بداية اود ان اقول ان انشاء منظمة التجارة العالمية (WTO) قد وضعت نظاماً دولياً جديداً تجدد مفاهيم جديدة في مجال الجودة لتطوير النشاط الاقتصادي الدولي والتزام العديد من الصناع والتجار بالقواعد والممارسات السليمة في العمل والانتاج فنشأت نتيجة لذلك الهيئة المختصة بالمواصفات والجودة في كل دولة بوضع قواعد وآليات تطبيق نظام الجودة.. ولقد امتدت نشاطات هذه الهيئة الى مجالات التعليم وطبقته (اليونسكو) وكذلك اتبعته هيئة السياحة العالمية، اضافة الى التزام منظمة الصحة العالمية بذلك. اذن ثورة الجودة معناها ان ندرس ونتعلم ونشرب ونأكل وننام ونتنفس جودة، لذلك سبق ان تناولنا في مقال الاسبوع الماضي المبادىء الاساسية للجودة لتدريس اللغة الانجليزية في مدارسنا وخاصة من المرحلة الابتدائية واثر تطبيقها المستقبلي في التنمية الشاملة مما يمكن الطلاب من الاستمتاع والابداع في تعلم اللغة الانجليزية، بل وفي كل التخصصات العلمية. فمن حق الرأي العام والناس ان يتحاوروا وان يعبروا عن آرائهم ازاء تدريس اللغة الانجليزية التي تؤدى الآن في مدارسنا وما هو اثر الاسلوب المستخدم في التدريس على عدم فهم الطالب واتقانه لمادة اللغة الانجليزية، بل ان الطلاب يذهبون الى وصف حصة اللغة الانجليزية بانها ساعة لقلبك.. للمرح والسرور فيما بينهم. وفي اطار هذا الوضع القائم لتدريس اللغة الانجليزية ادركت وزارة التربية والتعليم خطورة الموضوع وأهمية النظر اليه بعين (التطوير) وتقدمت الى مجلس الوزراء الموقر باستراتيجيتها لتطوير تدريس اللغة الانجليزية وان يكون ذلك من الصف الثالث الابتدائي ولو انني كنت اتمنى من اولى ابتدائي او من الحضانة وفعلاً صدر قرار مجلس الوزراء بالموافقة على طلب الوزارة والنص على ربط تدريس اللغة الانجليزية بأساليب معايير الجودة التي تركز على الاهتمام بالطالب الانسان واعلاء مقدرته العلمية من خلال (ساعة جودة) بدلاً من (ساعة لقلبك) كما يقول الطلاب. لذلك أعتقد انه آن الأوان ان نحول حصة (ساعة لقلبك) الى حصة (ساعة جودة) فلقد تعودنا على أن يجلس الطلاب في مواجهة مدرس اللغة الانجليزية المدرس السعودي في المرحلة الثانوية والمتوسطة والمتعاقد الاردني والافغاني والهندي في بعض الجامعات وان يكون التدريس في اتجاه واحد، مما يعني انه لا حق للطالب في ان تكون له اراء خاصة تطالب المدرس على سبيل المثال ان يكون الشرح والتجاوب باللغة الانجليزية مما ادى الى صده عن حب تعلم اللغة الانجليزية بل انه اصبح يكرهها. اذن فالحديث والافكار والاحلام عن تدريس اللغة الانجليزية في شكلها الجديد وبرؤية جديدة مازالت مستمرة والاطروحات تلاحق بعضها البعض خاصة ان قضية تدريس اللغة الانجليزية في مدارسنا بثوبها الجديد هي البداية الحقيقية لانتاج طالب يتحدث اللغة الانجليزية تحدثاً وكتابة ويفخر المجتمع به. ان تحقيق اهداف الاسلوب الجديد لتدريس اللغة الانجليزية سيؤدي الى توظيف جيد للجودة الشاملة والكاملة لمجابهة الاسلوب القديم وسلبياته التي ادت الى كره الطلاب لمادة اللغة الانجليزية، ويصفون حصصها التي تصل الى اربع حصص اسبوعياً بانها مضيعة للوقت ويطلقون عليها (ساعة لقلبك). لذلك اقول ان العولمة حررت التجارة والسياحة والصحة من القيود او الحواجز الزمانية والمكانية فتحسنت الخدمات وزادت جودتها ووجدت مكانها اللائق في سوق المنافسة الدولي. وفي ضوء مارسمته نظرية تحرير التجارة الدولية فانه يمكن القضاء على سلبيات النظام القديم في تدريس اللغة الانجليزية وذلك بتطبيق نظرية معايير الجودة لاطلاق طاقات الطلاب الابداعية في ممارسة الحديث بالانجليزية في الحصة مما سوف يظهر الفارق بين نتائج (حصة جودة) و(حصة ساعة لقلبك) كما يقول الطلاب عموماً. واتضح تماماً من ان (حصة جودة) انها تركز على تخريج جيل على يد مدرس اللغة الانجليزية الاصيل اي الذي لغته الام هي الانجليزية، وليس على يد استاذ من جنسيات اخرى واللغة الانجليزية لديه هي اللغة الثانية وربما الثالثة وليست اللغة الام. وهذا الموضوع والمقارنة بين استاذ لغته الام الانجليزية واستاذ تعتبر الانجليزية لغته الثانية قد عالجته الدول في محاربة الغش التجاري على كل مستوياته، فميزت الشبح الجيد والشبح المقلد للمعاملات التجارية المعروفة دولياً وذلك لحماية المستهلك. وببساطة شديدة انه يمكن مقارنة اداء الاستاذ الوارث للانجليزية اباً عن جد والاستاذ الذي تعتبر الانجليزية لغته الثانية وليس الام، فنرى ان الاول ينطبق عليه معايير الجودة الشاملة والثاني يحاول تقليده وهو ترفضه اتفاقيات الجات الخاصة بمحاربة الغش التجاري والدوائي والغذائي. لذلك اقول بوضوح ان استبدال (ساعة لقلبك) (بساعة جودة) يتوقف على توافر معايير الجودة في مدرس اللغة الانجليزية الذي يعتبر الانجليزية لغته الام، ولا توجد في الاستاذ الاردني، الهندي، المصري، الافغاني، أو حتى السعودي.. ان هذه الجودة المتميزة في هذا النوع الفريد لمدرس اللغة الانجليزية يكون هو الموجه والمشجع والمتابع لتطور طلابه وهذا ما عشناه اثناء دراستنا في معامل اللغة في الولاياتالمتحدة. ففي عالم التجارة نجد أن السلع ذات الجودة العالمية تتمتع بسمعة دولية عالمية ويقبل عليها المستهلكون وشرائها، وفي نفس الوقت تقوم الدول بمراقبة الغش التجاري لهذه السلع الاصلية سواء عن طريق التقليد وغيرها من الاساليب لحماية المستهلك. لذلك فان التعليم ايضاً في عصر العولمة لا يقع خارج هذه الممارسة، ويجب ان يتم تطبيق معايير الجودة في كل المراحل التعليمية. لذلك اقول وبكل وضوح ان نظام الاستاذ الاصيل اي الذي تكون الانجليزية لغته الام هو النظام الامثل لتحقيق ما نصبو اليه من تحقيق (ساعة جودة) بدلاً من (ساعة لقلبك).