الحمد لله الذي جعل الإيمان لنا بلسماً.. والصبر لنا ملاذاً آمناً عند المصائب والمحن. هاهو وطننا اليوم يكتسي ثوب الحزن والألم بفقد سلطان الخير صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذي انتقل إلى جوار ربه ،فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، وجعل ما قدمه من أعمال صالحة في ميزان حسناته، اللهم افسح له في قبره، ونور له فيه، واجعله له روضة من رياض الجنة، اللهم ارفع درجاته في المهديين ، واخلفه في عقبه في الغابرين ، واغفر لنا وله أجمعين ، إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا خالد لمحزونون ، ولا نقول إلا ما يرضي الرب: ( إنا لله وإنا إليه راجعون). ها هو سلطان الخير في رحاب الله.. يرحل عنا فيحل بنا الحزن والأسى لفراقه.. الحسرة والألم بوداعه، أنزل الله عليه شآبيب رحمته ، وأسكنه فسيح جناته. هاهو سلطان الخير يرحل بعد حياة حافلة بالعلم والعمل، بالجد والاجتهاد، بالصدق والوفاء، بالخير والعطاء، بالبسمة والحنان، بالعطف والخير العميم في كل بيت من بيوت المواطنين له أثر في كل موطن من المواطن التي زارها له لمسة في كل باب من أبواب الخير له عطاء لا ينضب في كل زاوية من زوايا أركان الدولة له أثر وعمل وذكرى، إنه رجل بأمة .. قدم صحته ومنح خبرته وكرس وقته في سبيل دينه ووطنه وأمته ، ووهب ماله في سبيل الله يرجو به رحمة ربه ورفيع درجاته في الاخرة، لقد أعطى من ماله عطاء وافياً، عطاء رجل لا يخشى الفقر ، أطعم الفقراء ، عالج المرضى، أعتق الرقاب، علم العلوم، ودعم البحوث، خدم القرآن وحفاظه من مدنيين وعسكريين، بنى المساكن للمحتاجين، أنقذالغرقى والهدمى والملهوفين والمصابين بالحوادث والكوارث وواساهم بماله، اعتنى بالأطفال فداعبهم ، وأحسن إليهم ولاطفهم ، وجعلهم محوراهتمامه وخص المصابين والمعاقين بمزيد الاهتمام والرعاية ، قدم للعمل الخيري نموذجا يحتذى ممثلاً في مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية بروعة أعمالها وتنوع منافعها وتفرع اختصاصاتها وكبر حجمها وعظم خدماتها التي يصل المستفيدون منها إلى مايزيد على نصف مليون شخص ، قال تعالى :(وماتقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عندالله هوخير وأعظم أجرا). ماذا نقول عن سلطان الخير عليه رحمة الله.. أميراً أخلص لربه ، وتواضع للناس ، وصدق معهم ، وبادلهم الوفاء فبادلوه بالوفاء ، وهاهم اليوم يبكونه ويحزنون لفراقه. سلطان الخير وأنت قد رحلت عنا إلى رحاب الله حقاً إنك مدرسة في العمل.. حقاً إنك جامعة في الخير.. حقاُ إنك قمة في الإدارة.. حقاً إنك منارة في الكرم.. من قصدك أكرمته ، ومن لاذ بك أنجدته ومن طلبك منحته ، وحقا ولله إنك لكريم ابن الكريم ، فرحمك الله رحمة الأبرار وجزاك الله خير الجزاء، فإن كنت سلطان الخير اليوم في ذمة الله ،فإن خيرك وبذلك وعطاؤك في صالح الأعمال التى اجرها لك الى يوم الدين. إنني أرفع أحر التعازي لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى صاحب السموالملكى النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الامير نايف بن عبدالعزيز وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وإلى صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران وجميع أبنائه وجميع أفراد الاسرة المالكة والى الشعب السعودي. ومن هنا أدعو الجامعات السعودية ودارة الملك عبدالعزيز تخليدا لذكراه وعرفانا بصنيعه وتقديمه مثالا يحتذى الى أن تخصص مراكز وكراسي ومشاريع أبحاث ومؤتمرات وندوات لدراسة تاريخ وسيرة ومسيرة وأعمال وانجازات سلطان الخير رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.