أوضح المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة عسير الدكتور محمد بن سعيد القحطاني أنه بفضل الله تعالى ظهرت مؤشرات نجاح معرض وسائل الدعوة إلى الله تعالى التي تعتزم الوزارة تنظيمه في محافظة خميس مشيط في الحادي عشر من شعبان الجاري قبل افتتاحه في مركز الأمير سلطان الحاضري وهو معلم كبير من معالم المحافظة كما ظهرت مؤشرات نجاحه في عدد من الجهات التي تقدمت برغبتها في المشاركة من الجامعات والوزارات والشركات والمؤسسات وكثير من القطاعات المدنية والعسكرية والتي بلغت ستاً وسبعين جهة مشاركة . وقال بمناسبة قرب افتتاح المعرض الثلاثاء المقبل - إن دلت تلك المؤشرات على شيء فإنما تدل على سمو فكرة المعرض التي يمكن إجمالها في أمرين هما، الأول : إعلام الدنيا بأسرها أن حكومة المملكة العربية السعودية وشعبها اختارا طريق الدعوة إلى الله امتثالاً لأمر الله القائل : (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) ، والأمر الثاني : أن وسائل الدعوة إلى الله أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر ، وأن بإمكان كل أحد أن يكون داعياً إلى الله بالوسيلة التي تناسبه ، وان الدعوة إلى الله ليست حكراً على شخص دون شخص ولا جهة دون جهة مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه ) . وأضاف الدكتور القحطاني أن الفكرة ترمي إلى تحقيق عدد من الأهداف قد لا يدركها كل أحد إلا من خلال فعاليات مثل هذا المعرض المتميز ومنها : جمع أكبر عدد ممكن من وسائل الدعوة إلى الله تحت سقف واحد ، وإظهار سلامة واعتدال المنهج الدعوي في المملكة العربية السعودية بالدعوة إلى الله ، وإثبات أن دين الإسلام هو سبب الأمن والاستقرار ورغد العيش أينما طبق ، وبيان أن المخرج الوحيد للعالم أجمع من أزماته هو في العودة إلى دين الله عن طريق الدعوة إليه بكل وسيلة ممكنة ، وإبراز جهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في مواكبة مستجدات العصر وما يناسبها من وسائل الدعوى ، وإعلام الزائرين للمعرض من الذكور والإناث أن الدعوة إلى الله شرف كبير ، وأن ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال في مواجهة مناهج التطرف . وأشار المدير العام للفرع بمنطقة عسير إلى أن وقت تنظيم المعرض جاء متزامناً مع حلول فترة الصيف ، لأن منطقة عسير تستقطب الآلاف المؤلفة من أنحاء المملكة ومن خارجها ، وتشهد تنافس الجهات الحكومية والخاصة والأهلية في تقديم ما يطلبه المصطاف منها في الجوانب المادية من السكن والأكل والشرب ووسائل الترفيه وفي الجوانب المعنوية من البرامج الدعوية والثقافية والتربوية التي تقدم من خلال المخيمات والأندية الصيفية والمعارض المتخصصة والدورات التدريبية. وأثنىالقحطاني على قرار معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بإقامة المعرض في محافظة خميس مشيط بالتنسيق مع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الذي رحب بالفكرة وأمر بإدراج المعرض ضمن فعاليات صيف منطقة عسير والموافقة على رعايته الشخصية للمعرض للتشكل اللجنة الرئيسة في ديوان الوزارة على أعلى مستوى علمي وإداري ومالي وفني وإعلامي ويتفرع منها عدد من اللجان والفرق التنفيذية في الوزارة وفرعها بمنطقة عسير ، حيث تطلبت أعمال اللجنة المنظمة للمعرض واللجان الرئيسة والفرعية اجتماعات دورية أسبوعية على مدار خمسة أشهر لتحديد الأعمال المطلوبة وتنفيذها بإشراف مباشر من معالي الوزير الذي لمس الجميع اهتمامه البالغ بنجاح المعرض. وأبان أن أعمال المعرض