يظل سوف عكاظ من حيث الأهمية بقيمته التاريخية مكسباً مضافاً إلى ذاكرة الأمة والوطن ولذلك جاء الاهتمام بهذا السوق بعد عودته مجدداً في هذا العصر واحتل اهتماماً شخصياً من الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة لذلك أصبح جل الاهتمام هو نجاح هذا المحفل على الصعيدين المحلي والعربي وانطلق العمل عبر لجان سوق عكاظ المختلفة للتحضير والاعداد لكل مهرجان عكاظي جديد بعد أن كانت البداية العكاظية في هذا العصر 1428ه لتشكيل كرنفال سنوي يعطي موشرات حضارية لهذه البلاد ويسعد الزوار لهذا المعلم الحضاري وهذا ما تحقق فعلا خلال دورات سوق عكاظ السنوية من العام 1428ه حتى وصلنا إلى دورته الخامسة عام 1432ه وبرغبة التميز والجودة والاتقان والتطوير لسوق عكاظ في كل عام وبحكم عملي في سوق عكاظ واهتمامي به من خلال اللجنة التنفيذية لسوق عكاظ برئاسة معالي الأستاذ فهد بن معمر محافظ الطائف والذي عمل من أجل عودة سوق عكاظ إلى مكانته التاريخية وبشكل يشرف رجال وأهل هذه البلاد من حيث التنظيم والاعداد الجيد لبرامجه التي تستهدف النجاح والتطلع إلى الامام حسب توجيهات رئيس اللجنة الاشرافية الأمير خالد الفيصل الذي يرغب أن يكون سوق عكاظ مصدر رفد حضاري وتنموي لهذه البلاد ولهذا لايمنع لي أنا شخصياً وحسب موقعي في لجنة عكاظ التنفيذية أن أبرز بعض الجوانب التي تحققت وهي تمثل انجازاً لنا جميعاً في هذا الوطن وهذا شيء مطلوب يجب أن يعلمه الجميع ومن المؤكد أن السعي إلى النجاح هو مطلب الجميع بحيث يتكامل العمل ويعطي جملة من المضامين المفيدة في النشاط الذي يقدم في سوق عكاظ في كل دورة جديدة خاصة في ظل حضور مكثف لزوارالسوق من جميع أطياف الناس كباراً وصغاراً نساءً ورجالاً سعوديين ومقيمين وسط فرح وسرور من الجميع مع تواصل يومي لحضور فعاليات السوق خاصة نشاط جادة سوق عكاظ التي تمثل استلهام الماضي لسوق عكاظ حيث نجد الحرف القديمة وعروض الفروسية والمسرح المفتوح حيث تلقى الخطب وشعر المعلقات التي كانت تلقى في سوق عكاظ قديماً وهذا يجسد الماضي المشرق ويذكر أجيال اليوم بحضارة الماضي بهدف المحافظة على الإرث العربي ومعرفة قيم الانسان العربي وربط ذلك بحاضره في عصر ذوبان الهوية العربية مع استمرار تيار العولمة في هذا العصر الذي يعمل على إذابة حضارة الشعوب العريقة في ماضيها ومنها العرب لذلك نجد أن جادة سوق عكاظ هذا العام قدمت نشاطاً متميزاً اعاد لنا التاريخ الذي كان عليه عكاظ في الماضي ووجدالزائر المتعة والفائدة ظهر هذا من المشاهدة والمتابعة والحرص على الحضور من جميع الزوار من خلال التواجد مبكراً على المسرح المفتوح لمشاهدة العروض المسرحية وقوافل الابل والخيول والفروسية يؤدي ذلك شباب بملابس قديمة تمثل عراقة الماضي وأصالة الانسان العربي وكنت اتمنى أن يستعان بخبراء في تاريخ سوق عكاظ حتى يظهر النشاط كما كان مع عدم الوقوع في أخطاء لغوية أثناء القاء القصائد والخطب ويكون التدريب على ذلك متقناً حتى تعم الفائدة ومع ذلك يجب الاشادة بدور المشرفين على تنفيذ جادة سوق عكاظ من الهيئة العليا للسياحة والاثار بقيادة سمو الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة ورجاله المخلصين ومنهم الدكتور علي عنبر وغيره وما بذله سعادة المهندس محمد المخرج أمين محافظة الطائف الذي عمل على استكمال منشآت الجادة بشكل يناسب الواقع التاريخي وكان مع معالي محافظ الطائف لهما الفضل في انهاء المباني والطرق في الجادة في وقت قياسي والتواجد يومياً حتى أنجزت الجادة مما سهل بعذ ذلك اقامة الفعاليات عليها ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله وفق الله كل مخلص في عمله إلى الخير ولنا عودة عن سوق عكاظ في الحلقة الثالثة في هذه الزاوية.