واصل المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار ، الذي تعقده الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي ، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله في مكةالمكرمة ، أعماله صباح أمس الجمعة بحضور سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية ، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ، رئيس المجلس التأسيسي للرابطة ، ومعالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ، الأمين العام للرابطة . وقد عقدت الجلسة السادسة للمؤتمر برئاسة المشير عبد الرحمن بن محمد حسن سوار الذهب ، رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان ، لمناقشة المحور الرابع الذي يبحث في ( مجالات الحوار ) حيث عرضت فيها أربعة بحوث . وكان المتحدث الأول في الجلسة الدكتور عبد الرحمن الماحي رئيس جامعة الملك فيصل بتشاد الذي قدم دراسة في الجلسة بعنوان : ( الحوار في ضوء المبادئ الأساسية للعلاقات البشرية ) شرح فيها أسس الحوار الناجح ، وأورد سبعة أسس للحوار هي موضوع الحوار والهدف منه معرفة المتحاورين للموضوع وأبعاده وآفاقه والجو المناسب والهادئ للحوار والأسلوب العلمي للحوار والاحترام المتبادل بين الأطراف المتحاورين والثقة بشخصية المحاور الذي يدير الحوار أو الشخصيات المتحاورة ونتيجة الحوار وما يترتب عليها من أعمال بشرية في معترك الحياة . وحدد الدكتور عبدالرحمن الماحي عشرة مبادئ ينطلق منها الحوار هي التوحيد وهو دعوة كل الأنبياء والرسل ووحدة الأصل البشري وهو ما أكدته آيات قرآنية كريمة وأحاديث شريفة جاءت لتؤكد وحدة الأصل البشري وعظم الفوارق التمييزية بين البشر وكرامة الإنسان والتعاون البشري . وهو مبدأ مشترك للدعوة والحوار بين المسلمين وغيرهم من البشرو التسامح بين الأفراد والجماعات في غير استسلام للشر ودفع العداوة بالتي هي أحسن و الحرية حبث ان الحوار مع الآخر يحتاج إلى مساحة واسعة من الحرية التي توفر جواً خالياً من الخوف والفضيلة وهي من القيم العظيمة التي يجب أن تتحلى بها النفس البشرية في الحياة الاجتماعية حيث الفقه والحلم والشرف والتواضع والتسامح من الفضائل التي دعا إليها الإسلام ورغب فيها . والعدل وهو غاية كل البشر والأساس الذي قام عليه الكون حيث ان الانحراف عنه يغرس الأحقاد ويثير أعاصير الكيد والانتقام والوفاء بالعهد هو مبدأ عام فرضه الله على المسلمين والمودة .. وهذه أمر الله بها أن توصل بين البشر حيث أن الأخوة الإنسانية ثابتة يجب وصلها ولا يصح قطعها . بعد ذلك قدم الدكتور محمود أحمد غازي الأستاذ في كلية الدراسات الإسلامية بقطر ، بحثاً بعنوان : ( صراع الحضارات والسلم العالمي ) بين فيه أنه سادت في السنوات الأخيرة فكرة واهمة تسمى صدام الحضارات وفي المقابل هناك طرف آخر يرى أن الحوار السلمي المستمر بين الحضارات الأخرى هو المنقذ للبشرية من هذا الصراع الذي يهدد السلام العالمي .مشيراً إلى أن العالم يعيش اليوم وضعية فكرية وحضارية تهدد السلام العالمي والأمن الداخلي في كثير من البلاد الإسلامية, وقال : إن أهم الأسباب التي أدت إلى الاخلال بالسلام العالمي هي الاحتكار العلمي وذلك على عكس الحضارة الإسلامية التي لا تمانع من أن يستفيد من علومها ومعارفها الشرقيون والغربيون، بينما الحضارة الغربية المعاصرة جعلت العلم وسيلة للاستيلاء والسيطرة على العالم . وبين الدكتور مصطفى الزباخ مدير الأمانة العامة لاتحاد جامعات العالم الإسلامي ، في بحثه المعنون ب (المرجعية القيمية للحماية من الأخطار البيئية ) ، أن الإنسان حارس أمين مكلف شرعاً بحفظ صلاح الموارد الطبيعية والاجتماعية والثقافية ومنهي عن إفسادها إيماناً بأن مالك الكون هو الله خالقه . وقال : من الواجب إيجاد حوار يهدف إلى تعزيز قيم الصلاح والخير والسلام بين الإنسان والبيئة؟ وبالحوار يمكن إيجاد القيم المطلوبة وهي الفهم الواعي للبيئة حيث إن الجهل بقوانين البيئة وحقوقها ونظمها وأسرار جمالها عامل من عوامل فساد العلاقة بين الإنسان وبيئته، إذ يعتبر الفهم الواعي للبيئة والتفاهم معها مدخلاً رئيسياً لاحترامها، ذلك أنه ما لم يحترم الإنسان صفاء هوائها ونقاء مائها وحياة كائناتها وترشيد مواردها فلن يقوم حوار راق كذلك الاعتدال في التعامل البيئي حيث ان الاعتدال والوسطية من مقومات نجاح حوار مع البيئة المحافظة عليها وكذلك المحافظة على التنوع البيئي حيث ان التنوع البيولوجي غاية أرادها الله في الكون لحفظ توازنه وثراء محيطه . أما المتحدث الرابع في الجلسة فكان الدكتور علي أوزاك رئيس وقف دراسات العلوم الإسلامية ، حيث قدم دراسة بعنوان ( الأسرة والأخلاق في المشروع الإنساني ) بين فيها أن العبودية هي أعظم وظيفة للانسان وتحدث عن أسباب تأسيس الأسرة واستعرض بعضا منها مبيناً أن الإنسان يحتاج إلى العائلة للشعور بالسعادة والطمأنينة ويحس بحرارة حب العائلة عماد المجتمع إذ إن أي مجتمع بلا عائلة هو مجتمع تسوده الفوضى. جلسة صباح الجمعة عقدت الجلسة بعنوان : مجالات الحوار رئيس اللجنة : فخامة المشير عبدالرحن سوار الذهب المشاركون : الدكتور محمود احمد غازي الاستاذ في كلية الدراسات الاسلامية بقطر. فعنوان : (صراع الحضارات والسلم العالمي). تلاه الثاني الدكتور مصطفى الزباخ مدير عام اتحاد الجمعيات الاسلامية في الايسيسكو. بعد ذلك قدم الدكتور علي اوزاك رئيس وقف الدراسات والعلوم الاسلامية في تركيا ورقة بعنوان (الأسرة والأخلاق في المشترك الانساني .