سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة حفظه الله تعقيباً على ما نُشر بجريدتكم الموقرة من تغطية لندوة (جهود الشيخ محمد العثيمين العلمية، دراسات منهجية تحليلية ) المنعقدة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم؛ أقول: إن من الوفاء لأهل العلم المخلصين، العلماء الربانيين، ورثة الأنبياء؛ نشر علمهم وفقههم ليُقتدى بهم ويستفيد النشء من سيرتهم، وإن بلادنا المباركة - المملكة العربية السعودية - خادمة العلم الشرعي، وقلب العالم الإسلامي، من أرضها انبثق نور الإيمان، وعلى ثراها عاش سيد المرسلين، وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وظلت - حرسها الله - خادمةً للحرمين الشريفين، وحاميةً لحمى الإسلام، وناشرةً لهذا النور، ومُكرِمةً لحملة لواء الإسلام، وعلمائه الربانيين، من تاريخ تأسيسها وإلى اليوم، فنسأل الله تعالى أن يبارك في جهودها وأن يديم عليها هذه النعم العظيمة، وأن يوفقنا جميعاً لشكرها والقيام بحقها. وإن من تلك الجهود التي تبذلها الدولة المباركة لخدمة العلم الشرعي، ونشره؛ ما قامت به كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم ممثلة بعميدها فضيلة الشيخ د. مزيد بن إبراهيم المزيد - وفقه الله - من تنظيم ندوة (جهود الشيخ محمد العثيمين العلمية، دراسات منهجية تحليلية ) في الفترة 6- 7-11-1432ه، وذلك لإبراز الجهود العلمية للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى - من خلال دراسة منهجيته وتحليل نتاجه العلمية وذلك ببحوث علمية محكمة، هدفت إلى التعريف بمنزلة العلامة ابن عثيمين العلمية، وإبراز تراثه العلمي من خلال الدراسة التحليلية، وتقديم دراسات علمية محكمة في هذا الموضوع، وتقديم رؤى علمية للاستفادة من منهج الشيخ - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته -. ولقد اشتملت هذه الندوة على عدة جلسات مباركة؛ شارك فيها علماء أجلاء، من داخل المملكة العربية السعودية ومن خارجها، وتضمنت محاور عدة، في أربع جلساتٍ مباركة، كانت الأولى تحت محور (الشخصية والتكوين) وألقيت فيها أبحاث متميزة؛ منها: موقف الشيخ ابن عثيمين من الاجتهاد الجماعي، وبحث جهود الشيخ ابن عثيمين في الفقه، وبحث الشيخ ابن عثيمين ومنهجه في التعليم الجامعي. أما الجلسة الثانية فكان محورها (المنهجية العلمية) وتضمنت مجموعة من الأبحاث؛ منها: منهج ابن عثيمين في بيان مشكل القرآن الكريم، ومنهج ابن عثيمين في التعامل مع المخالف، ومنهج الشيخ ابن عثيمين في تفسير غريب القرآن، وجهود الشيخ ابن عثيمين في السياسة الشرعية، ومنهج الشيخ ابن عثيمين في الحكم على الأحاديث. أما الجلسة الثالثة فكان محورها (الموسوعية والشمول ) وألقيت فيها مجموعة من الأبحاث؛ منها: ترجيحات ابن عثيمين في التفسير، والمعايير النقدية لمتون السنة عند الشيخ ابن عثيمين، وجهود العلامة ابن عثيمين في الجمع بين ما ظاهره التعارض من الحديث، وموقف الشيخ ابن عثيمين من القراءات من خلال تفسيره، والتعارض وطرق دفعه عند الشيخ ابن عثيمين تأصيلاً وتطبيقاً، وجهود الشيخ ابن عثيمين في بيان الشرك الأصغر والتحذير منه. أما الجلسة الرابعة فكان محورها (التميز والتجديد ) وألقيت فيها مجموعة متميزة من الأبحاث، منها: تميز الجانب الطبي عند الشيخ ابن عثيمين، ومعالم التميز في الفتوى عند الشيخ ابن عثيمين، ومنهجية الفتوى عند الشيخ ابن عثيمين، وتوظيف النحو في منهج الشيخ ابن عثيمين في تعليم العلوم الشرعية، وموقف الشيخ ابن عثيمين من الحديث الضعيف. وكان ختام هذه الجلسات المتميزة الجلسة الخامسة، التي حملت عنوان (المشاركة والتأثير) وكان رئيس هذه الجلسة: صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود. ومقررها: عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم الشيخ الدكتور مزيد بن إبراهيم المزيد. وتضمنت أبحاثاً علمية متميزة؛ منها: دور التراث العلمي للشيخ ابن عثيمين في الخلفية العلمية لعلماء أفريقيا، ومجالات التجديد عند الشيخ ابن عثيمين في دراسة قضايا العقيدة، النوازل الفقهية عند الشيخ ابن عثيمين ، دراسة تأصيلية تطبيقية، ومعالم التميز في فتاوى الأسرة عند الشيخ ابن عثيمين، وأهم ما خالف فيه الشيخ ابن عثيمين المذهب. ختاماً.. نشكر لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم وعميدها الدكتور مزيد المزيد. وكافة العاملين معه هذه الفكرة والتنظيم والجهد الذي نسأل الله تعالى ألا يحرمهم أجره، وأن يوفقنا وإياهم لكل خير، وأن تقتدي بقية الجامعات في بلادنا المباركة بهم في إلقاء الضوء على جهود علمائنا الربانيين المخلصين الذي نسأل الله تعالى أن يتغمد الميّت منهم برحمته، وأن يبارك في أعمار الأحياء وأعمالهم، والله من وراء القصد، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. النقيب: محمد بن عبد العزيز المحمود - نائب الناطق الإعلامي بشرطة منطقة القصيم