نحتفي جميعا وبكل فخر واعتزاز بمناسبة اليوم الوطني الواحد والثمانين للمملكة.. نحتفي بعظم الإنجاز المعجز الذي تحقق ولله الحمد على يدي الملك المؤسس صانع التاريخ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود - طيب الله ثراه -.. وهي مناسبة تاريخية عزيزة يمكن فيها تبييض صفحات كثيرة في الحديث عن هذا الانجاز العظيم والانجازات التنموية الكثيرة اللافتة التي حققها وطننا الحبيب وبلدنا المبارك مع الحفاظ على القيم والثوابت.. والتي تعني تحويل الخيال الى حقيقة وواقع تميز بالأمن والامان والنماء والرخاء.. فلقد استطاع الملك المؤسس أن يجعل هذه البلاد علماً ومعلماً ورسماً واسماً على خريطة العالم.. وتسير البلاد في طريق البناء لتبقى - كما اراد الله سبحانه - امة عزيزة لها عقيدتها وتاريخها ومسؤولياتها. واذ تحتفي بلادنا بهذه الذكرى العطرة بكل ما يليق بها من اجلال.. فأننا في هذا اليوم الاستثنائي الاغر نستعيد تضحيات رجل الامة الفذ الملك المؤسس الذي حقق بنور إيمانه وبثاقب فكره وحنكته وحكمته التي لا تستعصي عليها الامور وبرصيده التاريخي وتلهف القلوب إليه.. حقق ملحمة تاريخية عظيمة بتوحيد الوطن على ثوابت عظيمة في مقدمتها التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وان يرسخ حق هذا الوطن في الرفعة والرقي والريادة والمنعة. وتابع مسيرته ونهجه من بعده أبناؤه الملوك الكرام البررة - رحمهم الله جميعاً - ، ووصولا الى هذا العهد الميمون.. عهد مليكنا المفدى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذى يعد امتداداً لحكم الملك المؤسس ومنهجه القويم.. ونعيش ثمار تلك الملحمة واقعا نتفيأ ظلاله.. لتتوالى الانجازات نحو بناء دولة عصرية قوامها العلم والمعرفة وكدولة رائدة في الاعتناء بالمواطن.. فالمواطن أولاً.... والكلمات تقف عاجزة عن وصف مشاعر الولاء والاعتزاز والتقدير لخادم الحرمين الشريفين والذي يعد مدرسة متفردة فكراً، ونماءً ، وأداءً ، ونبلاً .. والذي أجمع مواطنوه على محبته بقلوبهم وعقولهم.. ولا اغالي اذا قلت بان الانسانية لم تعرف في عصرها الحديث رجل امة يداني خادم الحرمين الشريفين او يقاربه في انسانيته فلقد بلغ خادم الحرمين الشريفين من الانسانية ذروتها. أن المنجزات التنموية والمبادرات الإنسانية لخادم الحرمين الشريفين تواصلت على جميع المستويات وتعاظمت لدرجة كبيرة جدا.. بداء بوضع حجر الأساس لتوسعة المسجد الحرام وافتتاح عدد من المشروعات التطويرية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وتطوير القضاء وإصداره -يحفظه الله- حزمة الأوامر الملكية الكريمة لرفاهية المواطن ووصولاً إلى ما تشهده منظومة التعليم العالي والبحث العلمي في المملكة من طفرة غير مسبوقة تضعها على طريق العالمية لكي تستجيب لمتطلبات النمو واقتصاد المعرفة ، ولا غرابة ان محبة عبدالله بن عبدالعزيز من شعبه الوفي بكافة أطيافه وفئاته لا تضاهى ابداً والذي يلتف حول قيادته كالتفاف السوار حول المعصم مما جعل بلادنا أنموذجاً فريداً في الترابط والتلاحم الحميم بين قيادة هذه البلاد وشعبها الوفي.. ونالت تقدير اسلامي وعربي لا يعلى عليه ، ومن تفهم دولي لكل مبادرات خادم الحرمين الشريفين لخير الانسانية.. كونه واحداً من أبرز دعاة السلام والحوار في العصر الحديث وصناع التاريخ بدعوته للحوار بين أتباع الأديان والثقافات المعاصرة والحضارات.. هذا الخطاب السعودي له مصداقيته لأنه يأتي من خادم الحرمين الشريفين الذي عمل الكثير من أجل السلام. .اليوم ، في بلادنا العزيزة وفي هذه الذكرى الغالية ، وكلما نظرنا الى العالم من حولنا وجدنا باننا والحمد لله نتميز بالكثير وفي صورة زاهية ونموذجا يحتذى في المنطقة والعالم كافة.. لقد حبى الله بفضله ورعايته بلادنا العزيزة بالأمن والأمان والرخاء والاستقرار في عالم مضطرب بالحروب وبالفتن.. هذا الامن والامان الذي يعد مفخرة للمواطن السعودي المتسلح في ذلك بإيمانه بالله وحبه لقيادته وانتماء قيادته له.. وعليه فإننا سنظل نعضُّ على بلدنا بالنواجذ، ونأخذه تحت جفوننا.. فطوبى للوطن والمواطن برائد مسيرة البناء والنماء في رحلة الخير لملك يشيع الخير في كل انحاء الوطن ويمضي بنا ونمضي معه الى فضاءات الانجاز والرقي والرفعة والمنعة.. ولا حاجة للقول حين تتحدث الاعمال.. فالحمد لله على فضله ، ونساله ان يحفظ علينا ديننا وامننا وان يمكن لولاة امرنا ويزيدهم عزاً وسؤدداً.