اعتبر العرب هزيمتهم في خمسة يونيو من سنة سبع وستين وصمة عار في جبينهم لايزالون يعانون مرارتها الى اليوم وأصبحوا يعيرون بالخامس من يونيو في كل بلاد العالم بل ومن فرط خجلهم سموها نكسة لا هزيمة. الا انني لاحظت عند مراجعتي مؤخراً لتاريخ الحرب العالمية الثانية في الموسوعة العربية العالمية ان هزائم خمسة يونيو ليست مقصورة على العرب وحدهم بل شملت اقواما آخرين وانه لا يحق لاحد ان يعير العرب بخمسة يونيو اذ ان الالمان اكتسحوا هولندا بسرعة في خمس يونيو وهاجموا فرنسا في خمس يونيو1940 ودخلوا باريس منتصرين بعد تسعة أيام فقط رغم ان فرنسا دولة كبرى ولها جيش عظيم كما استسلمت قوات الحلفاء كلها للالمان في 4 يونيو1940 وحتى يغسل الحلفاء عن جباههم عار نكسة 5 يونيو الفرنسية قرروا الهجوم العام لتحرير فرنسا يوم 5 يونيو الا ان الامواج العاتية اجّلت موعد المعركة الى ستة يونيو بدلا من 5 يونيو. ولا يجب على العرب أن يتألموا من هزيمة 5 يونيو السريعة والتي حصلت في ستة أيام لأن تاريخ الحرب العالمية الثانية يقول بأن الالمان اكتسحوا لوكسمبرج في يوم واحد ولم تصمد هولندا الا خمسة ايام وسقطت يوغسلافيا للالمان رغم جيشها الكبير في احد عشر يوما فقط وسقطت فرنسا خلال تسعة ايام فقط رغم كونها واحدة من الدول العظمى المنتصرة في الحرب العالمية الاولى بل ودوّخ قائدها الشهير نابليون بونابرت اوروبا كلها من ايطاليا الى روسيا ووصل بقواته الى مصر واحتلها ثم انطلق نحو الشام ولولا فتك الطاعون بجيشه لاحتل الشام كله كما احتل مصر. واذا عيّر احد العرب بمبالغتهم بعدد الطائرات التي اسقطوها في حرب يونيو 67 فان نفس الموسوعة تقول بان كلا الطرفين في الحرب العالمية الثانية كان يبالغ في عدد الطائرات التي اسقطها. واذا برر احدهم هذه الهزائم بان الالمان شعب اسطوري تسانده صناعة عظيمة فاننا نلفت نظره الى انتصارات اليابانيين المذهلة في سنة 1941 فقد احتلوا اجزاء كثيرة من الصين واستسلمت لهم تايلاند خلال ساعات واحتلوا هونج كونج بسرعة كما استسلم لهم في سنغافورا بعد اسبوع واحد من القتال 85 الف جندي بريطاني ثم احتلوا اندونيسيا ومن بعدها بورما واطراف الهند ثم غزوا الفلبين واستسلم لهم فيها خمسة وسبعون ألف جندي أمريكي وفي ظرف أربعة أشهر فقط سيطر اليابانيون على أغلب مناطق الشرق الأقصى وهزموا الاساطيل الامريكية والبريطانية والفرنسية والهولندية ولولا القنبلة الذرية لاحتلوا كل قارة آسيا. ولهذا لا ينبغي لأحد ان يعير العرب بهزيمة خمسة يونيو سبعة وستين ولا بحرب الايام الستة واذا عيرنا احد بخمسة يونيو في الستينات فسنعيره بخمسة يونيو في الاربعينيات.