القلم أمانة عظيمة ومسئولية جسيمة وواجب كبير لا يستطيع اداءه إلا من وفقه الله . والكاتب يتحمل مسئولية كبيرة تجاه دينه ووطنه ومبادئه، وينبغي عليه أن يكون متحريا للحقيقة مدافعا عن المصلحة العامة وغير متستر على الخطأ، وإلا فالأجدر به أن يأبى حمل هذه الأمانه كما أبت السماوات والارض والجبال ، وهو لن يأبى لأنه ظلوما جهولا . فبعض الكتاب يكتبون فيما لايعرفون ويتكلمون عن ما لايعلمون ، فتراهم في كل واد يهيمون ويقولون ما لايعلمون !!. والبعض الآخر تنطلي عليهم ألاعيب بعض المسئولين حينما يقوم ذلك المسئول بتقديم خدماته المميزه له وهو على يقين بأنه سيقوم بإطرائه وتمجيده ومدح إدارته ، وللأسف يطير هذا الكاتب ويطلق العنان لقلمه متفننا في اختيار عبارات المديح والاطراء لذلك المسئول وخدماته المميزة وحسن استقباله وانجازه لمعاملات المواطنين ، ويظهره على انه الصورة الحسنة التي ينبغي ان يكون عليها كل المسئولين وكل ذلك لأنه انجز له معاملته ، ناسيا بأن شرف حمل القلم يحتم عليه التأكد بأن هذه الخدمات تقدم للجميع على حد سواء وأن عليه التريث ومعرفة الحقائق وعدم تقديم المصلحة الشخصية ، فهذا الكاتب لا يعدو ان يكون إلا أحد اثنين ، إما أنه قد انطلت عليه الحيلة واستطاع ذلك المسئول أن يسخره لمصلحته، وهذه طامة كبرى ، وإما أنه يعرف تماما بأن هذا المديح والإطراء سيجعل ذلك المسئول يخدمه ، وبذلك يكون قد باع قلمه لتحقيق مآربه ومصالحه الشخصية ، وهذه طامة أكبر . فمن يكتب يجب أن يتصف بالصدق والحياد ونكران الذات وأن يتجرد من كل انواع الأنانيه وأن يستشعر معاناة الآخرين ويتلمس همومهم وقضاياهم وأن يحاول البحث عن احتياجاتهم ويسعى لمعاجة ما يعاني منه أكبر عدد من الناس وأن لا يصدر احكامه بناء على تجارب فردية أو مواضيع خاصه ، حتى يكون اهلا لحمل القلم .