منذ توحيد هذه الدولة الفتية المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس: عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – وهي تولي الحرمين الشريفين عناية فائقة ورعاية قل أن تجد لها نظيراً ، وتتابع أبناء الملك المؤسس – رحمه الله – من بعده على احتضان الحرمين الشريفين وتقديم كل أوجه العناية والرعاية لهما ولقاصديهما ، حتى جاء هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – أدام الله عزه وتوفيقه – وشهد امتداداً للسجل الحافل بالعطاء لهذه الدولة المباركة، فقد شهد العالم في هذا العهد الميمون منجزات كبرى، فكان التاريخ على موعد مع أكبر وأعظم مشروعات تطويرية يشهدها المسجد الحرام بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ومنطقة مكةالمكرمة بأسرها. ففي يوم الجمعة 19/9/1432ه دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – تلك المنجزات الأكبر على مر التاريخ والتي شملت تنفيذ مشروعات تطويرية داخل الحرم المكي الشريف من خلال توسعة المسعى ومنطقة ما حول الحرم المكي الشريف وإنجاز عدد منها على أعلى المواصفات العالمية وأكثرها تميزاً ، وجاءت هذه المشروعات نوعية وشاملة حيث يقدر مشروع توسعة مساحة الحرم المكي بأكثر من 300 ألف متر مربع ومن المتوقع أن تستوعب هذه الساحات أكثر من مليون مصلٍ؛ مع اشتمالها على جميع الخدمات والتجهيزات اللازمة إضافة إلى إنشاء ثلاثة أنفاق أرضية مخصصة للمشاة، وإنشاء محطات للخدمات الكهربائية ومحطات للخدمات العامة. كما يعد مشروع جسر الجمرات بمنى والذي تم تصميمه بمواصفات عالمية من خلال تعدد أدواره وتزويده بالعديد من المداخل والمخارج وأنظمة السلامة وانسياب حركة الحشود من أهم المشروعات التي شهدتها المشاعر المقدسة والذي بلغت تكلفته أكثر من 4 مليارات ريال وبطاقة استيعابية بنحو خمسة ملايين حاج ليقوموا بتأدية مناسكهم في جو من الطمأنينة والراحة. ويعتبر انتهاء العمل في مشروع قطار المشاعر في زمن قياسي نقلة نوعية لخدمات نقل وتنقل ضيوف الرحمن بين المشاعر مما يتوقع معه الإفادة منه خلال موسم حج هذا العام بكامل طاقته الاستيعابية لنقل أكثر من 500 ألف حاج والذي بلغت تكلفته الإجمالية نحو 6.7 مليار ريال إضافة لمشروع وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين بمكةالمكرمة والذي يتكون من عدد من الأبراج السكنية وتعلو على أحد الأبراج ساعة مكة العملاقة على ارتفاع (60) دورًا لتصبح توقيتاً عالمياً يبرز مكةالمكرمة كتوقيت للعالم الإسلامي والعالم بأسره. إن هذه المنجزات العملاقة والتي رسم رؤيتها وتابع تفاصيلها خادم الحرمين الشريفين تمثل نقلة نوعية شاملة في مسيرة وتاريخ البلد الحرام لم يعرف التاريخ مثيلاً لها. ويدرك كل متابع لهذه الجهود الجبارة والعمل المخلص من القيادة الرشيدة أن المملكة العربية السعودية وهي ترعى الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة تُشرف بهذه الجهود وتأمل ما عند الله من كريم الأجر وجزيل الثواب ، وتسعى بذلك إلى رفع الحرج والمشقة عن ضيوف الرحمن وتأمين غاية الراحة لهم وبما يتناسب مع زيادة أعداد المعتمرين والحجاج والزوار في كل عام مما يساعدهم على أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وبكل طمأنينة. إن التاريخ والأمة الإسلامية تسجل بمداد من نور هذا العطاء الموفق والإنجازات الكبرى لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – وهي ليست بمستغربة من مقامه الكريم والذي بذل نفسه ووقته وصحته وماله لخدمة هذا الدين القويم وقضاياه في مشارق الأرض ومغاربها وخدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم. هذا والله أسأل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأن يمد في عمره ويعلي درجاته وأن يجعل تلك الجهود المباركة في ميزان حسناته إنه خير مسؤول. وفق الله خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة لكل خير ، وحفظ هذه البلاد وأمنها واستقرارها.