كشف رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية المطوف عبدالواحد بن برهان سيف الدين ، أن المؤسسة تنفرد في موسم حج هذا العام 1432ه ؛ بتنفيذ مشروع الخيام المقاومة للحريق بمشعر عرفات ، والذي سيستفيد من مرحلته الأولى 3500 حاج. وأكد المطوف عبدالواحد سيف الدين في حوار مع صحيفة (الندوة) أن مؤسسة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية ، قد أنهت كافة الترتيبات ، وأكملت استعداداتها ، وجندت طاقاتها الآلية والبشرية لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن. مشيراً إلى أن المؤسسة قد حرصت هذا العام على زيادة مجموعات الخدمات الميدانية من أجل توفير أفضل الخدمات التي تمكن حجاج بيت الله الحرام من أداء مناسكهم في راحة وأمان وطمأنينة .. وفيما يلي نص الحوار: | بداية اسمح لنا أن ننطلق في حديثنا معكم من حيث انتهيتم ، بورش العمل التي أطلقتها المؤسسة على مدى أيام .. هل حققت تلك الورش الأهداف المرجوة منها .. وهل يندرج ذلك ضمن الخطة التي أعدتها المؤسسة لحج هذا العام؟. || أود أن أؤكد أن مؤسسة حجاج الدول الأفريقية غير العربية ؛ قد حرصت في هذا العام ، وضمن الخطة التي تم الإعداد لها منذ وقت مبكر فور انتهاء الموسم المنصرم ، وبعد دراسة جميع التقارير الواردة للمؤسسة ، وما تضمنته من إيجابيات وملاحظات ، وما تمخض عن اللقاءات والاجتماعات مع رؤساء بعثات الحج أو الجهات الرسمية التي تمثل الحجاج والتعرف من خلالهم على رغبات ضيوف الرحمن ، ومطالبهم .. كل ذلك مكننا في مجلس إدارة المؤسسة من وضع الخطوط العريضة لملامح الخطة التشغيلية لهذا العام ، ومن ثم إعداد الخطة الشاملة ، بكافة بنودها ، ومناقشتها من قبل المجلس ، ثم رفعها إلى وزارة الحج ، لدراستها ، وإبداء الملاحظات ، وإجراء التعديلات اللازمة حيالها. وبعد إنجاز هذه المراحل ، أخذت الخطة طريقها للاعتماد من قبل معالي وزير الحج ، ثم انطلقت الممارسة الفعلية لأعمال الحج من خلال تفعيل الدورات التدريبية للقائمين على خدمة الحجاج في المؤسسة ، وتنفيذ البرامج التي تضمنتها الخطة التشغيلية ، والتي تركزت في هذا العام على جوانب محددة تشمل آليات العمل ، وتنفيذ التعليمات وفق الضوابط التي حددتها الخطة . كما قامت (مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية)، في موسم حج هذا العام بزيادة عدد مجموعات الخدمات الميدانية ليصل عددها إلى 33 مجموعة .وقد حققت تلك البرامج ؛ بفضل الله تعالى ، الأهداف التي وضعت من أجلها ، ولمسنا تفاعلاً كبيراً من المشاركين فيها . | ما الذي تحمله الخطة التشغيلية لهذا الموسم؟. || تعمل مؤسسة حجاج الدول الأفريقية غير العربية في كل عام على تطوير خططها التشغيلية ؛ وفي هذا العام ركزت الخطة على عملية نقل الحجاج عبر مشروع النقل الترددي بالمشاعر المقدسة الذي بدأت المؤسسة في تجربته العام الماضي . وفي هذا العام وللمرة الثانية على التوالي سينفذ المشروع ؛ ليشمل 140 ألف حاج خلال تنقلاتهم بين المشاعر المقدسة. كما أن هناك مشروعاً آخر تنفرد مؤسستنا بتنفيذ المراحل الأولى منه ، وهو مشروع الخيام المطورة والمقاومة للحريق بمشعر عرفات ، والذي سيخصص هذا العام للحجاج الراغبين في الخدمات الإضافية ، وسيستفيد منه حوالي 3500 حاج. كما شهدت كافة الأعمال بالمؤسسة هذا العام ، ولله الحمد ، العديد من التطويرات والتحسينات ، حيث تم تحديث كافة برامج وأجهزة الحاسب الآلي ذات التقنية العالية والحديثة ، وكذا تطوير آلية توريد التجهيزات لمخيمات المشاعر المقدسة ، إلى جانب إنشاء لجنة التخطيط والتطوير للعمل على تطوير كافة أعمال المؤسسة ؛ بما يتلاءم مع الجهود الكبيرة والمستمرة التي تبذلها حكومتنا الرشيدة - وفقها الله - لخدمة وراحة ضيوف الرحمن ، ويتماشى مع مسارات التحديث والتطوير السنوية التي تنتهجها المؤسسة في جميع مهامها وأدوارها الخدمية والإشرافية والرقابية والتوعوية والإرشادية وغيرها. علاوة على تحديث شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية ، وتعزيز التعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة ، منها التنسيق مع أمانة العاصمة المقدسة لوضع برنامج مناسب يتعلق بالتخلص الآمن والسريع من النفايات في مواقع المؤسسة بالمشاعر المقدسة ، بالإضافة إلى تكثيف البرامج التوعوية والإرشادية الخاصة بعملية النقل الترددي ؛ وكذا التوسع في الدورات التدريبية والتأهيلية ، وحلقات العمل لرؤساء البعثات ، والعاملين بالمؤسسة ، والشركات المنظمة لقدوم الحجاج ، من أجل تحقيق التناغم في الأداء والرقي بمستوى الخدمات. | وماذا عن عدد الحجاج الذين تقوم المؤسسة بخدمتهم في هذا العام والدول التي يفدون منها .. وهل هناك زيادة في تلك الأعداد عن الأعوام السابقة؟. || من المعروف أن بعض الدول الأفريقية غير العربية لم تصل إلى السقف المخصص لها من الحجاج وفق النسب المقررة لكل منها ؛ نظراً لكون معظم تلك الدول تعاني من مشكلات اقتصادية انعكست على الوضع الاجتماعي لرعاياها ، وبالتالي عدم توفر القدرة أو الاستطاعة للكثير منهم على أداء فريضة الحج . ففي العام الماضي كان عدد الحجاج 172 ألف حاج ، وازداد العدد في هذا العام ليصل إلى 195 ألف حاج من 47 دولة أفريقية غير عربية ، بزيادة بلغت 23 ألف حاج عن العام المنصرم . وقد عقدت المؤسسة العديد من الاجتماعات التنسيقية والتشاورية المبكرة مع 25 بعثة حج تتمثل في بعثات حج دول نيجيريا ، والكاميرون ، وموريشيوس ، وجنوب أفريقيا ، والنيجر ، وأثيوبيا ، وبنين ، ومالي ، وكذا جامبيا والسنغال، وغانا، وغينيا كوناكري، وكينيا وتنزانيا، وتوجو، وكذلك تشاد ، وساحل العاج ، وسيراليون ، وأوغندا ، والكنغو ، إلى جانب أفريقيا الوسطى ، وموزمبيق ، والجابون ، وليبيريا ؛ وذلك لمناقشة كافة الخدمات التي ستقدمها مؤسسة مطوفي حجاج الدول الإفريفية غير العربية، خلال موسم حج هذا العام 1432ه ؛ وتعزيز التواصل ، والتعاون معهم ، إضافة إلى وضع الحلول الناجعة للملاحظات الواردة عن موسم الحج الماضي ؛ مع تدعيم الإيجابيات وتعزيزها للوصول بالخدمات إلى أفضل المستويات . | إنشاء كرسي علمي بجامعة أم القرى يحمل اسم الأمير نايف بن عبدالعزيز لإسكان الحجاج في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة بدعم من الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف.. كيف تنظرون لمثل هذا الكرسي العلمي.. وما الذي يضيفه لكم كمؤسسة؟. || مما لا شك فيه أن هذه البادرة الكريمة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا ؛ والذي سخّر نفسه ، وارتبط تاريخه واهتماماته ، ومسؤولياته بالحج وشئونه ؛ بإنشاء كرسي علمي يحمل اسم سموه للدراسات المتخصصة في قضايا إسكان الحجاج بمكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة بجامعة أم القرى ؛ ويعد هذا المشروع العلمي الذي تدعمه الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف مما يعطي المشروع دفعة قوية لمناقشة وبحث أحد أهم الموضوعات المتعلقة بقضايا إسكان الحجاج بشكل علمي ودقيق لكافة الجوانب المعنية بهذا الشأن من خلال نخبة من الباحثين والمختصين بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى ، والذي سيشرف على أعمال (كرسي الأمير نايف لإسكان الحجاج). كما يعد المشروع أيضاً أحد أهم الخطوات التي اتخذتها الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف ، ونقلة نوعية في أعمال ومهام مؤسسات أرباب الطوائف سنقطف ثمارها