أكد أصحاب الأعمال والمستثمرون بجدة دعمهم في بناء استثمارات ناجحة في التراث العمراني وإحياء تواجده لأنه يمثل سجل حضارة الشعوب وتقدمها وذلك خلال ورشة عمل خصصها ملتقى التراث العمراني الوطني الأول المقام خلال هذه الأيام بمدينة جدة بمشاركة 40 متحدثاً من داخل المملكة وخارجها حول الاستثمار في مجال التراث العمراني وذلك ضمن برنامج فعاليات المتقى واستضافتها الغرفة التجارية الصناعية بجدة أمس بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ورئيس غرفة جدة صالح بن عبدالله كامل . وشدد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة صالح بن عبدالله كامل في كلمة استهل بها ورشة العمل على ضرورة إسهامات القطاع الخاص في دعم وصياغة آلية تعاون لدعم استثمارات وإحياء التراث العمراني مبرزاً دور غرفة جدة في تحفيز مؤسسات وقطاعات العمل الخاصة لتبني مشاريع التراث العمراني بالتنسيق مع أرباب العمارة من المفكرين والمهتمين بالتواصل والعمل ليتحقق الواجب الوطني تجاه هذا التراث الغالي . وأشاد بالرعاية الكريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة من خلال إطلاق الملتقى الأول للتراث العمراني الوطني الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع أمانة محافظة جدة وجامعة الملك عبد العزيز وغرفة جدة بتواجد كوكبة من ذوي الخبرة وأصحاب التجارب الثرية في مجال التراث العمراني منوهاً بجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وعمله الدؤوب لتحقيق التواؤم بين الآثار والسياحة وعمله المخلص في إحياء المواقع الأثرية التي تمثل قيم وحضارة المملكة عالمياً . وخاطب كامل أصحاب الأعمال قائلاً : إن بلادنا غنية بالمواقع الأثرية التاريخية وهي بحاجة إلى الاستثمار والتطوير إذ أن البيئة خصبة لبناء شراكة فاعلة تتسق مع مبادرات الهيئة العامة للسياحة والآثار والتي دعا إليها الملتقى في أعماله وندواته وورشه وهذا هدف وواجب وطني لحماية تراثنا الأصيل والعريق عبر التاريخ . وثمن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في كلمة له في ورشة العمل مجهودات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله في تأسيس وترسيخ مفهوم السياحة السعودية والوقوف على بناء الهيئة العامة للسياحة والآثار داعياً الله ان يكلؤه بواسع رحمته وغفرانه . ووعد سموه بتجنيد الهيئة العامة للسياحة والآثار كافة طاقاتها في التضامن مع أجهزة ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمواطنين خاصة من أصحاب المواقع التراثية لإحداث نقلات كبيرة وخلق تحول شامل في وعي المواطن بأهمية تراثه العمراني واستثماره ليصبح أحد أهم مكونات تاريخنا واقتصادنا وحياتنا لافتاً إلى أن هذا الملتقى الذي سينظم بشكل سنوي في كافة أرجاء المملكة يحظى بأهمية خاصة من القيادة الرشيدة بإعتباره منتجاً سياحياً ثقافياً يركز على التجارب والمبادرات والنجاحات في التراث العمراني وإسهامه في رفع وعي المواطن بمسؤوليته في حراسة آثار بلاده باعتباره المستفيد الأول. وقال سموه : أن المملكة ماضية في الاستثمار بالتراث المعماري والتركيز على جدوى ذلك وقد قامت بمسح المناطق الأثرية وتصويرها جوياً وقد تم تأسيس المركز الوطني للتراث العمراني ويضم نخبة من أصحاب الأعمال والخبراء من الهيئة بالتراث العمراني والذي سيلعب دوراً في توجيه القطاع الاقتصادي لللاستثمار في التراث العمراني وجعله وجهاً من أوجه الدخل والتنمية في المملكة إن شاء الله . وبين سموه أنه سوف يتم الاستفادة من تجارب الدول العربية في تهيئة القرى الأثرية إلى فنادق ومنتجعات ذات قيمة مضافة كاشفاً أن هناك مشروع كبير قادم لتطوير وسط الرياض مشيراً إلى ضرورة مراعاة توازن المدن من خلال التوفيق بين العمران الحديث والقديم . وأشار إلى أن عروس البحر الأحمر غنية بالتراث العمراني من خلال المنطقة التاريخية مما سيحدث نوع من التوازن بين الحديث والقديم فيها مؤكداً أن الهيئة تملك عدد كبير من الخبراء والممارسين للتراث المعماري مما جعل الهيئة تنتهي من وضع جميع الأسس والإطار العام للنهوض بالتراث العمراني واكتشاف المشاريع والفرص التي تحيي هذا الجانب وتخلق أوجه استثمارات واعدة . ووجه سموه الدعوة للأسر باصطحاب أبنائهم لمناطق الفعاليات في الأسواق والمواقع ليعيشوا أياماً مع التراث الوطني ويزرعوا بذور الاهتمام لدى الناشئة بأهمية التراث العمراني وأصالته وإبرازه إلى العالم فالمملكة أخذت اليوم مكاناً أوسع بفضل ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من اهتمام بالتنمية والحفاظ على رفاهية ورفعة المواطن وتاريخه. اثر ذلك عقدت ورشة عمل (الاستثمار في مجال التراث العمراني) التي رأس جلستها رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس غرفة أبها المهندس عبدالله بن سعيد المبطي والمقرر نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار للاستثمار الدكتور صلاح بن خالد البخيت بمشاركة المستثمر من منطقة القصيم إبراهيم بن سليمان الراضي ومستشار تطوير الأعمال والتسويق بالمنظمة العربية للسياحة الدكتور خالد بن صالح الموسى والمستثمر السياحي خالد الخضير . وركزت الورشة على جمع أصحاب الخبرة والتجربة في مجال الاستثمار في التراث العمراني ومناقشة القضايا في هذا الجانب بعرض التجارب المتميزة والمشاريع الناجحة التي يمكن أن تحيي التراث العمراني وتطور استثماراته وبحث الحلول والآليات الممكنة لتنمية بيئة الاستثمار في مجال التراث العمراني .