجال التربية والتعليم فقط بل في كل ما يتعلق بأحوالهم المعيشية والحياتية والكرامة، وليس هذا فقط بل ان ولاة الأمر القدوة العظيمة يعتبرون ان كل ما يمس ابناء وبنات الوطن من سوء أو مصاب انما هو مصابهم وهذا ما عبر عنه الأمير خالد الفيصل عند تقديمه لواجب العزاء في الشهيدات الثلاث رحمهن الله قائلاً (بناتكم بناتنا ومصابكم مصابنا). واليوم وقد قام كل مسؤول بواجبه بدءاً من وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله وغيره الا ان تداعيات هذا الحادث المحزن تقتضي ملاحظة عدة أمور ينبغي اتباعها ومنها ضرورة قيام كل المدارس في بلادنا الغالية للبنين والبنات باجراء التجارب الفرضية في بداية كل فصل دراسي وقبل استلام المقررات الدراسية مع توعية الطلاب والطالبات في مرفق مدروس وحسب الحالات الطارئة فحادث الحريق غير حادث الالتماسات الكهربائية وغير الأحوال الجوية واحوال الطقس كالأمطار والعواصف والسيول، وكان هذا النهج في مدارسنا على استحياء منذ سنوات ولان عدد المدارس الكبير قد يؤهل الاعداد المحدودة في الدفاع المدني لذا يجب ترشيح مدرس ومدرسة من كل مدرسة للحصول على دورات تدريبية منفصلة للجنسين في وسائل السلامة وبدورهم يقومون بالتوعية داخل مدارسهم مع تشكيل فرق عمل من الطلاب والطالبات كمتطوعين يمنحون شهادات الخبرة والتقدير للمفاضلة في اي اتجاه دراسي او وظيفي والجميع شاهد بأم عينيه البطولات من شباب الوطن في حادث حريق مدرسة براعم الوطن ومنهم من انقذ أكثر من خمسة عشرة طالبة والتضحيات التي قدمت من بنات الوطن وذهب بسببها الشهيدات الثلاث (ريم غدير سوزان) وهنا اقترح على سمو وزير التربية والتعليم بتسمية مدارس للبنات في مدينة جدة باسم هؤلاء الشهيدات رحمهن الله خصوصاً وان الدولة رعاها الله قدمت كل ما يمكن تقديمه للأسر المنكوبة. وهذا ما اكده الفيصل ادام الله توفيقه ومده بتمام ودوام الصحة والعافية.