قريباً بإذن الله تعالى. | لغة الحجاج وثقافاتهم.. هل تشكل لكم عائقاً في أداء مهامكم والخدمات التي تقدمونها؟. || كما ذكرت في إجابة سابقة فإن مؤسسة مطوفي حجاج الدول الإفريقية غير العربية ، تقوم على خدمة 195 ألف حاج ، يمثلون 47 دولة أفريقية غير عربية متعددة اللغات منها (الانجليزية، والفرنسية، والعربية, والبرتغالية, والهوسا, واليوريا, والفلاتة, والمادنقو, والولف, والسوسو, والسواحلية, وامهري, وملاجاس, وفولاني, وسامبا, وبورندي، والاسبانية) ؛ وقد أصبحت هذه اللغات والثقافات ، بفضل الله تعالى ، لا تشكل عائقاً للمهام التي يؤديها أو الخدمات التي يقدمها العاملون بالمؤسسة ؛ خاصة المطوفين منهم والعاملين من أبنائهم في خدمة الحجيج ، فقد اكتسب الكثير منهم تلك اللغات ، وأصبحوا يجيدونها بطلاقة . إضافة إلى أن العديد من أبناء المؤسسة من حملة الشهادات العليا ، ومنهم من تلقى تعليمه في الخارج ويجيد الكثير منهم اللغات العالمية مثل الانجليزية والفرنسية ، ولم تؤثر تلك اللغات سواء على أداء العمل أو مستوى الخدمات المقدمة للحجاج. | تطرقتم في إجاباتكم السابقة للعاملين ..كم يقدر عدد المشاركين في العمل بالمؤسسة في هذا الموسم؟. || تقدم المؤسسة في كل عام العديد من فرص العمل الموسمي للمواطنين ؛ وفي هذا العام وفرت المؤسسة نحو (5000) وظيفة لحملة الشهادات ، وذوي الخبرة ؛ إضافة إلى أبناء المطوفين الذين يشاركون في العديد من اللجان العاملة بالمؤسسة ، ومن أبرزها لجنة الاستقبال ولجنة المتابعة والمساندة ، ولجنة التصعيد والنقل ، ولجنة المشاعر ، ولجنة الدراسات والأبحاث التي أنشئت بهدف المساعدة في اتخاذ القرارات من خلال الدراسات الميدانية التي يشارك فيها ضيوف الرحمن والعاملون ، حيث تبدأ هذه اللجان أعمالها منذ وقت مبكر من خلال لجان الخدمة. | وماذا عن العنصر النسوي.. وهل يحظى بالمشاركة في أعمال المؤسسة خلال موسم الحج؟. || بفضل الله وفرت مؤسسة مطوفي حجاج الدول الإفريفية غير العربية هذا العام العديد من فرص العمل للعنصر النسوي ؛ للمشاركة في أعمال المؤسسة لخدمة ضيفات الرحمن ، لاسيما اللجان الصحية والاجتماعية حيث يقمن بدور توعوي وإرشادي للحاجات ، ومتابعة الحالات الصحية للمريضات منهن داخل المستشفيات ، والاطمئنان على حالتهن الصحية والمرضية ، إلى جانب الوقوف بجانبهن أثناء فترة علاجهن ، علاوة على الزيارات التفقدية لضيفات الرحمن في مقار سكنهن والاطمئنان على أحوالهن ، والوقوف على حاجاتهن وتلبية مطالبهن. | ما مدى التنسيق بينكم والجهات المعنية بشئون الحج والحجاج؟. || هناك تنسيق دائم ومستمر مع كافة القطاعات ذات العلاقة لتحقيق التناغم في الأداء ، والوصول بالخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام ، إلى أفضل المستويات ؛ بما يتواكب مع حجم العناية والرعاية التي توليها حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لحجاج بيت الله العتيق ، وحرصها الدؤوب في كل عام ، على تنفيذ المشروعات التطويرية والعملاقة بمكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة ؛ لتمكين ضيوف بيت الله الحرام ، من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام بكل يسر واطمئنان ؛ وبما يتلاءم مع الاهتمام الشخصي والمستمر من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية ، لكافة الخدمات والإمكانات المقدمة لضيوف الرحمن ، وينسجم مع توجيهات معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي ومتابعته الدائمة ، لجميع الأعمال التي تقوم بها مؤسسات أرباب الطوائف ، مما مكنها ، ويمكنها بعون من الله تعالى وتوفيقه من أداء رسالتها ومسؤولياتها تجاه حجاج بيت الله الحرام على الوجه الأكمل .