تحرص مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا على ان تكون في مقدمة المتجاوبين مع النظم التي تقرها الدولة، ولها في ذلك مواقف عديدة وحازمة حققت لها ريادة في عالم خدمات حجاج بيت الله الحرام واستحقت عليها رضا وتنويه القيادة الرشيدة التي قدرت لها هذا التجاوب فبادرت بتقليدها العديد من الجوائز فمنحت رئيس مجلس ادارتها الاستاذ عدنان محمد امين كاتب نوط الحج كأول مطوف في التاريخ يحظى بهذا التقدير، وكذلك حصولها على جائزة مكة للتميز على ادائها المثالي في موسم حج عام 1430ه، وجائزة المدينةالمنورة لتفوقها في تفويج الحجاج الى المدينةالمنورة في موسم حج 1431ه في زمن قياسي وبمستوى اداء رفيع. وبهذه المناسبة فان تفويج الحجاج الى المدينةالمنورة يحتاج الى الحديث بشيء من الصراحة التامة في ظل التطورات المتجددة، فمن المقرر حتى الآن ان يتم ترحيل الحجاج من مكةالمكرمة الى المدينةالمنورة قبل الحج عن طريق البر في موعد غايته يوم 25 من شهر ذي القعدة قبل الساعة الحادية عشرة ليلاً. ولعل ذلك الاجراء كان يمكن قبوله قبل ذلك عندما كانت تقفل ابواب المسجد النبوي الشريف بعد منتصف الليل، وايضا في ظل قلة شركات النقل على الرغم مما كان ولايزال يسببه من ضغوط كثيرة كان لها ابلغ الاثر على جميع الاطراف المشاركين في هذه العملية من مؤسسات طوافة الى حجاج الى شركات نقل وما ينتج عنه من مشاق ومصاعب ينعكس اثرها على الحجاج اولاً وقبل كل شيء حتى اصبح الحجاج ومن يخدمونهم يعانون من مشاق هذا النقل وكأنهم يواجهون به نفرة اخرى تماثل نفرتهم الكبرى من عرفات الى مزدلفة، ولا حرج على اي منصف في تسميتها بالنفرة الصغرى. والحقيقة ان مؤسسة جنوب اسيا استطاعت التغلب على معاناة الحجيج من هذا الوضع حتى حصلت على جائزة تقديرية في هذا الصدد، ولكن كان هذا التغلب وراءه جهود مضنية استطاعت المؤسسة بذلها من منطلق حرصها على تجاوبها مع توجيهات اولى الامر وتفعيل هذه التوجيهات بأسلوب علمي وتقني مدروس، وليس معنى هذا ان هذا الاسلوب في نقل الحجاج صالح للاستمرار، فاذا كنا قد قبلناه في السنوات السابقة بحجة ان شركات النقل كانت محدودة وقليلة وتحتاج الى فرصة لصيانة حافلاتها قبل البدء في رحلة المشاعر المقدسة فان الوضع الآن تغير عن ذي قبل واصبحت شركات النقل كثيرة حيث بلغت الان سبع عشرة شركة تستطيع نقل الحجاج حتى نهاية ذي القعدة بكفاءة عالية ودون أن تشكل اي لون من ألوان المعاناة لكل من المؤسسات والحجاج ولكل من له صلة بهذا الشأن، وتستطيع بعد ذلك خوض رحلة المشاعر بكفاءة عالية، الى جانب ان ابواب المسجد النبوي فتحت على مدار الاربع والعشرين ساعة منذ اكثر من ثلاث سنوات. وما دامت سياسة الدولة تبحث باستمرار عن كل ما من شأنه تحقيق الراحة لضيوف الرحمن فانني اقترح على الجهات المختصة تمديد الفترة الزمنية لتفويج الحجاج من مكةالمكرمة الى المدينةالمنورة قبل الحج حتى نهاية ذي شهر القعدة حرصا على تحقيق الراحة التامة للحجاج.. خاصة وان جميع العاملين في هذا القطاع اكتسبوا خبرات واسعة يمكنهم بها التغلب على جميع العوائق التي قد تصادفهم، كما يمكن ايجاد آلية تقنية خاصة باسكان المدينةالمنورة تضمن توزيع كثافة الحجاج على مدار العشرة أيام الاخيرة من شهر ذي القعدة حيث ان رغبة الحجاج في زيارة المدينةالمنورة اصبحت تتراوح ما بين يوم واحد الى ثلاثة ايام تقريبا.