لازال المجتمع القبلي يعيش ضمن صومعة التقاليد والعادات وفي ذلك فائدة في أحيان كثيرة وغير مفيدة في أحيان اخرى وفق منظومة المجتمع الكلي الذي يتطلع الى الانعتاق من التقاليد البالية التي لا تناسب معطى العصر الحاضر والمطلوب تحول يأخذ بثقافة جماعية واعية تفرز الطيب الذي يجب الحفاظ عليه من موروث المجتمع والابتعاد عن التقاليد غير المناسبة التي منها فرض الانعزاليه والاقصاء حسب المنتج الثقافي على أن يشكل هذا المنتج الثقافي الاتجاه الى جميع شرائح المجتمع وعدم الاتجاه بهذه الثقافة الشعبية الى الصفوة دون العامة بما يعني علينا الاقتراب من أهم الشرائح الاجتماعية الشباب والدخول الى أفكار خاصة اننا نعيش ثقافة جديدة هي ثقافة العولمة التي تعمل على تدمير ثقافة الشعوب الاصلية وجعل العالم يعيش في ثقافة واحدة وبذلك تضيع الخصوصية والاصالة وهذا يتم عن طريق ترسيخ القيم الطيبة والبعد عن العصبية والانتماء الفردي وان يمثل تاريخنا في مفرداته شمولية الوطن دون تحيز وان يمثل هذا التاريخ مجمل السجل التاريخي وان يخلو بصدق عن زرع الفتن بين طبقات المجتمع الواحد لأن الجميع ساهم وعمل في الحاضر والماضي من أجل الوطن ولا فخر لأحد على آخر في عملية التواصل الوطني مع سجل التاريخ الجماعي لنا اقول هذا من مبدأ ضرورة تسجيل الحقائق الصادقة والبعد عن الانتماء القبلي واثبات الصحيح ورفض غير الصحيح هذا ما دفعني الى كتابة هذه المقدمة عن القبيلة باعتبارها ارثاً اجتماعياً في حياتنا العامة والخاصة هو ما ورد في جريدة عكاظ يوم الخميس 10/5/1432ه تحت عنوان (عسكر البارود) ضمن احتفال جرى لقبيلة المساعيد من هذيل بمناسبة فوز احد شعراء القبيلة بلقب شاعر الروح الوطنية ويعلم الله انني هنا لا احب ادخل مجال التعصب القبلي لانه لدي مرفوض في الاساس ولكن لأن القبيلة لدينا مكون أساسي من مكونات تاريخنا القديم والحاضر ولكوني مؤرخاً وراصداً لتاريخ بلادي اردت هنا ايضاح احقاق الحق وحفظ مكون التاريخ الشفوي لبلادنا تحت مسمى التراث الشعبي الذي يعد ضمن اصالتنا السعودية ولا يجب القفز على ما هو صحيح والادعاء انه ملك البعض واقول ان ما حصل من مغالطات في تصريحات في هذا الحفل الحاشد من البعض يخالف الواقع عندما ادعى احدهم أن قبيلة هذيل تسمى عسكر البارود وهذه القبيلة (هذيل لها امجاد ومكانة راقية بين قبائل المملكة ولا يعني هنا انني اقلل من أهمية هذه القبيلة الكبيرة ابداً وان ما أكتبه هنا يفسد الود بيني وبين كل افراد قبيلة هذيل ولكن من باب تحقيق مسار التاريخ فقط لذلك سوف استشهد بالادب الشعبي المتوارث وهو يمثل وثيقة تاريخية صادقة ومتداولة عند كبار السن ومن الواجب تسجيلها لانها جزء من تاريخنا. تقول السالفة الشعبية وفد رجل من حرب الى ديار المساعيد من هذيل وفي ظلام دامس وجد المساعيد يشعلون النار لبدء الحفل في مناسبة ما وعادة يبدأ الحفل بالشعر المسمى (الملعبة أو المراد) ودخل الحربي مساكن هذيل فوجد منزلاً في أطراف المنازل (بيوت الشعر) فوضع الحربي سلاحه في المنزل وجاء متسللاً الى الملعبة وكان الجميع في الملعبة المكتظة بالرجال والنساء وحسب ما كان عليه الناس قبل قرن من الزمن ما يسمى (خليطي) في اللعب والفرجه وقد استنكر الحضور من هذيل هذا الغريب وشعر بذلك وارتجل في ابيات شعبية امام الحضور بما يعرف شعر الرد قائلاً: ربعي حرب عسكر البارود وطعونهم في القوم تنشافي جاء لك الخير والعباد شهود وانا على لبسي الدافىء ونلتقي في الحلقة القادمة لتفسير هذه الأبيات الشعبية وايراد اراء اخرى لبعض القبائل التي تدعي مقولة عسكر البارود .