أكدت طهران أنه لا توجد حاجة لإعادة النظر في الوقت الراهن في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية, في الوقت الذي دعاها فيه المدير العام للوكالة إلى “كشف كامل” لخفايا برنامجها النووي. وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لدى سؤاله عما إن كانت بلاده تعتزم إعادة النظر في التعاون مع الوكالة الذرية “لا توجد ضرورة لإعادة النظر في ذلك”. ومع ذلك فقد أكد أحمدي نجاد أن تحذير البرلمان بإمكانية إعادة النظر في التعاون “كان في محله”, مضيفا أن المجلس “يقف صامدا في الدفاع عن حق الأمة”. وكان رئيس البرلمان علي لاريجاني قال في وقت سابق إن مستويات التعاون الحالية بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ستكون عرضة للخطر إذا استمرت القوى الكبرى في التصدي لملف إيران النووي. وأضاف لاريجاني -الرئيس السابق لوفد التفاوض النووي الإيراني- أن البرلمان “لن يسمح بمثل هذا الخداع, وإذا استمرت (الدول الكبرى) في نفس النهج فسوف يتدخل في الملف ويحدد خطا جديدا للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”. وجاءت تلك المواقف في وقت أعرب فيه المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي عن أسفه لفشل وكالته في تحقيق التقدم في “المسألة الجوهرية المتعلقة بالأبعاد العسكرية للبرنامج النووي الإيراني”. وحث البرادعي إيران على “كشف كامل” لخفايا برنامجها النووي, وسط اتهامات لطهران بإخفاء معلومات أساسية بشأن تسلحها. وأشار في خطابه الذي افتتح به أعمال المؤتمر الصيفي لمحافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين, إلى أن وكالته تحاول منذ خمس سنوات تقصي حقائق النشطات النووية الإيرانية, منبها إلى أن الوقت بدأ ينفد. وأقرّ بأن تقدما كبيرا قد تحقق, لكنه شدد على أنه من الضروري لوكالته أن تتمكن من التوصل إلى “حكم نهائي بشأن طبيعة البرنامج النووي الإيراني على أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن”. وكانت الوكالة الدولية قد كشفت في تقرير تداوله أعضاؤها الأسبوع الماضي أن إيران ربما تخفي معلومات أساسية عن نشاطها التسلحي, وتستمر في تحدي طلبات الأممالمتحدة بتعليق تخصيب اليورانيوم. وتصر إيران على أن برنامجها النووي موجه بالكامل للاستخدام السلمي, بينما ترى الدول الغربية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة الأميركية أن طهران مستمرة في سعيها السري لإنتاج قنبلة نووية.