لعليّ أوافق على الرأي المقترح على مسؤولي أدبي مكة في ندوة (خِطابنا الثقافي: قراءة الحاضر واستشراف المستقبل) تغيير مسماها إلى (خطابنا الديني!) فقد وضح ذلك جلياً في تحول خِطاب بعض المثقفين إلى نَقد الخِطاب الديني وإقحامه في الندوة ما أثار حفيظة بعض المثقفين والمفكرين الآخرين والذين كانوا يأملون في سماع رؤى المثقفين حول خِطابنا الثقافي في تلك الندوة من حيث تجديده وتنويعه والاستفادة من ذكر تجارب الرواد من المثقفين السعوديين ولكن يبدو أن حب الظهور والتسلق على أكتاف الآخرين والشهرة طغت كما يبدو على بعض المثقفين ووضح ذلك في ليلة افتتاح الندوة من مساء الاثنين الماضي حينما ألقت إحدى المشاركات ممن عُرف عنها دفاعها المستميت - وهذا حقها - عن حقوق المرأة باتهام الآخرين وهذا ليس من حقها -وهم التيار الديني في صيغة تعميمية لا تصح أبداً أن تُقال في محفل كهذا ومن كاتبة لها باع في مَجال حقوق الإنسان- والمفترض منها ومن غيرها أن ينصرف المثقفون والأدباء والمفكرون في نقد خِطابنا الثقافي وبلورته بما يتوافق مع المرحلة التي نعيشها من الوضوح والشفافية وتحريك الجمود الذي تعيشه غالب الأندية الأدبية بإقامة مثل تلك الندوات والتي تُثري الجلسات بالحديث عن تجارب الرواد والمفكرين وطرح رؤاهم حول خِطابنا الثقافي وتجديده ولو لم تكن من حَسنات تلك الندوات سوى الالتقاء وتجاذب أطراف الحديث وبث هموم وشجون المثقفين والمفكرين لكفى، إضافةً إلى ملاحظة بعض الحضور من الصحفيين والإعلاميين ومن حضر تلك الجلسات عدم التزام بعض الأكاديميين والمثقفين بالاختصار في مداخلاتهم فهم يكثرون الحديث ويأخذون وقتهم ووقت غيرهم ، وبعضهم من أساتذة اللغة وأساتذة النقد الأدبي أو كأنهم لا يعلمون شيئا عن قاعدة (خير الكلام ما قَلَّ ودَل) بل قال بعض أهل اللغة (خير الكلام ما قَل ، دَلَّ أو لم يَدُل !) وهناك من التزم بالوقت المُخصص له في التعقيب على المتداخلين وهم من غير أساتذة الجامعات كالدكتور علي العميري والذي كان أقلهم اختصاراً بشهادة رئيس الجلسة الدكتور أحمد الطامي إضافةً إلى القاص والإعلامي خالد الخضري وحسين بافقيه رئيس تحرير مجلة الإعلام والاتصال وهؤلاء على سبيل المثال لا الحصر وبالجملة فندوة أدبي مَكة حازت على الإعجاب بالتنظيم ودعوة بعض النُّخَب لإثراء جَلَساتها وقد نجحوا في ذلك ولا ننسى أن نُقدم الشكر لرئيس النادي الدكتور سُهيل قاضي وللأديبين الدكتور الخلوق صالح الزهراني وفاروق بنجر وكل العاملين باللجنة الإعلامية بالنادي لتنظيمهم وتسهيل مهمات الإعلاميين لتغطية فعاليات الندوة والأمل يَحْدونا أن نرى خِطاباً مُغايراً عما شاهدناه ، في ندوة العام القادم والتي سيكون عنوانها (ثقافة الطفل) الهوية ومتغيرات العصر ، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه . مكةالمكرمة: فيصل عبدالعزيز قصاص