تطلبت التواصل بين فرع الوزارة بمنطقة عسير ومختلف الجهات الحكومية ، والأهلية ، والمؤسسات الدعوية والإنسانية والخيرية للدعم والرعاية والمشاركة في المعرض ، وتقديم الخدمات له إنفاذاً لتوجيهات اللجنة العليا ، منوهاً بتجاوب جميع الجهات تجاوباً سريعاً ، وعلى رأسها إمارة منطقة عسير ممثلة في محافظة خميس مشيط ، وأمانة منطقة عسير ممثلة في بلدية المحافظة التي قامت بتهيئة الساحات المحيطة بالمعرض بالإنارة ، والسفلتة ، وزراعة الأشجار ، وتجميل المنطقة المحيطة بأعمدة الكهرباء والإضاءة الملونة ، بالإضافة إلى تجاوب إدارات المرور والكهرباء ، وهيئة الهلال الأحمر ، وقطاعات الأمن العام كل فيما يخصه بتقديم ما يؤدي إلى سلامة المعرض وزواره وراحته بتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير. وأكد مدير عام الفرع على أهمية الدعوة إلى الله ومسئولية الجميع عنها وعالمية الإسلام ، وأن المعرض ليس من باب الطرف وإنما هو من باب التأكيد على أهمية الدعوة إلى الله وعالمية الإسلام وأن الدعوة إلى الله عمل شريف يحبه الله ويأمر به الله: ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) ، وقوله تعالى : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ). ومن أجل هذا الشرف أنزل الله الكتب وأرسل وخلق الجنة والنار ووعد بالثواب وتوعد بالعقاب وكيف لا يحب الله هذا العمل وهو عمل يخرج الناس من ظلمات الجهل والغواية إلى نور العلم والهداية ، ومن ذل العبودية لغير الله إلى عز العبودية لله وحده ، ومن الظلم إلى العدل ومن الفساد إلى الإصلاح ، ومن التخاذل إلى التعاون ومن الفرقة إلى الألفة ، ومن الكبت إلى الحرية ومن الفوضى إلى النظام. والمتأمل بما ورد في القرآن الكريم وفي كثير من الأحاديث النبوية وفي أقوال المنصفين من غير المسلمين تبين له عالمية الإسلام وصلاحه لكل زمان ومكان وضرورة الدعوة إلى تطبيقه ومما ينبغي أن يكون محل التدبر في كتاب الله قول الله عز وجل : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ، وقول الله عز وجل : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ) ، وقول الله عز وجل : (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) . وأوضح فضيلته أن مضمون رسالته عليه الصلاة والسلام هو دعوة الناس جميعاً إلى الله ، وتعريفهم بالله وبالحق الذي لهم على الله والذي لله عليهم ، وتعريفهم بالحقوق التي لأنفسهم والحقوق التي تترتب لبعضهم على بعض وكل ذلك يندرج في إطار الدعوة إلى الله حيث يقول عز وجل : ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) ، وقوله عليه الصلاة والسلام : ( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ) . وقد اتخذ النبي عليه الصلاة والسلام كل وسيلة ممكنة في عهده في دعوة الناس إلى الله كان من أبرزها إيفاد الأشخاص ، وبعث الكتب الرسمية إلى ملوك الأرض ، وإكرام ذوي الهيئات من أهل الأمر والنهي والكلمة المسموعة في القبائل تأليفاً لقلوبهم حتى يسمعوا صوت الحق ويقتنعوا به فيؤثروا على قومهم ، وذلك يعني أن على المسلم في كل زمان ومكان أن يدرك مسئوليته تجاه العالم وأن يوظف كل وسيلة ممكنة في الدعوة إلى الله ، ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – أقوال ومواقف تؤكد اهتمامه بالدعوة إلى الله ، ورعايته للدعاة ولطلبة العلم ، وأوامره حفظه الله ، وعطاءاته للجهات الدعوية الحكومية والخيرية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم والعناية ببيوت الله أكبر دليل عملي على ذلك .