انتقل بالأمس إلى جوار ربه تعالى المربي الفاضل السيد زيد بن عبدالله كتبي مدرس اللغة العربية والمشهور بمدارس الفلاح بمكة المكرمة بعد أن أفنى زهرة شبابه في المساهمة في تربية العديد من أبناء هذا الجيل. فقد كان - رحمه الله تعالى - معلما مخلصا مبدعا في عمله متفنن فيه ، علّم في النحو والصرف وفي علوم السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم ، نهل في طلب العلم على الطريقة التقليدية في حلقات العلم بالمسجد الحرام وبالأخص حلقة العلامة السيد محمد أمين كتبي ، إلى جانب دراسته المنهجية في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ، فجمع بين تلقي العلم على يد السيد محمد أمين كتبي رحمه الله - رحمه الله تعالى - وبين الدراسة الجامعية التي كان متفوقا فيها ، ومن أبرز زملائه في الدراسة في كلية الشريعة فضيلة الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام رئيس مجلس القضاء الأعلى وإخواني زهير وسهيل ، وإبراهيم بصنوي وطارق وحسن جمال وغيرهم كثير.. وحيث إنه تربى على يد السيد محمد أمين - رحمه الله تعالى - فقد كان مثالا للكرم والشهامة والنبل ومساعدة المحتاجين والفقراء والمساكين ، أكرمه الله بثلاثة أبناء هم السيد / أسامة (ثلاث سنوات ) وأخواته : شيرين ومنار يكبرنه ببضع سنوات.. والسيد زيد كان بارا بأمه وإخوانه وأهله وجيرانه وبكل من عرفه.. واليوم يبكي هذا العَلَم الفاضل موضعٌ في الأرض وموضعٌ في السماء وتبكيه القلوب المؤمنة لما قدم من حبٍّ ووفاءٍ وإخلاصٍ منقطع النظير ، ولا أستطيع في هذه العجالة أن أصف المشاعر العظيمة والأخلاق الكريمة التي كان يتحلى بها – رحمه الله – وبوفاته يكون المجتمع قد خسر رجلاً من أهل الصدق وأهل القرآن نسأل الله تعالى أن ينزل شآبيب رحمته على قبره ، وأن يخلفنا فيه خيراً ، وأن ينزل الصبر والسلوان على قلب والدته وأخواته وزوجته وأطفاله وجميع السادة آل الكتبي ، خصوصا خاله السيد عبدالهادي والسيد صالح والسيد سعيد وشقيقه السيد علي كتبي وجميع محبيه وإلى جنة الخلد يا أبا أسامة.. اللهم اجعله في مقعد صدق عند مليك مقتدر وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.