تدور مواجهات عنيفة بين الثوار وكتائب العقيد معمر القذافي داخل مدينة سرت تحولت إلى حرب شوارع، بينما أعرب رئيس الوزراء الليبي السابق المحمودي البغدادي عن اعتقاده بأن القذافي ما زال في ليبيا وسيقاتل حتى النهاية. وذكر مصدر مطلع أن المواجهات المتواصلة أسفرت عن مقتل عشرة من الثوار وإصابة نحو خمسين آخرين. ونقلت وكالة رويترز أن قوات الثوار التي تعرضت على مدى ثلاثة أسابيع لنيران المدفعية والصواريخ في الأطراف الشرقية لسرت تمكنت من التقدم بضعة كيلومترات بعد سيطرتها على منطقة بوهاي بالأطراف الجنوبية للمدينة التي تعد آخر معاقل القذافي. ويتحدث قادة ميدانيون من الثوار أنهم باتوا يسيطرون على ربع مدينة سرت وأنهم يعدون العدة لشن هجوم حاسم بعد انتهاء مهلة للسكان لمغادرتها وسط اتهامات للكتائب باستخدام المواطنين دروعا بشرية. في هذه الأثناء تواصل نزوح العائلات من المدينة الليبية هربا من المواجهات الدائرة، وتقول وكالات الإغاثة إنها تشعر بالقلق بشأن المدنيين داخل سرت المحاصرين وسط القتال بينما ينفد ما لديهم من غذاء وماء ووقود ودواء. وتركز القلق بشأن الأزمة الإنسانية على مستشفى ابن سينا الواقع وسط المدينة، حيث قال عاملون في المجال الطبي فروا من سرت إن المرضى يموتون على طاولة العمليات لنقص الأوكسجين ووقود مولدات الكهرباء بالمستشفى. وقد دعت منظمة العفو الدولية أطراف النزاع في ليبيا إلى تأمين سلامة المدنيين، وضمان إيصال الإمدادات المطلوبة بأمان إلى مدينة سرت. وقالت المنظمة إن تقارير صحفية أوردت أن المدنيين المحاصرين في سرت معرضون للخطر بفعل استمرار القتال وتضاؤل الإمدادات الطبية والمواد الغذائية والوقود والمياه. وأضافت أن هناك حاجة لإنشاء ممرات إنسانية تشمل إقامة مناطق محايدة وطرق معرفة بوضوح، لتمكين العاملين في المجال الإنساني من الوصول إلى المرضى والجرحى بشكل آمن. وقالت حسيبة حاج صحراوي نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية إنه يتعين على جميع أطراف النزاع اتخاذ الاحتياطات اللازمة لسلامة المدنيين، وإقامة ممرات إنسانية على الفور لضمان تسليم المساعدات المطلوبة، والسماح لجميع المدنيين الراغبين بمغادرة سرت بالقيام بذلك فورا بكرامة وسلامة. وأضافت صحراوي أن جميع المشاركين في القتال لديهم التزامات قانونية بتجنيب المدنيين من خلال التوقف فورا عن استخدام الأسلحة العشوائية، مثل صواريخ غراد والمدفعية وقذائف الهاون، على المناطق السكنية.