المقوله القديمة جدا والمتجددة على مدى العصور والسنين والتى تقول (العقل السليم فى الجسم السليم) قول صادق وصائب ونمط سلوكي فعال والانسان الطبيعي والذى تفكيره جيد وصحته على مايرام ويعيش حياته فى هناء متنعما بعطايا وجود وكرم مولاه العظيم, وجب عليه الدعاء والتوسل لربه والشكر لكل الأفضال التى وهبت ومنحت له وميزته عن سائر المخلوقات الاخرى بنعمة هى (العقل) ويعرف العقل بانه : عبارة عن مصطلح يستعمل لوصف الوظائف العليا فى الدماغ البشرى والتى يعيها ويفهمها الانسان بشخصه وكيانه مثل (التفكير , الذاكرة, الذكاء , العواطف , المشاعر والاحساس) والعقل متواجد غريزيا بطبيعة أمره وخالقه جلت قدرته , وفى اللغة والكلام والتحدث يقوم بأداء وتنفيذ وظيفة الكلام وتنسيقه واداركه وفهمه , وهو الذى يسير صاحبه ويكيفه ويساعده لكى يحسن التصرف لكل امور حياته. وبالعقل يتمكن المرء العاقل والرشيد بان يستنبط بادراكه ووعيه التام ليكون كلامه موافق ومطابق لعمله كما قال ربه وموجهه (اتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) سورة البقرة الايه (44) وايضا كما قال عز وجل على لسان نبيه سيدنا هود عليه وعلى رسولنا وسيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم , قال تعالى (وما اريد أن اخالفكم الى ما انهاكم عنه ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقى الا بالله عليه توكلت واليه أنيب) سورة هود الايه (88), والعقل هو الذى يختار لصاحبه النافع له كما يأمره بترك ما يضره ويؤذيه سواء كان شيئا معنويا او ماديا والدليل على ذلك قوله تعالى (وما الحياة الدنيا الا لعب ولهو و للدار الآخرة خير للذين يتقون افلا تعقلون) سورة الانعام الايه (32) اذن العقل زينة كل مخلوق بالغ وراشد ومكلف ان صلح صلحت أعماله وتحققت أهدافه ومقاصده ومطالبه انه الكمبيوتر فى علم الحاسوب والمفكر فى علوم التخطيط والتنظيم ,والموجه والمسير لحياة الخلق , والعقل لدى المحبين ان يهوى المحب حبيبه ويهوى الحبيب محبة وزيادة فى محبته والتخطيط عند الشعار اسعى لأهواها ومن كثر هواها عشق بعيري ناقتها وفاء واخلاص لمالكه وآه من الهوى والعشق واهله , ونواصل التخطيط والعقل السليم الذى يهمنا الاستطراد فيه , فالتخطيط لدى علماء الادارة بمفهومه المتعارف عليه هو: مجهود علمى المقصد والهدف منه وضع وايجاد خطه عمليه تسخر وتوجه لتوظيف الموارد المتوفرة والمتاحة من اجل تحقيق الاهداف المطلوبة بكفاءة وفعالية, وهو اتخاذ قرار مستقبلي لما سوف يكون وكيف سيكون , وهو ايضا خطوات عملية يتم تحديدها وترتيبها وفق دراسة علمية وسليمة تبنى على حقائق وضعت باتقان , اى ان التخطيط عملية منظمة توحد العمل بخطوات موثوق بها بعيدة عن العشوائية والمزاجية وايضا عن التعقيد والمبالغة لانه يحتاج الى واقعية عقلانية لا ارتجالية. نعم هذا التخطيط الذى مصدره العقل والوعى والوضوح والرؤية المستقبلية وكلها بامر الله ما نرموا اليه وننادى بوجوده وتطبيقه فى كل جوانب حياتنا لن تكون هناك اخطاء جسيمة وامور معقدة وسيئة بل سيكون التخطيط العقلى السليم والمريح والمبتغى من الجميع ولن يجرؤ أياً من كان لو حدث قصور او فشل ان يقول نتج هذا بسبب سوء التخطيط وعدم مقدرة المخططين وتمكنهم من تحقيق الاهداف الموضوعة مثل ما يجب ان تكون عليه.